أم زوجي لا تعاملني بطريقة لائقة فكيف أتعامل معها؟
2012-07-25 11:55:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
كيف أتعامل مع أم زوجي إذا كانت لا تعاملني جيداً وتغار مني جداً ولا تتقبلني؟ هل أقاطعها أم أزورها من أجل زوجي؟ وماذا عن كرامتي؟ فقد أهانتني وطردتني في إحدى المرات، أرجو الإجابة عاجلاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا الكريمة في موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، وندعوك إلى اعتبار أم الزوج أماً لك، ولا يجوز لك مقاطعتها، بل ينبغي أن تزوريها، وتجتهدي في إكرامها، واعلمي أن كرامة المؤمنة في طاعتها لله تبارك وتعالى، وفي استجابتها لأمر النبي - عليه صلوات الله وسلامه – الذي أوصانا بأن نحترم كبير السن، عندما قال: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه).
لذلك نحن نتمنى أن تستمري في احترام أم زوجك، وأن تستمري في تقديرها، وتحاولي أن تتعاملي معها بحذر، وتجنبي الأشياء التي تثير غضبها، وهي أمور بسيطة جدًّا، لأن كبار السن لهم أشياء معينة، من السهولة أن يسترضيهم الإنسان، فاجتهدي في إرضائها، واعتبريها مثل الوالدة، وأرجو أن يجد هذا الاحترام لأم الزوج أيضًا التقدير لك من زوجك، لأن طاعة الأم والإحسان إليها من أقصر الطرق إلى قلب الزوج الذي فيه خير، الذي يحرص على أن يبر أمه، وما من رجل إلا ويتمنى من زوجته أن تصبر على أمه وأن تصبر على أهله.
أنت قد أشرت إلى نقطة في غاية الأهمية، فأنت قلت (تغار مني) وطبعًا هذا متوقع، لأن الزوجة تأتي لأم الزوج فتشاركها في جيبه وحبه، وربما أيضًا بعض الأزواج بعد أن يتزوج يقصر في رعاية أمه وفي الاهتمام بها، فعند ذلك تشعر الأم أن بساط الحب والاهتمام والرعاية قد انسحب منها، فتبدأ المشاعر السالبة تجاه زوجة الابن، لأنها تظن أن هذه الزوجة جاءت أخذت ولدها منها، ولذلك ينبغي أن توصي زوجك أيضًا بأن يحسن إلى أمه، وأن يبالغ في إكرامها وفي الإحسان إليها، وعليك كذلك أن تحتملي منها باعتبارها أكبر في السن، وباعتبارها أيضًا أماً لك.
إن كرامة المؤمنة – كما قلنا – في طاعة الله تبارك وتعالى، ولا يلام إنسان ولا يُنتقص من قدره إذا احترم الكبير وسامح من يكبره في السن وحلم عنه وأحسن إليه، فكيف إذا كانت هذه الكبيرة في السن هي أم هذا الزوج، وهي حقيقة صاحبة فضل لأنها قدمت لك هذا الولد (الزوج) الذي ينبغي أن تُكرمي هذا الوالدة لأجله، وإذا أكرمت المرأة أم الزوج فإنه سيبادلها بالإكرام ويبادلها بالاحترام، وتذكري أنك متزوجة من الولد وليس من أمه، فتحتاجين إلى صبر قليل، ولن تضرك مثل هذه المواقف كثيرًا، لأنه – كما قلنا – هذه أمور تمر، وهي أمور عادية حتى مع الأم الحقيقية بالنسبة للإنسان.
وأرجو أن تتذكري أن هذه الشريعة أمرتنا بالإحسان إلى كبار السن والصبر عليهم واحتمال الكلام الذي يصدر منهم، وهكذا ينبغي أن تكون المرأة المؤمنة العاقلة، وما من امرأة تصبر على أم زوجها إلا وتجد ثمرة ذلك في حياتها وفي أولادها وعند زوجها، وإلا ستكسب الجولة في نهاية المطاف عندما تحرص على أن تتحمل هذه المرأة (أم الزوج) الكبيرة في السن.
وأرجو أن تتعرفي على أسباب غضب هذه المرأة الكبيرة، فإن لغضبها أسباب، وإذا عرف السبب بطل العجب، وسهل بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب، وعليك أيضًا أن تتفاهمي مع زوجك، ولا ننصحك بأن تكثري الشكاية من أمه دائمًا، كأن تقولي (أمك فعلت، أختك قالت كذا) لأن هذه الأمور تؤثر على الزوج، وهي عبارة عن قنابل موقوتة توغر الصدور، وتهيأ الأسرة لانفجارات سالبة، لذلك ينبغي أن تتعاملي مع الوضع بمنتهى الحكمة.
ونحن المطلوب منا أن نتعامل مع أم الزوج - أو مع كل كبير في السن – ليس بثقافة المسلسلات – بكل أسف – التي شوهت صورة الحماة، وليس بطريقة الفاشلات من النساء، ولكن ينبغي أن نتعامل معها باعتبار أنها كبيرة في السن انطلاقاً من هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها.
أنت ولله الحمد عاقلة، والدليل على ذلك هذه الاستشارة التي جاءتنا منك، ونتمنى أن تستجيبي لما طلبناه منك، بأن تحسني إلى أم الزوج، وأن تزوريها، وألا تلتفتي إلى ما يصدر منها، ونبشرك بأنك ستفوزين في نهاية المطاف بحب الزوج وتقدير هذه الأم، وستفوزين أيضًا بأن يُكرم الزوج أهلك لأنك أكرمت أمه وصبرت عليها، واعلمي أن المشوار ليس بطويل، والحياة هذه لا يجتمع فيها الناس طويلاً، فالدنيا صبر ساعة، والشجاعة صبر ساعة، فاتقي الله واصبري، واحرصي على خدمة الزوج ورعاية مشاعر أمه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.