كيف أتفوق في دراستي وأتجنب المشاكل الأسرية؟
2012-07-13 17:37:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أعاني من مشكلة قد دمرت حياتي من كل النواحي والأطراف, مشكلتي إما أنني عصبي, أو أنني لا أفهم أحدا, فمشاكلي الأسرية قد بلغت درجة لا تحتمل, فأنا أؤكد لنفسي أنني مذنب, ولكنني عندما أريد أن أنهض وأصلح نفسي أواجه مشاكل من الكل, ولا يوجد من يفهمني.
أنا طالب مقبل على مرحلة جديدة في حياتي هي مرحلة البكالوريا, أحب التميز والتفوق في الدراسة, وأحب أن أصبح الأول في المدرسة, ولكنني عندما أرى مشاكلي الأسرية تتحبط معنوياتي إلى الأرض, ولا يوجد من يشجعني على دراستي في البيت, وهذا أكبر عائق أواجه, فأنا أحب أن يمسك أحد بيدي إلى درب التفوق.
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رضوان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك يا رضوان على الكتابة إلينا.
كم هو جميل أن نستلهم من شاب مثلك يحب التميز والتفوق، فكم نحتاج إلى هذه الروح من الهمة والحماس في العمل والدراسة.
إن الكثير من الصعوبات والتحديات الحياتية التي تعترض طريقنا قد تكون وراء بعض قواتنا ومناعتنا, حيث تهيئنا لتحمل المزيد من هذه التحديات، وإن كنا في الغالب لا ندرك هذا ونحن في لحظة المعاناة، فنسأل أنفسنا: "لماذا كل هذه الصعوبات يا ربّ"، وننسى أن هذه الصعوبات ما هي إلا لتقوية عودنا على متابعة الطريق، أليست الرياح العاتية التي تعصف بالشجرة لا تزيد هذه الشجرة إلا قوة ومتانة وتمسكا بالأرض, حيث تضرب جذورها بشكل أعمق في التراب لتقاوم الشجرة إمكانية الاقتلاع؛ الذي يمكن أن يتم بمنتهى السهولة لولا هذه الرياح.
طبعا جميل أن يكون هناك وكما قلتَ "أن يوجد من يمسك بيدك لدرب التفوق"، فهذا شيء نافع ويسرّ الإنسان، ولكن ماذا لو لم يوجد هذا الشخص؟ هل نقعد عن العمل والبذل والتحصيل والتفوق؟! بالطبع لا. فربما افتقاد هذا الشخص الذي يعينك ويشجعك ما هو إلا لمصلحتك لتزيد من اعتمادك على نفسك، ليس فقط في مجال العمل والدراسة، وإنما حتى في مجال التحميس والتحفيز.
ليس عندي شك من أنك وبسبب غياب هذا الشخص المتفهم والداعم أن هذا الغياب سيجعل منك إنسانا أقوى وأمتن؛ كتلك الشجرة التي تأبى إلا النمو والعطاء.
ويقول العالم المربي ابن القيم الجوزية مشيرا إلى أن مجرد الرغبة, والحماس, والحب في العمل, يكفيك ليحملك لأبعد المسافات من العطاء والإنجاز:
فحيّ هلا إن كنت ذا همة فقد حدا بك حادي الشوق فاطو ِ المراحلا
ولا تنتظر بالسير رفقة قاعــــــد ودعـه فإن الشــوق يكفيــك حـامـــــلا
فيكفينا أحيانا مجرد الشوق أن يحملنا لأبعد الأهداف التي نتطلع إلى تحقيقها.
فهيا؛ فأنت على أعتاب مرحلة هامة من حياتك، فاذكر الإيجابيات الكثيرة في حياتك، وحاول أن تعزل نفسك قدر الإمكان عن بعض المشاكل الأسرية التي ليست من صنعك، والتي قد لا تستطيع المساعدة في حلها، وركز على العمل المطلوب منك. وطبعا هذه ليست دعوة لهجر الأسرة، وإنما لمجرد تحديد درجة مداخلتك في الجوانب السلبية في جوّ الأسرة.
ولا بد مع التركيز على دراستك من التركيز أيضا على ثلاثة جوانب، الأول الصلاة والقرآن, وقربك من الله تعالى، وما أحسبك إلا أنك منتبه لهذا، ولكن من باب التذكير.
والثاني: الأنشطة الرياضية والترفيهية، والتي تجدد عندك الهمة والحيوية والنشاط.
والثالث: هو العلاقات الاجتماعية والصداقات، فالإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه، ولعل في هذا بعض التعويض عن المشكلات الأسرية.
وفقك الله، وجعلك من المتفوقين، وأرجو أن تكتب لنا عن نتائجك الطيبة في نهاية العام، حيث تعيشون في سورية الحرة.