كيف أغير نمط حياتي لأقبل على عملي بجد؟
2012-07-26 21:37:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب أعمل في إحدى دول الخليج, أعاني من مشكلة كبيرة, وهي أني دائما لا أريد أن أذهب إلى العمل, وطوال فترة تواجدي فيه لا أريد العمل, ولا أنجز المطلوب مني, علما أني كنت أعمل في مكان آخر سابقا, وكنت أعاني من نفس المشكلة, وانتقلت إلى عملي الحالي, وغيرت مجال عملي -المجال الحالي أحبه كثيرا- ولكن للأسف لا زلت أعاني من نفس المشكة.
أنا -والحمد لله- أصلي, وملتزم إلى حد ما, ولكني للأسف مدمن على العادة السرية, فأنا لا أنام إلا بعد أن أمارسها - علما بأني غير متزوج -.
مشكلتي الحقيقية هي أني دائما تسيطر علي فكرة ترك العمل والعودة لبلدي, ولكني متخوف من عدم وجود عمل جديد, والجلوس فترة طويلة عاطلا, وما لهذا من أثر نفسي سيء.
جزاكم الله خيرا, وأرجو الإفادة بأشياء عملية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mario حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
إن بعض ما وصفت في رسالتك ليس بالأمر النادر بين الشباب أمثالك، بشكل أو آخر.
الحمد لله أنك ملتزم ومحافظ على صلاتك، ولكن ربما نحتاج أن نفعّل قليلا هذه العاطفة الإيمانية الموجودة عندك، وذلك من خلال إعادة ترتيب نمط حياتك اليومية، فلهذا علاقة وثيقة بالكثير من المشاعر السلبية التي تعيشها الآن.
وما هو المقصود بنمط الحياة؟
إنه كل ما يتعلق بالفعاليات والأنشطة التي تقوم بها في اليوم والليلة، وفي نظام نومك، متى تنام، وكم ساعة، ومتى تستيقظ, وما هو نظامك الغذائي، هل تأكل الأطعمة السريعة، أو أنك تتقن وتحب الطبخ، وتحاول أن تأكل من الطعام ليس فقط الحلال، وإنما الطيّب أيضا، وكما أمرنا ربنا أن نأكل "حلال طيبا"؟
وما هي الأنشطة الرياضية التي تقوم بها، وخاصة أنك في هذا السن الفتيّ؟ هل تعلب الرياضة بنفسك، أو مع بعض الأصدقاء؟
وعلى ذكر الأصدقاء، كيف هي حياتك الاجتماعية؟ وهل تختلط برفقاء الخير، وتبتعد عن رفقاء السوء؟ وما هي طموحاتك؟ وماذا تريد أن تحقق خلال سنة، سنتين، أو خمس سنوات؟ على أي شكل، وما هو نمط الحياة التي ستكون عليه بعد خمس سنوات؟
وهل تقرأ في تخصصك الهندسي، وتتابع تنمية نفسك؟ وهل تقرأ من كتب الثقافة العامة، مما يمكن أن يثير عندك حبّ الفضول والرغبة بالتعلم والاستزادة "وقل ربي زدني علما"؟
أسئلة كثيرة ربما يفيد أن تفكر فيها، وتبحث لها عن حلول.
إن مشاعرنا وكيفية حياتنا، ومدى حماسنا للعمل وغيره، إنما هو نتيجة طبيعية لأمور كثيرة تدخل في موضوع نمط الحياة هذا الذي نتحدث عنه، وليس أمرا يأتي من الفراغ.
وأكاد أقول: قل لي كيف تحيا، أقول لك من أنت!
وفقك الله ويسّر لك الخير، ونرجو منك الرجوع إلى الاستشارات التي تعينك على التخلص من هذه العادة السيئة، وهي كثيرة في الموقع.
والله الموفق.