كيف أساعد أخي الذي لا يريد زوجته؟
2013-06-23 06:28:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أخي متزوج منذ 11 شهرا, وقد رزق بطفلة ولله الحمد, لكن طوال هذه الفترة أخي يجامل زوجته ويجامل والدي, فهو لا يريد زوجته, ومتعب نفسيا, ولا يجلس في البيت, فقط يأتي للنوم أو للأكل ويخرج, يحاول الهروب من الواقع لأجل أبي المريض وأمي, حاول كثيرا أن يتصنع الاستقرار فلم يستطع, وكثيرا فكر في الابتعاد والانفصال ولكن أمي تنصحه بأن يصبر ويتحمل.
وأنا أخاف عليه من الانهيار, حيث إنه تزوج بها ولم يرها قبل الزواج, ومنذ الأيام الأولى من زواجه وهو يلومنا على الاختيار, وكان له مواصفات معينة ولكن لم ترضه زوجته بمواصفاتها, والآن يعيش في صراع, وتعب, وهم, حيث إن هذا هو الزواج الثاني له, فقد تزوج منذ 7 سنوات ولم يوفق, وانفصل بعد 4 أشهر.
منذ زواجه الأول -وأثناء الزواج الأول- وهو يعاني من الضيق, ولا يتحمل أن يرى زوجته, وحاول المصلحون تدارك الأمر ولكن كانت حالته الصحية والنفسية سيئة جدا, وبعد هذه السنوات حاولنا واخترنا له زوجة ثانية ولكن لم يوفق معها.
فما رأيكم؟ وكيف أستطيع أن أساعده؟ علما أن زوجاته من الأقارب, والعادات لا تسمح بالرؤية قبل الزواج, هل نؤيده على الانفصال ونسعى سريعا في اختيار زوجة يراها؟ لأني فعلا أخاف عليه من الانهيار, حيث إنه الآن يأخذ بعض المهدئات, وحالته النفسية سيئة جدا, ولا يجلس معنا, بل وسيلته الهروب بهمومه والانفراد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الدانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..
نرحب بك في موقعك، ونشكر لك هذا الاهتمام بمشكلة الشقيق، ونشكر لك حسن العرض لهذه المشكلة، ونسأل الله أن يلهمه السداد والرشاد، وأن يؤلف بينه وبين زوجته التي رزق منها طفلة، نسأل الله أن تكون سببًا لإسعاده، وسببًا لإدامة العشرة بينهما.
ونتمنى أيضًا أن تساعدوه وتشجعوه على الاستمرار، ويؤسفنا أيضًا أن نقول: كم نخالف شريعة الله عندما نقدم العادات عليها, وعندما نمنع هذه الرؤية الشرعية، هل نحن أحرص على الأعراض من رسولنا -عليه الصلاة والسلام– الذي قال لمن خطب امرأة: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) وقال: (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا) قال العلماء: هذا يدل على أن النظرة ينبغي أن تكون فاحصة، بل الشيخ العثيمين وهو من هو فضلا -رحمة الله تعالى عليه– قيل له: شاب نظر إلى فتاة ويريد أن يخطبها؟ ثم قال: ما رأيت بالطريقة الصحيحة، قال: يمكن للمرة الثانية؟ قال: هو رأى المرة الثانية وطلب؟ قال: يمكن للمرة الثالثة.
هذه شريعة الله تبارك وتعالى، فالذين يقولون ما عندنا بنت يشوفوها، هؤلاء يخالفون شريعة الله، والذين يتوسعوا في هذا الباب بأن يتركوا الخاطب يدخل ويخرج ويخلو بمخطوبته، هؤلاء أيضًا يخالفون شريعة الله تبارك وتعالى، ويضعون أبناءهم وبناتهم أمام أخطار لا يعلم مداها إلا الله تبارك وتعالى.
نحن نريد حقيقة أن نتفاهم مع هذا الشاب ما هي أسباب هذا النفور؟ لماذا هو نافر؟ هل هناك نقص في الزوجة؟ هل وجهتم للزوجة نصائح؟ هل هي تعرف بأنه نافر منها؟ أم لا تعرف هذا الأمر؟ ما هي العواقب المترتبة على هذا النفور؟ ما هي العواقب المترتبة على العلاقات الأسرية وصلة الأرحام؟ أيضًا هل بالإمكان أن يتواصل معنا من أجل أن يعرض كل ما عنده، وتكون الاستشارة محجوبة، لأننا لم نستطع بعد أن نقرر القرار الصحيح، فبعد أن نستمع إليه سنعرف إن كانت هناك أسباب فعلية تدعو لهذا النفور، فقد يكون النفور مثلا لأنها لا تهتم بنظافتها، قد يكون النفور لأنها كذا، لأنها كذا، هذا سيكون له حل مختلف وهو من السهولة بمكان.
