زوجها ينام مع الخادمة فكيف أخبرها بذلك؟
2012-08-09 09:29:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أخبرتني الخادمة التي تعمل لدي بأن خادمة صديقتي تنام مع زوجها مقابل مبلغ من المال, وفي الحقيقة الخادمات التقين ثلاث مرات عندما تبادلنا الزيارة مع صديقتي, ولم تخبرني خادمتي إلا عند سفرها, احترت ماذا أفعل, فأنا بين نارين, هل أسكت عن الموضوع, وربما تكشف خيانته هي, أم أخبرها بالأمر, فأنا أخاف أن تنصدم, وتتحول حياتها إلى جحيم, وأخاف أيضا أن تنتقل لها أمراض والعياذ بالله, هي معلمة, وهو كذلك, ولديها طفلتان, وتساعده من مالها, ويستغل وقت الدوام, ويعود إلى المنزل من أجل أن يفعل ما يريد.
أخبرني ما التصرف الصحيح في مثل ذلك؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذا الحرص على مصلحة الصديقة، ونسأل الله أن يجنب بيوت المسلمين الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وكم تمنينا أن تنتهي ظاهرة الخدم خاصة بهذه الطريقة التي لا تراع فيها الضوابط الشرعية حيث تأتي الخادمة بلا زوج وبلا محرم، وأحيانًا تكون شابة وجميلة، وهذا كله من المخالفات الشرعية التي ندفع ثمنها في حياتنا وفي بيوتنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرد الجميع إلى دينه وإلى شريعته ردًّا جميلاً، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أما بالنسبة لموضوع هذه الصديقة فنحن لا ننصحك أبدًا بإخبارها بطريقة مباشرة.
أولا: لأننا لا نتأكد من صحة الخادمة, وربما لها كيد أو مكايد مع تلك الخادمة الأخرى، تريد إلحاقها الأذى، أو تريد أن تخرب على تلك الأسرة، وهذا من الأمور الواردة.
الأمر الثاني أيضًا: لعل في هذا أيضًا سبب لخراب ذلك البيت، ولكننا ننصحك بما يلي:
أولا: بتنبيه تلك الصديقة بضرورة الاهتمام بمظهرها، وأننا لا ينبغي أن نأمن الخادمات, وأنك في بيتك حريصة على ألا يخلو الزوج مع الخادمة، وحريصة على أن تكون الخادمة كبيرة السن، ويمكن أن تذكري لها قصصا مما يحدث في المجتمعات –وهي كثيرة– فإذا انتبهت بهذا وانتبهت لنفسها، وبدأت تتحسس هذا الأمر وحدها فلا بأس في ذلك، بل هذا هو المطلوب، يعني إذا وجدت الخادمة لا ينبغي الزوجة ألا تباشر الزوج ولا تقوم بخدمته، وينبغي للخادمة أن يكون زيّها أيضًا محتشمًا، ولا تتزين في حضور هذا الزوج، يعني لا بد من رعاية الضوابط الشرعية في البيوت.
فأنت الآن تنبهي بطريقة غير مباشرة, وتبيني لها أن في الخادمات سيئات, وأن الأزواج كذلك أيضًا عندما يجدوا الخادمة جميلة, وكذا لا تؤتمن، ويمكن أن تتكلمي عن نفسك, أو تتكلمي عن أخريات, أو تجارب موجودة في المجتمع, أو قصص مؤلفة في الكتب، وتضربي على هذا الوتر، وتركزي على هذا اللون من الكلام، وغالبًا هي ستنتبه في مثل هذه الأحوال على الأقل فتشدد وتضع بعض الضوابط بالنسبة للخادمة، وبالنسبة لزوجها، وقد تستغني عن هذه الخادمة وتأتي بخادمة ربما كبيرة في السن, أو قبيحة في الشكل بعض الشيء، حتى تعصم بيتها وتحافظ على أسرتها.
ولكننا لا ننصح أبدًا بأن تكلميها بطريقة مباشرة، لأن هذا سيفتح أبوابا كبيرة من الشر, والشكوك وسوء الظن عليها, وعليك كذلك أيضًا أن تبيني لها -خاصة إذا كان زوجها ضعيف الدين- أن تنبهي لأهمية أن نوصي أزواجنا بتقوى الله وطاعته ومراقبته، يعني كأننا نبدأ العلاج، لأنه أيضًا الستر مطلوب، والإنسان ينبغي أن يستر على إخوانه وأخواته، ولا يجوز لنا أن نفضح هذا الزوج بكلام هذه الخادمة، حتى لو رأيناه يفعل المنكر فلا يجوز لنا أن نفضحه، بل الشريعة تأمر بالستر والنصح والتوجيه والإرشاد لمن يُخطأ.
ولا مانع أيضًا إذا كان الأمر يهمك لهذه الدرجة, وكان زوجك عاقل وناضج من أن تُخبري زوجك وتشاوري معه بطريقة مناسبة لهذه المسألة، فإذا كان هو أيضًا صديق لزوج تلك الأخت فينبغي أن يقوم بنصحه وإرشاده أيضًا بطريقة غير مباشرة, ويبين له خطورة مثل هذه الأعمال، ويمكن أن يتكلم عن نفسه فيقول: (نحن أخرجنا الخادمة التي عندنا لأني صراحة كنت منزعجًا، والأمر الشرعي محرج بالنسبة للرجل) يعني يتكلم بهذه الطريقة، وعند ذلك هذا الرجل سيشعر أن ثمة خلل, وأن أشياء تدور حوله، ودائمًا الذي يفعل الخطأ عنده قرن استشعار –كما يقولون– يشعر بالكلام, ويشعر بأنه مقصود, ويتألم ويرتدع، ويمكن أننا لا نقصد ذلك فكيف إذا كنا نقصد ونأتي بالقصص المعبرة في هذا الاتجاه.
إذن اتفقنا على ألا تفضحيه, ولا تخبريها بطريقة مباشرة، ووجهيها بالاهتمام بزوجها وبيتها، كلميها عن خطورة الخدم، وأنكم استغنيتم عن الخادمة, وأنت مصرة ألا تأتي بخادمة قبيحة كبيرة السن بمواصفات معينة، خوفًا على الزوج وحرصًا على البيوت، وعونًا لكم على الطاعة، يعني تكلمي بهذه الطريقة، أيضًا تذكري لها نماذج سيئة حتى تنتبه، في المجتمع موجودة، بل مؤلفة في بعض الكتب، قصص يندى لها الجبين، لذلك ينبغي أن تكوني حكيمة في معالجة هذا الأمر.
ونتمنى أيضًا أن تصلي إلى الصواب وتصلي إلى الحق والخير دون أن يحدث بالنسبة لها إشكال، وإذا كان أيضًا لغتك جيدة وأنت على صلة بالخادمة وهي داخلة معكم فيمكن أن تنبهيها إلى ضرورة أن تهتم بسترها لما يأتي زوج الصديقة، يعني يمكن أن تكلمي الخادمة بطريقة مباشرة باعتبار أن الحالة واحدة, وأنك في بيت أخت من أخواتك، فيمكن أن تتخذي كل الأساليب غير المباشرة، لكن نحن نتمنى ألا يكون هناك أسلوب مباشر, أو اتهام مباشر، أو حتى تحذير لها بطريقة مباشرة، لأن هذا سيحول فعلا حياتها إلى جحيم، ولن تصدق زوجها بعد ذلك حتى ولو تاب ورجع إلى الله تبارك وتعالى.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعصم بيوت المسلمين من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يردنا إلى دينه وكتابه ردًّا جميلا، هو ولي ذلك والقادر عليه.