الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dark life حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخشى عليك أن تفقدي عقلك -كما ذكرت- وتزداد حالتك سوءا بعد سوء طالما ترتدين تلك النظارة السوداء القاتمة، والتي ترين بها كل ما يمر بك من أحداث، والتي كان لها من التأثير السلبي على حياتك الشيء الكثير، حتى وصل بك الأمر أنك تسمين نفسك هذا الاسم الذي يبعث في النفوس الكآبة والضجر واليأس والقنوط، وليس هذا شأن المؤمن، فالمؤمن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس هذا لغير المؤمن كما علمنا حبيبنا ونبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، والذي علمنا أيضا التفاؤل، وكان يكره الطيرة والتشاؤم، وكان إذا علم لأحد اسماً يبعث على المشقة والعنت ، مثل حزن ومعناه الصعوبة والمشقة، كان يغيره ويسميه سهلاً..إلى غير ذلك من الأسماء. فلماذا لا تقبلي على الدنيا بانشراح وسعة صدر وأنت في مقتبل عمرك؟
فقد أصبت بالتهاب بالأذن الوسطى مثلك مثل الكثيرين، وبفضل الله ومنته تحسنت وذهب عنك ما كنت تعانين منه، فكان يجب عليك والحال كذلك أن تشكري الله على ما من عليك من الصحة والعافية، ولكنك وللأسف نظرت بنفس المنظار السوداوي، والذي لا يرى إلا كل سيء، وتفسرين أي شيء يعتريك بأنه خطير، بالرغم أنك تقرين بأنك تتحسنين ثم تقولين بأنك تلاحظين احمراراً خفيفاً باللسان، بالرغم أن هذا هو اللون الطبيعي للسان، ولو تغير عن ذلك اللون لكان اللسان مريضاً، ويجب أن نبحث عن السبب الذي أدى إلى هذا التغيير.
ثم تذكرين أنك تعانين من ألم في الفك على الجهة اليسرى مع المضغ ولكنه ليس دائماً -أي أن الأمر عرضي ويحدث مع الجميع- ثم ذكرت أن هناك ألماً في أذنك اليسرى -والتي كانت مصابة- في بعض الأحيان، وأغلب ظني أن ما تعانين منه ليست أعراضاً لأمراض عضوية، ولكنها أعراض لأحوال نفسية غير مستقرة، وهو ثابت طبيا أنه عند وجود شكاوٍ متعددة لا يربطها رابط وخاصة إذا كان معها ضيق في التنفس أو كثرة التنهد وهو أخذ شهيق عميق ثم إخراجه، أو كان هناك تاريخ لصدمة نفسية أو مشاكل عائلية، فإن مرجع هذه الأعراض كلها هو سوء الحالة النفسية.
ولكن دعينا نمضي قدماً ونقول: إنه وبعد علاج وتحسن الحالة النفسية لا زالت هناك آلاماً متكررة بالأذن وتحتها، فنقول وبالله التوفيق:
إن ذلك الالتهاب سببه إما في الأذن الخارجية أو الوسطى، وفي هذه الحالات يكون الألم مستمراً في الأذن طوال فترة الالتهاب، أو يكون موضع الالتهاب في مكان خارج الأذن، ولكن يشترك مع الأذن في نفس العصب المغذي، فيسمع هذا الالتهاب في الأذن من وقتٍ لآخر، ولكن بالكشف نكتشف سبب الالتهاب الأصلي، والذي إما أن يكون في اللوزتين أو الحلق، أو التهاباً وتسوساً في الأسنان، أو بداية ظهور ضرس العقل، والذي غالبا ما يكون معوجاً ويسبب آلاماً شديدة تُسمع في الأذن، أو التهاباً في مفصل الفك ويسمع في الأذن، وعلاج ذلك يكون بعلاج السبب الأصلي فتزول آلام الأذن بزوال الالتهاب الأصلي.
أما إذا كان الألم بالأذن الخارجية، فغالباً ما يكون شديداً مصحوباً بانسداد وضعف في السمع بسبب تورم الأذن الخارجية وانسدادها -ولكن لا يوجد أي التهاب أو احتقان بطبلة الأذن- مع ألم أثناء مضغ الطعام ، وذلك نعالجه بمضاد حيوي مثل كيورام 1جم حبة كل 12 ساعة ، مع مسكن مثل أولفن 50 مج حبة 3مرات، مع عمل حشو لقناة الأذن الخارجية بكيناكومب مرهم أو نقط جليسرين اكتيول مضافة على هذا الفتيل، ويتم تغييره يومياً حتى تهدأ الآلام.
أما إذا كان الألم بالأذن الوسطى، فتكون قناة الأذن الخارجية خالية من وجود أي التهابات ولكن الالتهاب والاحتقان يكون واضحاً وجلياً على طبلة الأذن أثناء الكشف، وغالباً ما يكون مصحوباً بانسداد أو رشح بالأنف، والذي يؤدي إلى انسداد قناة استاكيوس، ومن ثم إلى التهاب الأذن الوسطى، وعلاج ذلك يكون بعلاج رشح وانسداد الأنف بنقط أوتريفين للانف 3مرات يومياً، وحبوب كلاريناز للرشح مرتين يومياً، مع مضاد حيوي مثل كيورام 1جم كل 12 ساعة، مع نقط أوتوكالم دافئة للأذن 3مرات يومياً لتخفيف آلام الأذن.
وانظري علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (
263760 -
265121 -
263420 -
268738).
والله الموفق.