قد يكون هذا النفور ليس له سبب، الفتاة جميلة وديّنة وهي من الأقارب وفيها كل الصفات الجميلة، لكنه نافر منها من غير سبب، ففي هذه الحال سيكون الحال مختلف، لأن هذا دليل على أنه يحتاج إلى رقية شرعية، طالما لم يكن لهذا النفور أسباب محددة.
ولذلك من الضروري أن تتواصلوا معنا، إذا استطاع أن يتواصل معنا، فإن لم يرض عليك أن تحاوريه، تسأليه أولا لماذا هو نافر؟ يعطينا أسبابا, واحدا, اثنين, ثلاثة, أربعة، هذا الأمر الأول.
إذا لم يكن عنده أسباب ويقول (فقط أجد ضيقا ولا أستطيع رؤيتها) وكذا، هذا ضروري أنه يحتاج إلى رقية شرعية، وعليه أن يحافظ على أذكار الصباح والمساء، عليه أن يقرأ سورة البقرة، وخواتيم سورة البقرة، وآية الكرسي، عليه أن يعرض نفسه على الرقاة الشرعيين.
نحن نريد قبل أن نسعى في الانفصال بذل كل الأسباب، نستكمل كل المحاولات، حتى نعذر أمام الله تبارك وتعالى، لأننا ما قصرنا في اتخاذ الوسائل التي تُديم هذه الحياة الأسرية.
إذا كانت هذه التجربة الثانية لهذا الأخ فنحن أيضًا ينبغي أن نضع أمامها علامة استفهام؟ فلا يمكن أن تكون كل التجارب فاشلة وهو إنسان ناجح، فالأمر فعلا يدعو إلى وقفة، ولذلك أنا أتمنى أن تواصل معه مرة ثانية, وتجلس معه جلسة لوحدكم، تعرض له هذه الأشياء، ولا مانع أن تقولوا (نحن شاورنا مستشارا وهو يريد أن يسمع) إن كان هذا مناسبًا، فإن لم يكن مناسبًا حاوره كأنك تحاوره لنفسك، ثم اكتب إلينا مرة ثانية ما ظهر لك وبدا لك.
وأرجو أن تغوص في التفاصيل، بأن يبين فعلا أسباب النفور، واجعل هذا سرًّا، فإنه لا يجوز لك أن تُظهر هذا، ونحن أيضًا لن نظهر هذا، لأن من حقه أن يطلب أن تكون الاستشارة محجوبة، وعند ذلك لا يمكن أن يراها إلا صاحب الاستشارة، يمكن أيضًا أن تشترطي أن تكون الإجابة محجوبة فتحجب الإجابة وتخفى هذه الأسرار، نحن حريصون على أن نحافظ على الأسرار, سواء استمرت العلاقة أو حصل الانفصال، لا يجوز لنا من الناحية الشرعية أن نفشي أسرار البيوت، في كل الأحوال، سواء حصل بتوفيق الله وفاق, أو كان الاختيار هو الطلاق, ففي كل الأحوال لا بد أن تحفظ الأسرار رعاية لصلة الرحم، رعاية للمشاعر، صونًا لمشاعر هذا الطفل -أو الطفلة– المولود الذي سيتأثر بما يُقال بعد ذلك في المجتمع.
هذا ما تُمليه هذه الشريعة، ونحن في انتظار الكتابة إلينا, والتوضيح أكثر حتى نُعطي إجابة أقرب إلى الصواب، ونستطيع أن نعطي إرشادات تعين على ما فيه الخير للطرفين، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وقبل أن أنسى أريد أن أعرف: هل تعرف زوجته أنه لا يحبها؟ هل تشعر بهذا؟ هل تعاني من هذا؟ هل كلمتكم في هذا الأمر؟ أرجو أن تصلنا توضيحات شاملة، حتى نستطيع أن نفكر سويًّا، ونسأل الله أن يعيننا على الوصول إلى الحق والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.