الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود المصري .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
بصفة عامة فإن الأعراض التي سردتها في مجملها تدل أن هنالك اهتزازا في مستوى ثقتك بنفسك، بالرغم من الإيجابيات والأشياء الطيبة والجميلة الموجودة في حياتك، إلا أنك أصبحت تميل إلى الجانب الانعزالي والتشاؤمي، والتقليل من قيمتك، وأعتقد أيضًا أن لديك نوعا من التفكير الوسواسي السلبي، خاصة فيما يخص علاقاتك، وفيما يخص أنك لا تستطيع التحدث مع الآخرين، الفكر التشاؤمي دفعك لشيء من الوسواسية، وكلاهما أدى إلى هذا الوضع الذي تعيش فيه، وهو أنه كان لك بالفعل جانب من الرهاب الاجتماعي، فهو قطعًا يعتبر عاملاً ومسببًا أساسيًا لحالة الانعزال وعدم القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعي الإيجابي.
ممارسة العادة السرية: لا يمكن للإنسان أن يحل مشكلة بمشكلة أخرى، فهي قبيحة وسيئة وتؤدي إلى المزيد من الانطوائية والانكباب على الذات والانعزال، وأي شخص طيب ولطيف – مثل شخصك الكريم – سوف يُصاب بتأنيب الضمير وعقدة الذنب، فحاول أن تتجنب هذه العادة القبيحة.
سؤالك: هل يؤثر مظهر الإنسان الخارجي في صدقاته وقدرة على تكوينها؟
لا أعتقد أن المظهر الخارجي ذو أهمية لتكوين الصدقات الأصيلة والوطيدة والجيدة والرصينة، لكن الصدقات الهشة ربما تعتمد كثيرًا على المظهر وليس على الجوهر، فهذا موضوع يجب ألا يشغلك أبدًا.
الذي أنصحك به قبل التحدث عن العلاج الدوائي، هو أولاً: أنك مدرك تمامًا لصعوباتك، ولابد أن تركز على المضادات التي تُخرجك من هذه الصِعاب، العلاقات الاجتماعية يمكن أن تطور بصورة فردية أو بصورة جماعية، على المستوى الفردي: لماذا لا تركز مثلاً على شخص أو شخصين من زملائك الطلاب في نفس المرحلة الدراسية؟
لابد أن يكون هنالك جيدون وفضلاء ومتميزون، وحاول أن تبني علاقات معهم، هذا بجانب صديقك الذي أصلاً تعرفه، لكن أن تكون مُحْتَكَرًا – أو مُحتَكِرًا - لعلاقة واحدة هذا أمر ليس بالجيد.
ممارسة الرياضة مع بعض الزملاء سوف تساعدك في بناء صداقة جيدة.
حرصك على الصلاة في جماعة يعطيك أيضًا فرصة عظيمة جدًّا للتواصل مع الآخرين بصورة أفضل.
صلة الرحم وبر الوالدين هي أسس طيبة وخصال حميدة وجميلة، وفي ذات الوقت تساعد في التأهيل الاجتماعي كثيرًا، فحاول أن تكون حريصًا عليها أيها الفاضل الكريم.
ونصيحتي الأخرى هي: أن تركز تمامًا على واجباتك الأكاديمية، وأن تكون متميزًا في دراستك، هذا حقيقة يُرغب فيك الآخرين ويجعلهم يتشوقون للقائك والجلوس معك وحرصًا على اتخاذك صديقًا لهم.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أنك محتاج لأحد مضادات المخاوف والقلق والوساوس، وفي ذات الوقت أعتقد أن الدواء سوف يكون سببًا رئيسًا في تحسين مزاجك.
الـ (زيروكسات Seroxat) لا بأس به أبدًا، وكما تعرف هو يعرف علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، وفي مصر أيضًا دواء الـ (سيرترالين Sertraline) متوفر، ويسمى في مصر تجاريًا (مودابكس Moodapex) وله مسميات أخرى مثل (لسترال Lustral) أو (زولفت Zoloft).
أعتقد أن السيرترالين سوف يكون أفضل بالنسبة لك – أي المودابكس أو لسترال أو زولفت – لأنه حقيقة لا يؤدي إلى نعاس، كما أن آثاره الانسحابية حين التوقف منه أقل من الدواء الآخر أو الأدوية الأخرى.
إذن جرعة المودابكس التي تبدأ بها هي نصف حبة – أي خمسة وعشرون مليجرامًا - تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
ولمزيد الفائدة يراجع:
• أضرار هذه العادة السيئة: (
2404 -
3858 -
24284 -
24312 -
260343).
• كيفية التخلص منها لمن ابتلي بها: (
227041 -
1371 -
24284 -
55119).
• الحكم الشرعي للعادة السرية: (
469 -
261023 -
24312).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.