كيف أتخلص من ملامة النفس والالتزام بما قررت؟
2012-06-13 11:02:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحب أشكر الموقع أولاً على مجهوداته الرائعة، ثانياً: أنا الآن بالصف الثالث الثانوي, ويبقى على الامتحانات أسبوع بالضبط ، مشكلتي أنني كثيرة اللوم لنفسي لدرجة أضرها وأرهقها، مثلاً أضبط المنبه على الساعة 3 فإذا سمعته أجلته، وإذا نظرت بعدها ورأيتها 3.30 أتضايق جداً، وأحس أن الوقت ضاع وأزيد في نومي كأني أعاقبها، وبعد الاستيقاظ ألوم نفسي ماذا لو كنت قمت 3.30؟ أو مثلاً إذا كان عندي درس وبعدها ألعب، فإذا عدت مثلاً نصف ساعة أتألم على ما فعلت، وأضيع باقي الوقت وألعب أكثر، والله تعبت، أو مثلاً اشتريت كتاب وبعدها رأيته عندي، مع العلم أني اشتريته وأنا أعلم أنه عندي أندم جداً.
كما أني لا أطيق الصبر وهذا يضيع مني الوقت الكثير في أشياء لو صبرت عليها لا تأخذ شيء، مثلاً حللت امتحان إذا استصعبت سؤال أبحث عنه في الكتب الكثيرة ثم في الانترنت فيضيع الوقت وأتضايق فأضيع الوقت أكثر، فأنام وأصحو وأنا أفكر بالسؤال، حتى أني بدأت أخاف حل الأسئلة حتى لا أضيع الوقت بهذه الطريقة، ولكن الأفضل طبعاً أن أحل وأعطى مدرسي، وهذا أعرفه وأنصح به زملائي، لكن لا أطيق صبراً إطلاقاً، حتى في حياتي العملية إذا نويت على شراء شيء لا أطيق صبراً إلا أن أشتريه وأشغل بالي به وهو غير مهم.
والثالثة وهو الأهم أشعر بأن بي حقد على زملائي، مع أنني أوقن بعقلي بأنهم مخلصين، لكن أتضايق إذا رأيتهم متفوقين حتى تعب قلبي من هذا الغل، وأقول ماذا لو فشلت ونجحوا هم ؟ مع أني أعلم أن الله لم يوفقني إلا أحسب أني لا أحمل في قلبي حقدا على أحد، لكن منذ أسبوع وأنا أتضايق منهم وأجلس الان وأفكر في مواقف لهم، مع أني كنت غير ذلك البتة، والله أخشى أن يعاقبني الله على حقدي فما يضرني إن تفوقوا.
الرابعة والأخيرة أني كما ذكرت بقي على الامتحان أسبوع، لكن الكثير فاتني فيجب أن أذاكر العربية أول مادة أمتحنها، لكني لم أنهي الفيزياء، والمستوى، وعلم النفس والاجتماع، لا أعرف ما أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً لك على الكتابة إلينا، ولعل امتحان اللغة العربي قد انتهى، وإن شاء الله كنت موفقة في الاختبار.
إن كثيراً مما ذكرت في سؤالك يعاني منه الكثير من الطلاب، فموضوع ضغط الوقت وتنظيمه، والرغبة في الاستيقاظ المبكر، ورؤية الساعة 3 ومن ثم يحاول الإنسان أن يستيقظ على 3.30 وهكذا .. مَن مِن الناس من لا يعاني من هذا؟ ومن لا يشعر بتأنيب الضمير عندما لا يستطيع على الاستيقاظ في الساعة التي يريد؟!
وليس هناك من حلّ سحريّ، إلا أن يحاول الإنسان أن يتخذ أسباب ليس الاستيقاظ فقط، وإنما أيضاً أسباب النوم المريح، فليس ممكناً أن يذهب الإنسان للنوم الساعة 12 ليلاً ويتوقع الاستيقاظ الساعة 3 صباحاً!
وموضوع الصبر أو عدمه، فهو يحتاج للجهد والمتابعة، والتدريب على هذا الصبر المطلوب، وهناك دراسات كثيرة تشير لإمكانية أن يعلم الإنسان نفسه على الصبر، وذلك من خلال أن لا يسرع في تنفيذ أمر ما، وإنما أن يتمالك نفسه، ويلتزم بالزمن الذي حدده لنفسه لتنفيذ ما يريد. فمثلاً إذا قلت في نفسكِ أنك ستشتري أمراً ما يوم الخميس، فلا تسمحي لنفسك بشرائه يوم الثلاثاء أو الأربعاء، وإنما ألزمي نفسك بتنفيذ ما خططت لنفسك، وهكذا في الأمثلة المشابهة. فالصبر أمر قابل للتدريب والتطوير عند الإنسان.
وموضوع غيرتك من صديقاتك، فالشيطان ونفس الإنسان يحاول كل منهما أن يغري الإنسان بامتلاك المشاعر السلبية تجاه الآخرين وتجاه نجاحاتهم، وعلى الإنسان أن يحاول أن يتمنى الخير للناس، متذكراً بأن الله الجواد الكريم يعطي ويهب من يشاء، وأرض الله واسعة وكنزه لا تنفد، فليتمنى الإنسان الخير لنفسه وللآخرين. حاولي أن تتمني الخير لصديقتك، فمثلاً ما رأيك أن تدعي لهن بالنجاح والتوفيق، وصدقيني عندما تدعين لهن بالنجاح فستكونين أول الناجحات، جربي!
أما السؤال الرابع، فهو متعلق بالأمر الأول من ضغط الوقت وإدارته، ومن منا مَن لا يتمنى لو كان اليوم أكثر من 24 ساعة، والأسبوع أكثر من سبعة أيام؟! مهما كان الوقت المتاح لك قليل، فليس هناك من خيار إلا محاولة الاستفادة من هذه الوقت القصير، وأحبّ الأعمال إلى الله أدومها، وإن قلّ.
وفقك الله وجعلك من المتفوقات، مع صديقاتك كلهنّ، قولي آمين!