فاشل في كل شيء، حتى فشلت في فشلي!!
2021-01-19 01:25:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فاشل في الدراسة وفي العلاقات الاجتماعية، وفي كل شيء، والآن أنا لا أدرس ولا أعمل، ولا يوجد لدي أصدقاء، ولا أستطيع النجاح في أي شيء، حاولت كثيرا أن أكون إنسانا ناجحا، ولكن في النهاية أفشل فشلا ذريعا، ومستقبلي ليس له ملامح، وهو مظلم، أنا حاليا يائس ومحبط، وكل من حولي من أصدقاء وأقارب لا يهتمون لوجودي وسطهم، وما يضحك في الموضوع أني فشلت أن أكون فاشلا!! لا أعرف ماذا أعمل! أريد حلا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Yasser حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فيجب أن تعرف أن الإنسان يستطيع أن يُشكل نفسه وأن يفصّلها كما يريد، لأن التغيير يأتي منا، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
المشكلة في حالتك أنك قد اقتنعت بالفشل، وامطيته كوسيلة في حياتك، وأتاك بعض التصور أن النجاح يمكن أن يأتي دون جُهد، لا.. هذا ليس صحيحًا -أيها الفاضل الكريم- أنا أريدك أن تجلس جلسة صادقة جدًّا مع نفسك، وتقرر أن تنزع ثوب الفشل الذي ألبسته نفسك، وتصر أن تلبس ثوب النجاح، والأمر ليس مستحيلاً، لكن لا أحد يستطيع أن يقوم بذلك نيابة عنك، أنت الذي تقوم به، وذلك من خلال اتباع الآتي:
أولاً: يجب أن تشعر بقيمتك كإنسان، كشاب في هذه الأمة الإسلامية العظيمة، وأن تعرف أنه عليك واجبات حيال نفسك وحيال أسرتك وحيال مجتمعك.
أنت قبلت بالفشل لأنك لم تفكر في البدائل، ولم تتصور حجم المسؤولية التي عليك، وهي مسؤولية جميلة جدًّا. الإنسان الذي يعيش لهدف ويفيد نفسه ويفيد الآخرين لا شك أنه يشعر بالرضا، فإذن أنت محتاج أن تغير نفسك تغييرًا نسميه (التغيير المعرفي) أي أن تبدل مفهوم الفشل وتصر أن تحوله إلى نجاح، وهذا يأتي من خلال أن تبحث عن عمل أو أن تواصل الدراسة -هذه نقطة مهمة ومهمة جدًّا- بدون ذلك لن تنجح أبدًا، فيجب أن تُحدد مسارك، ويجب أن تعرف أن هذه هي آليات النجاح، ويجب أن تعرف أن الله تعالى استودع فيك طاقات داخلية، عليك فقط أن ترفع همتك ويكون لديك الجلد والصبر من أجل أن تستفيد منها.
النقطة الثانية: بخصوص بناء العلاقات الاجتماعية: بناء العلاقات الاجتماعية يجب أن يبدأ من البيت، وأفضل من تعاملهم اجتماعيًا بصورة ممتازة وراقية هم الوالدين والأخوة، متى ما بُنيت هذه العلاقة وكانت علاقة طيبة وممتاز وراقية، بعد ذلك سوف تجد نفسك أنك تُحسن التواصل مع الجيران، مع المعارف، مع المصلين في المسجد، وهكذا تُبنى لديك شبكة اجتماعية ممتازة جدًّا تُشعرك بالراحة وتكون - إن شاء الله تعالى – محبوبًا من قبل الآخرين.
ثالثًا: وجد أن الانخراط في الأنشطة الثقافية والاجتماعية والخيرية يجعل الإنسان أيضًا يحس بقيمته ويخرج من دائرة الإحباط. هذا أيضًا خيار أمامك، وهو خيار سهل جدًّا، ومصر الحمد لله مليئة بالفرص للقيام بمثل هذه الأعمال.
رابعًا: لا تحكم على نفسك بمشاعرك، مشاعرك سلبية جدًّا، احكم على نفسك بأفعالك، ولكن هذا يقتضي أن تقوم بالفعل ببعض الأفعال، لا يمكن أن تكون جالسًا ومسكينًا ومستسلمًا وتحس بأي نوع من السعادة..
هذه هي الأسس الرئيسية التي أنصحك بها، ومتى ما طبقتها واسترشدت بها سوف تتحول إلى إنسان ناجح، ولا تنسى – أيها الفاضل الكريم – أنك تحمل مقومات النجاح، فأنت شاب، كم من الناس يتمنون مثل عمرك هذا، هذا عمر فيه طاقات نفسية وجسدية ووجدانية عظيمة جدًّا، يجب أن تستشعر أهميتها، ويجب أن تغلق الباب تمامًا أمام التفكير السلبي.
أنصحك أيضًا بالقدوة الطيبة الصالحة الحسنة، وإن شاء الله تعالى هي كثيرة جدًّا، تجدهم في المساجد، تجدهم في قاعات المحاضرات، تجدهم في الجمعيات الخيرية، تجد هذا النوع من الشباب في كل مجال ومكان.
أريدك أيضًا أن تنخرط في نشاط رياضي جماعي، مثل ممارسة كرة القدم مثلاً، الرياضة تُهذب النفوس وتقويها وتقوي الأجسام وتعطي الإنسان الشعور بالكينونة الداخلية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.