كيف أنسى حب زميلي الذي انفصلت عنه بعد الخطبة؟

2012-06-19 20:08:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخوتي الكرام أشكركم على هذا الموقع الرائع لما فيه من راحة كبيرة لنا.

سؤالي: لقد أحببت شاباً زميلي في العمل وخطبني، وبعدها تم فسخ الخطبة لأسباب عائلية، وقد حاول عدة سنوات أن يرجع لي، ولكن أهلي رفضوا، وبعدها تزوج من فتاة أخرى لأن والدته طلبت منه ذلك فقط.

المشكلة أنه زميلي في العمل وشغلي متعلق بشغله، وأريد أن أنساه ولا أقدر أن أنساه، وقد حاولت أن أشغل نفسي بشيء آخر، ولكن كلما أراه أو أسمع صوته أو أرى اسمه أشعر بأن قلبي سينفجر، لأني إلى الآن أحبه من كل قلبي، ولكن هو لا يعرف أني ما زلت أحبه للآن.

انصحوني ماذا أفعل لكي أنساه؟ إذا قلتوا لي أن أترك العمل الذي هو فيه، فأنا لا أقدر لأني أنا الوحيدة التي أعيل عائلتي.

أرجو النصيحة، مع الشكر الجزيل.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم المهدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجبر كسرك، وأن يتولى أمرك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعل لك من لدنه وليًّا ونصيرًا، وأن يثبتك على الحق، وأن يمنَّ عليك بحل عاجل غير آجل، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإنك فعلاً تعانين مشكلة حقيقية ومرّة ومؤلمة وقاسية وعنيفة، صراع ما بين عواطفك ومشاعرك التي تتفجر نتيجة حبك لهذا الشاب الذي قد ارتبط بك فترة من الزمن، ثم أيضًا ضرورة وجودك في هذا العمل، إذ أنك العائل الوحيد لأسرتك، كذلك أيضًا رفض أسرتك له، وحتى فاتت الفرصة فتزوج الرجل، فهي كلها حقيقة مآسٍ وتقوية وتدعيم للمعاناة التي تعانينها وتأصيل لها، وهو حقيقة لا يوجد شيء أكثر من ضرورة البحث عن عمل آخر بعيدًا عنه، لأنك بذلك ستظلين في هذا المد والجزر إلى ما شاء الله تعالى.

فالحل الأمثل - أختي الكريمة الفاضلة – البحث عن عمل آخر والاجتهاد في ذلك، لأنك إذا ابتعدت عنه من الممكن أن يحدث هناك نوع من الفتور في العواطف والفتور في المشاعر، أما ما دمت ترينه يوميًا فهذا مما لا شك فيه أمر يؤجج العاطفة.

فإذن هذا هو الحل الأمثل، إنما هو البحث عن عمل آخر، والاجتهاد في ذلك، والتوجه إلى الله تعالى بصدق وإلحاح عليه مع البكاء أن يعينك على ذلك، وأن ييسر لك عملا آخر مناسبا بعيدًا عن هذا العمل، فاجتهدي في الدعاء في ذلك، وحاولي وخذي بالأسباب.

الأمر الثاني فيما يتعلق بالتواجد: اجتهدي قدر الاستطاعة بألا تتواجدي مثلاً في نفس المكان بصفة واسعة ولا تحتكي معه مثلاً بصفة موسعة، وإنما عليك أن تفوضي غيرك من الزميلات أو الزملاء – إذا كان عملاً مختلطًا – أن يتولى التعامل معه، إلى غير ذلك، لأن هذا وإن كنت أقول بأن هذا قد يكون ليس حلاً كاملاً، ولكنه شيء من الحل، لأنك كلما سمعت صوته كلما تكلم معك كلما رآك كلما رأيته، مما لا شك فيه كما أشرت أنت بأن قلبك يتفجر.

ومن أدراك أنه ليس كذلك؟ قد يكون هو كذلك أيضًا، ولكنه ضحية تسلط أسرة لديها قلة في الوعي الشرعي وفي الحقوق الإنسانية، فأخذت قرارًا كما أخذه أهلك بحرمانكما من بعضكما، وهما لا يشعران أو لا يعرفان مقدار هذا التعلق، لأن معظم الناس القدامى لم تكن لديهم هذه المسائل محل اعتبار، وإنما كانت مسائل يمرون عليها مرور الكرام.

إذن أقول: الحل الأول – وهو الجذري حقيقة – هو البحث عن عمل آخر والابتعاد عنه، لأن هذا هو الأفضل والأسلم وأصح الحلول.

الحل الثاني: محاولة الابتعاد عنه في مجال العمل والاجتهاد في تفاديه حتى لا تتأجج لديك العواطف وتظلين تعانين من هذا الحال المزمن.

الأمر الثالث: توجهي إلى الله عز وجل بالدعاء أن يُخرج محبته من قلبك، لأن الذي يضع المحبة في القلب هو الله، والقادر على أن يُخرج تلك المحبة من قلبك هو الله، ولكن نظرًا لوجودك مع هذا الرجل في نفس المكان هذه مسألة حسب الفطرة البشرية تجعل العاطفة لا تتوقف بل إنها تزداد، إلا أن الله تبارك وتعالى قادر سبحانه وتعالى أن يُخرج هذه العاطفة من قلبك بالكلية، ولكن هذا يحتاج إلى جهد جهيد وإلى دعاء دعاء شديد، عسى الله تبارك وتعالى أن يخرجك من هذا المنعطف الخطير على خير.

فعليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى، وهذا أولاً. ثانيًا: تفادي التعامل معه قدر الاستطاعة، وعدم التركيز عليه أو صورته أو هيئته أو صوته، ومحاولة أن تجعليها تمر بسرعة على خاطرك، والأمر الثالث بارك الله فيك: إنما هو البحث عن عمل آخر، ولا أعتقد أن هناك أجدى من ذلك.

أسأل الله عز وجل أن يربط على قلبك وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعل لك من لدنه وليًّا ونصيرًا، وأن يعجل لك بزوج صالح يُخرجك من هذا المنعطف الذي أنت فيه، لعله أن يشغلك به عن غيره، وبذلك تستريحين ولو إلى نسبة ما.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، والعون والرشاد.

هذا وبالله التوفيق.

www.islamweb.net