زوجي يمارس الفاحشة ويشاهد المحرمات، ولا أريد البقاء معه، فما رأيكم؟
2012-09-12 09:13:16 | إسلام ويب
السؤال:
متزوجة من 14 سنة، وكنت ألاحظ خيانة زوجي من الكذب والتزوير والعلاقات المشبوهة، وعند مواجهته يحلف ويقسم بأنه لا يفعل شيئا من ذلك، وقد تم الضحك عليه وأخذ أموالي للمتاجرة، ووعد برد الدين ولم يفعل، حتى أن المصروف الشخصي والنفقة عليه وعلى ابنه يتهرب منها بحجة أنه مديون!
منذ أسبوع اكتشفت بالصور والفيديو ورسائل الجوال ممارسته للواط، وكذلك الجنس مع نساء حتى في شهر رمضان الكريم.
أحس بانهيار ولا أكاد أصدق ما شاهدته من فيديوهات على جواله.
أريد حقوقي ولا أستطيع الاستمرار مع شخص منافق يخون الأمانه، وأخاف من تسلطه والكيد لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم نواف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك – أختنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يفرج كربك، ويكشف همك، ويصلح زوجك.
لا شك أيتها الأخت الكريمة بأن ما يفعله هذا الزوج من موبقات الذنوب وكبائر الآثام، وهو في الحقيقة بحاجة إلى من يحاولاً الأخذ بيده، وإنقاذه مما هو فيه، فإنه ساعٍ في هلاك نفسه، وخير من يقوم بهذا الدور أنت أيتها الكريمة، فنصيحتنا لك أن تتناولي الأمر بشيء من الهدوء والروية وتفكر في أمرك، إن كان بإمكانك أن تكوني سببًا في إصلاح هذا الزوج فينبغي أن تمارسي ما تقدرين عليه من الوسائل لإصلاحه، وأنت مأجورة على ذلك كله، فإن الداعي إلى الخير موعود بالثواب العظيم من الله تعالى، فقد قال سبحانه: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين} وقال - عليه الصلاة والسلام -: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حُمر النعم) وقال: (إن الله وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض حتى الحيتان في البحر ليصلون على معلم الناس الخير)، وقال: (ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله).
كل هذه النصوص من القرآن والسنة تحثك أيتها الكريمة على ممارسة دور ما في محاولة نصح هذا الرجل، والعود به إلى طريق الله تعالى دون يأس ولا ملل، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فالهدى هدى الله، وعلينا أن نأخذ بالأسباب.
فنصيحتنا لك أن تصبري قليلاً على هذا الزوج، وأن تمارسي معه وسائل النصح والتذكير، من ذلك: أن تسمعيه المواعظ التي تذكره بالآخرة وشدائدها وأهوالها، تذكره النار وما فيها من آلام وعذاب، وتذكره العرض على الله تعالى والوقوف بين يديه للحساب والجزاء يوم القيامة، المواعظ التي تذكره القبر وما فيه من شدائد، فإن هذا النوع من المواعظ يُحيي القلب ويطرد عنه الغفلة، وإذا صلح القلب صلحت سائر الأعمال.
ومن ذلك: أن تحاولي أن تسلطي عليه بعض الصالحين من الأسرة لدعوته وحثه على حضور الصلوات في المساجد مع الناس. ومن ذلك أيضًا: أن تحاولي إقامة برامج دينية معه في البيت، كقراءة القرآن جميعًا، وحثه على الصلاة، واستماع الذكر، وأنت بصبرك هذا أيتها الأخت ستنالين ثوابًا جزيلاً في الآخرة، وقد يجعله الله سبحانه وتعالى سببًا لإصلاح حياتك في الدنيا، وتحفظين بذلك أسرتك.
وإذا رأيت أن هذا الجهد لا يؤثر فيه وأنه مستمر على غيّه مصرٌ على انحرافه فإن مفارقته حينها ربما تكون خيرًا لك من البقاء معه.
ومن الأسباب التي يذكرها الفقهاء المجوّزة للمرأة أن تطلب الطلاق: فسق الرجل وسوء دينه، فطلبك للطلاق في هذه الحال لا إثم فيه، وربما يعوضك الله عز وجل عنه خيرًا منه، فكوني واثقة على كل حال بحسن تقدير الله تعالى لك، وحسن اختياره لك، وأنه سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك، ولن يقدر لك إلا الخير، فاحرصي على مرضاة الله تعالى، والعمل على نفع هذا الزوج لوجه الله، فإن صلح حاله فذاك، وإلا فاطلبي الطلاق.
وما سبق من أخذه من أموالك إن كنت تقدرين على إثبات ذلك فإن المحكمة ستجبره على أداء ما أخذ، وإن كان مفلسًا فستلزمه بالسداد حال القدرة، أو ستبيع شيئًا من أمواله إذا كانت له أموال تُباع، فالأمر في ذلك يرجع إلى القضاء الشرعي، وإن لم تقدري على استخلاص شيء من المال فاحتسبي مصيبتك هذه عند الله تعالى، وقولي ما قالته أم سلمة رضي الله تعالى عنها: (اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها) كما علمها رسولنا - صلى الله عليه وسلم – وكوني على ثقة بأن الله تعالى سيعوضك خيرًا مما ذهب منك.
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالك كلها، وأن يقدر لك الخير حيث كان.