ارتفاع خفيف في ضغط الدم ووسواس قهري.. أرجو المساعدة
2012-08-01 10:54:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة الشهر الفضيل.
أنا سبق وأرسلت أكثر من استشارة لكم، وإلى الآن أعاني مما سبق واستفسرت عنه، والآن أنا في السنة الرابعة منذ بدأت معي المشكلة، بشكل عام أنا شخص أخاف أمراض القلب والسكتة وما إلى ذلك، وراجعت الطبيب بعد أعراض خفقان القلب قبل ثلاث سنوات تقريبا، وكانت النتائج سليمة -ولله الحمد- وأخبرتني الأخصائية عن وجود ارتفاع خفيف في ضغط الدم أهملت الموضوع في البداية، لكن ما لبث أن أصبح مثل فيلم الرعب بالنسبة لي، وقسته بعدها أكثر من مرة، وكان ما بين مرتفع، وطبيعي، علما أني أتوتر عندما أقيسه وآخر مرة كنت في صيدلية أستخدم جهاز الكتروني وأظهر القياس الأول ارتفاع في الضغط لا أتذكر تفاصيله وبعد أن أخبرني الصيدلي أن أرتاح وأنسى خوفي من الضغط قسته، وكان أقل من القياس الأول، لكن ما زال مرتفع ولا أخفيكم أنه حتى أثناء القياس الثاني كنت متوترا، وبعدها لم أفكر بقياس الضغط، لأن مجرد التفكير يبعث شعور الخوف داخلي، وأيضا مما أحس فيه وضوح نبضات قلبي شعور مزعج عند التحول من وضعية الجلوس للوقوف شعور مثل ضيق التنفس، لكن في نفس الوقت مثل الشيء في حلقي لا أعرف وصفا له فلا أعلم إن كان ضيق تنفس حقيقي أم لا.
أنا مصاب أيضا بوسواس قهري منذ مدة طويلة، واكتشفت أن هذا الداء متأصل في العائلة وحتى بخصوص حاله الخفقان التي بدأت معي وغيرت كل شيء في حياتي، وإصابة والدي وإصابة أحد أقربائي من جهة والدي.
أما الوسواس فهو من جهة أقربائي من والدتي، وأيضا أعاني من شخصية حساسة جدا فأتوتر لأتفه الأسباب، وتضل بعض المواقف عالقة في رأسي وهي لا تستحق ، شعور مبالغ بأني ارتكبت خطأ في حق من أتعامل معهم، كثير التفكير بالماضي، عاطفي وإذا دخلت بنقاش حاد مع والدي مثلا لا أتدارك حبس دموعي مع أن الموضوع لا يستحق، حاولت طرح كل ما أحسه وأتمنى مساعدتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد حاولت الوصول إلى استشارتك السابقة، لكن نسبة لأسباب فنية لم أتمكن من هذا، لكن عمومًا المخاوف والوساوس هي نوع من القلق النفسي – كما قد ذكرنا لك ذلك مسبقًا – والوسواس تحقر دائمًا، وكذلك القلق.
بالنسبة لموضوع ضغط الدم: هنالك الكثير من الناس يتحدث عما يُسمى بضغط الدم العصبي، أي أنه في أوقات التوترات، أو حين يذهب الإنسان لقياس الضغط يكون الضغط مرتفعًا، وخلاف ذلك يكون الضغط طبيعيًا.
هذا الكلام حوله الكثير من التحفظ، نعم نحن نعترف بأن القلق يرفع الضغط قليلاً، لكن ليس بصورة مستمرة، أو لارتفاعات عالية، وكثير من الذين أصيبوا بما يعرف بضغط الدم العصبي اتضح في نهاية الأمر أنهم مصابون بارتفاع حقيقي في ضغط الدم.
هذا الكلام يجب ألا يزعجك أبدًا، إنما هو نوع من التنبيه لأن تحمي نفسك.
يمكن أن تراجع طبيب الأسرة مرة كل ثلاثة أشهر، التردد على الأطباء بكثرة وقياس الضغط بصورة وسواسية وتوهمية هذا في حد ذاته إشكالية، دع الأمر للطبيب المختص، راجعه مرة كل ثلاثة أشهر بجانب الفحوصات الأخرى المطلوبة في مثل هذه الحالات: التأكد من مستوى الدم، من مستوى هرمون الغدة الدرقية ومستوى الدهنيات، وهكذا، هذه هي الطريقة السليمة.
إذن الرجوع إلى طبيب جيد وملتزم والالتزام بالإرشادات والتعليمات هذا هو الذي سوف يفيدك، نعم أنا أرى أنك صغير بأن تصاب بضغط الدم، لكن لا أريدك أيضًا أن تعيش تحت الخداع بأنك تعاني من ارتفاع في ضغط الدم العصبي، هذا ليس أمرًا صحيحًا، وليس أمرًا جيدًا.
وكثير من الذين يعانون من القلق والتوتر مع ارتفاع بسيط مصاحب لضغط الدم يتناولون أدوية لذلك، الأدوية المضادة للقلق معظمها تجهض هذه الارتفاعات إذا كانت بالفعل هي ارتفاعات عصبية، وأدوية مثل الإندرال معروفة ومجربة، عقار مثل الفلوناكسول أيضًا مفيد، تمارين الاسترخاء هي ذات فائدة عظيمة، ممارسة الرياضة، إدارة الوقت بصورة جيدة، وعدم ترك أي مجال للفراغ، مشاركة الأسرة في أنشطتها، الترويح عن النفس... هنالك مخارج كثيرة جدًّا، فيجب أن تلتزم بها، وأعتقد أن هذه هي الوسائل المطلوبة في حالتك.
لا أريدك كثيرًا أن تهتم بالجوانب الوراثية، نعم نحن نعترف أن الخوف والقلق والوساوس ربما تلعب الوراثة فيها دورً، لكن هذا الدور ضعيف، بمعنى أن الإنسان قد تكون له هذه العوامل المرسبة – أي العوامل الجينية – لكن العوامل المهيأة أيضًا ذات دور أساسي، وكذلك عوامل الاستمرارية.
الذي أخاف عليك أنك تشجع عوامل الاستمرارية، وذلك من خلال هذا القلق الدائم، وعدم حسم الموضوع – أي موضوع الضغط – والذهاب لقياسه هنا وهناك، أنا لا أمنعك من ذلك، لكن من واجبي أيضًا أن أرشدك للطريقة الصحيحة التي تفيدك.
أرجو أن تعيش حياتك بإيجابية، وأنت ذكرت أنك إنسان عاطفي وحساس، هذا لا بأس به، لكن حاول دائمًا أن تعبر عن آرائك أول بأول، لا تكتم، لا تحتقن نفسيًا، هذا مهم جدًّا، وأرجو أن تستفيد من طاقاتك، وأن تكون حريصًا على إتقان المعرفة والعلم، هذا هو السلاح الذي تواجه به هذا الزمان، وكذلك الدين مهم جدًّا ويجب أن يكون جزءً أساسيًا في حياتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.