الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد أوضحت مشكلتك بصورة جلية وواضحة، وأنت مدرك لكل أبعادها، وأقول لك أنك بالفعل تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة من الخوف الاجتماعي.
والخوف الاجتماعي ظاهرة منتشرة جدًّا، وأفضل وسائل علاجه هي أن يصحح الإنسان مفاهيمه حول هذا الخوف، ولذا نحن دائمًا نركز على أن الخوف الاجتماعي ليس دليلاً على ضعف في شخصية الإنسان أبدًا، ولا ضعفا في إيمانه، والأمر الآخر والمهم جدًّا هو أن ما يشعر به الإنسان عند المواجهة من خوف – وربما تسارع في ضربات القلب – هذا شعور داخلي خاص لا يطلع عليه الطرف الآخر – هذا مهم جدًّا – لأن الأخوة والأخوات الذين يعانون من الخوف الاجتماعي دائمًا يأتيهم الشعور بالخوف مما نسميه بالفشل في المواقف الاجتماعية، فهنالك من يعتقد أنه سوف يسقط أرضًا، أو أنه سوف يفقد توازنه، أو يفقد السيطرة على الموقف، أو أنه يتلعثم ويرتجف أمام الناس ... إلخ، هذا مفهوم خاطئ وليس صحيحًا أبدًا.
هذه ركيزة جوهرية في العلاج يجب التنبه لها وأخذها في الاعتبار.
الأمر الثاني هو: أن تحقر فكرة الخوف، يجب أن تحقرها، لأنها في الأصل هي تجربة خاصة – كما ذكرت لك – وليست مكشوفة أو معروضة على الآخرين.
ثالثًا: موضوع النحافة، وما تعتقده حول جسمك: أتفق معك، أربعون كيلو وزن قليل لا شك في ذلك، لكن يجب ألا تكون وسواسيًا حول هذا الموضوع، كل الذي تحتاجه ربما إجراء بعض الفحوصات الطبية حتى تكون لدينا قاعدة طبية سليمة، وبعد ذلك تسعى لترتيب أمر الطعام، وتناول الأغذية المفيدة، وإن شاء الله تعالى سوف نصف لك الدواء الذي يساعدك كثيرًا في هذا السياق، وفي ذات الوقت يعالج الرهاب.
توجد وسائل للتفاعل الاجتماعي الجماعي المفيد لعلاج الرهبة، وصلاة الجماعة دائمًا ذات فائدة خاصة جدًّا لعلاج الرهبة الاجتماعية، وكذلك المشاركة في حلقات تلاوة القرآن الكريم، والانخراط في الأنشطة الثقافية والخيرية والاجتماعية، والمشاركة في رياضة جماعية مع زملاء وأصدقاء لك، هذا كله ذو فائدة كبيرة جدًّا، فكن حريصًا على ذلك.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أقول لك نعم -الحمد لله- توجد أدوية ممتازة فاعلة، والدواء - إن شاء الله تعالى – يحسّن من الشهية للطعام، وفي ذات الوقت يعالج هذه المخاوف.
من أفضل الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات)، ويعرف علميًا باسم (باروكستين) يمكن أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناولها ليلاً بعد الأكل، واستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك خفضها إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبة ونصف يوميًا لمدة شهر آخر، ثم ارفع الجرعة إلى حبتين - وهذه هي الجرعة العلاجية - تناولها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الزيروكسات.
كما ذكرت لك هو دواء فعال وسليم، وغير إدماني، لا يحتاج لوصفة طبية في معظم الدول، وفائدته - إن شاء الله تعالى – مضمونة، وفعاليته تبدأ بعد ستة أسابيع من بداية العلاج، والحرص على الجرعة وتناولها في وقتها، وبالكمية الموصوفة هي من أهم بواعث نجاح العلاج - إن شاء الله تعالى - .
وانظر العلاج السلوكي للرهاب: (
269653 -
277592 -
259326 -
264538 -
262637 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.