أريد قطع علاقتي به ولكن أخاف من تدهور حالته الصحية!
2012-07-15 05:12:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاةٌ محافظة، ولكن قبلت بصداقة رجل في الفيس بوك، وكان المقصد من ذلك الاستفادة من خبرته، حيث الفارق العمري بيني وبينه 20 سنة، وهو متزوج، وبعد فترة أخبرني أنه يحبني حباً شديداً.
أريد أن أقطع علاقتي به، ولكن أخته وهي صديقة لي أيضاً أخبرتني أنه مصاب بمرض القلب، وإن قطعت علاقتي به ستتدهور حالته وتسوء.
أنا أخاف الله، وأشعر أنني أعصيه بهذه العلاقة، فكيف أتخلص منها بأقل الأضرار؟
أرشدوني إلى حلٍ عاجل، فأنا بحاجة إلى حسم الموضوع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحباً بك يا ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أما عن استشارتك، فإنا نحذر بناتنا دائمًا من الدخول إلى مثل هذه المواقع والتواصل مع الرجال، حتى لو أرادت الفتاة الخبرة، فستجد هذه الخبرة عند النساء، ففي النساء فاضلات متعلمات وخبيرات في شتى ومعظم مجالات الحياة.
أمَا وقد حصل ما حصل، فإنا ندعوك إلى التوقف التدريجي عن هذه المسألة، وليس من الضروري أن تُعلني له كرهك، ولكن من الحكمة أن تنسحبي انسحابًا هادئًا، وتعتذري له بانشغالك، وتبتعدي عنه رويدًا رويدًا، حتى تخرجي من هذا النفق الذي دخلت فيه.
كون الأخت تعلم، وكونها تقول هذا الكلام، فهذا لا علاقة له بالحلال والحرام، فإن الأمور الشرعية لا تدخل فيها مثل هذه الأمور العاطفية والمجاملات، فالله أحق أن يُستحيا منه، والله تبارك وتعالى أحق أن نخشاه سبحانه وتعالى.
كذلك نسأل عن نوعية الكلام الذي يدور، فإنا نخاف من التوسع في مثل هذا الكلام، وهل هذه الكلمة التي قالها وإعلانه لك عن مشاعره تجاهك هل هذا أمر مستمر أم هي كلمة قالها وسكت عنها؟ ونحن نوصيك ألا تتجاوبي معه، وألا تعبري له عن فرحك أو سعادتك بهذه الكلمات التي سمعتها، بل ننصحك بتجاهل هذا الكلام؛ لأن هذا جزء من الحل، فالرجل إذا لم يجد هذا التجاوب فإنه يوشك أن ينسحب بهدوء، وهكذا ينبغي أن تكون الفتاة العاقلة لا تجاريه في مثل هذه المشاعر، خاصةً بعد أن تبين لك الفارق الكبير بينكما في السن، وتبين لك أيضًا أن هذه العلاقة لا يمكن أن تتطور في الاتجاه الصحيح.
الإسلام لا يعترف بأي علاقة بين الرجل وبين المرأة؛ إلا إذا كانت مكشوفة واضحة لها ضوابط شرعية الهدف منها الزواج، وكل هذا تقريبًا غير موجود في هذه العلاقة الموجودة الآن، كما أن المشاعر قد تكون من اتجاه واحد، فأنت ربما غالبًا لا تبادليه المشاعر لوجود هذا الفارق، وحتى لو وجدت المشاعر المشتركة فإنه يُشترط لهذه المشاعر أن تكون مكشوفة، وأن تكون وُفق الضوابط الشرعية، وأن يأتي البيوت عبر أبوابها، وأن يطلب يد الفتاة من أهلها، وأن يترجم هذه المشاعر إلى علاقة شرعية واضحة بعلم الأهل وتحت سمعهم وبصرهم، هذا إن أردتم تطوير العلاقة، ولا أظنكم بحاجة لهذا، وإلا فليس هناك حاجة في الاستمرار بهذه الطريقة.
إذاً: نحن ندعوك الآن إلى التوقف والانسحاب والاعتذار كأنك مشغولة الآن وكأن عندك درساً، ولا تستطيعين كذا، المهم أن تبحثي عن أسباب وأعذار، والمؤمنة إذا علمت الواجبات التي عليها من الناحية الشرعية فإنها ستجد ما يشغلها وما يكفيها، فليس من الضروري أن تعلني كرهك له، لكن من الضروري أن تنسحبي بهدوء من حياة هذا الرجل، وعندها لن يتضرر من الناحية الصحية، وأنت لا تتضررين كذلك من الناحية الشرعية، لأن الشريعة لا ترضى مثل هذه العلاقات.
إذاً: أنت مطالبة بالانسحاب فورًا ولكن بحكمة وحنكة، وأوجدي لنفسك البدائل المناسبة، ولا مانع بعد مدة من تغيير أرقام التواصل والإيميلات الموجودة واستبدالها بعد فترة، وبهذه الطريقة يحصل هذا الانسحاب.
لستُ أدري هل يعلم هو أن شقيقته تعلم بالعلاقة، وغير ذلك من مثل هذه الأمور؟ وهل أهلك على علم بهذه العلاقة؟ وعلى كل حال فإنك أعلم بنفسك، فعلم هؤلاء قد لا يقدم أو يؤخر كثيرًا، ولكن يعطي أبعاداً لهذه المسألة، ونحن نتمنى أن تكون المسألة محصورة في إطارها الضيق، فلا يعلم بها أحد من الناس –قبل ذلك وبعد ذلك- فاستري على نفسك، ولا تتحدثي عن مثل هذه العلاقات، وابحثي عن صاحبات الخبرة وليس أصحاب الخبرة، فإن هذا مدخل من مداخل الشيطان.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظك وأن يسددك، وننصحك بأن تحافظي على ما عندك من عواطف ومشاعر حتى تجدي الزوج الحلال الذي يأتي داركم من الباب، ويأخذك على كتاب الله وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن التوسع في العلاقات العاطفية أيًّا كانت قبل الزواج، هو خصم على سعادة الرجال وسعادة النساء بعد زواجهم، ( وقد يقع بينهما بذلك الشكوك وسوء الظنون) فنسأل الله أن يحفظ علينا قلوبنا، وأن يعمّرها بالإيمان وبكل أمر يُرضي الله الكبير المتعال، ونكرر شكرنا لك هذا التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يُبعد عنك ذلك الرجل وغيره من الرجال، وأن يهدي الجميع لما يحبُّ ربنا ويرضى.
والله الموفق.