الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأشكر لك رسالتك، والذي أؤكد لك أنني قد اطلعت عليها بكل تفاصيلها، وقد أعجبتني جدًّا. أعجبني درجة الطموح العالي لديك، والهمة الأكاديمية والعلمية، وأسأل الله تعالى أن يزيدك علمًا ونورًا.
أنا أتفهم الإحباطات التي قد يتعرض لها الأكاديمي في مكان عمله أو دراسته، وهذه الظاهرة متواجدة بكل أسف في بلداننا العربية على وجه الخصوص، لأن طريقة التعليم جاء فيها الكثير من النواقص، والمزعج حتمًا هو ما يصدر من بعض الأساتذة، والذي أعيبه عليهم – مع احترامي الشديد لهم – هو التعميم، لا يمكن أن تحكم على جامعة بأكملها، لابد أنها قد أُسستْ وقامت على ضوابط مهما كان مستوى هذه الجامعة، فأن يُحكم على الجامعة بأنها جامعة ضعيفة أو مستواها الأكاديمي هابط أعتقد أن هذا التعميم تعميم خاطئ، فمهما كان وضع الجامعة فإنه يوجد طلاب لهم المقدرة المعرفية والرغبة الأكاديمية ويمثلون حقيقة فئة متميزة تبحث عن التميز والتفوق والإجادة فيما يقومون به من دراسة أو بحث.
فأرجو أن تخرجي نفسك تمامًا من الانصياع لهذه التعليقات التي هي في الأصل تعميمات عامة، أو تعليقات سلبية، لا يمكن أن نقول أنها تشمل كل الطلاب، هذا أمر ليس صحيحًا، والجامعات تخضع لمعايير قياس الجودة، ولابد أن في بلدك هنالك ضوابط وإدارة التعليم العالي حريصة جدًّا على أن تكون هنالك نوع من الرقابة على هذه الجامعات وطريقة القبول، هذه الشروط شروط أساسية، وأنا متأكد أنها مطبقة على هذه الجامعة.
أنا حقيقة أميل لأن تكملي دراسة الماجستير في هذه الجامعة، وهذا لا يعني أن ما تتحصلين عليه من مؤهل ومعرفة سوف يكون ليس ذو قيمة أو جدوى، هذا ليس صحيحًا، كل معرفة سوف تفيد، والأمر حقيقة بيدك بدرجة كبيرة، الآن الوسائط التعليمية كثرت جدًّا، والطالب المجتهد والباحث المتقن يستطيع أن يطور من ذاته دون أن يعتمد الطريقة التلقينية في التعليم.
فأرجو أن تأخذي موضوع الماجستير بجد، وتتوسعي في بحوثك، وتتميزي في هذا المجال، وبعد ذلك يمكنك أن تذهبي وتدرسي الدكتوراه في أي جامعة أخرى، وأعتقد أن أهلك سوف يكونون أكثر اطمئنانًا، ولا شك أنهم يثقون بك ثقة مطلقة، لكن بعد أن تنهي دراسة الماجستير وأنت بالقرب منهم هذا سوف يعطيك فرصة أكبر للنضوج الأكاديمي والمعرفي وتطوير المهارات الاجتماعية، وهذا أمر متفهم في مجتمعاتنا، فأرجو ألا تنزعجي أبدًا، أرجو أن تعدي العدة لدراسة الماجستير، ومن وجهة نظري الآفاق - إن شاء الله تعالى – سوف تُفتح أمامك، وأقول لك مرة أخرى: استفيدي من كل الوسائط التعليمية المتاحة.
وانظري علاج الإحباط سلوكيا: (
234086 -
259784 -
264411 -
267822 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.