كيف سأردد ألفاظ عقد القران وأنا لا أستطيع الحديث أمام الناس؟

2012-05-28 10:05:07 | إسلام ويب

السؤال:
أتمنى منكم مساعدتي.
أنا شاب عمري 23 سنة، لدي مشكلة الخوف عند الحديث أمام الناس من أيام الدراسة؛ حيث أنني أشعر بالخوف والخجل والرعشة، واحمرار الوجه عند الخروج أمام الطلاب للحديث؛ حيث أنني أكملت الثانوية منذ 6 سنوات، وأنا أعمل حاليا، ولكني مستمر في معاناتي؛ حيث إنني لا أستطيع الحديث أمام الناس حتى لو كان الشخص صغير السن، وأنا متضايق من هذا الأمر.

مع العلم إني أشارك في الأنشطة الرياضية، وخاصة كرة القدم بشكل يومي، ولكن عندي مشكلة العصبية الزائدة، وبشكل سريع أثناء اللعب.

والآن أستخدم الزيروكسات 20 مل، طبعا بدون استشارة طبيب؛ لأنني لا أعرف طبيبا، فقد استخدمت نصف حبة لمدة إسبوعين، وبدأت باستخدام حبة منذ إسبوعين، ولكن لا يوجد تحسن.

بماذا تنصحوني لأنني أنوي الزواج قريبا، ولكن كيف سأردد مع الخطيب عند عقد القران، وأنا لا أستطيع الحديث أمام الناس.

قد يكون سبب التفكير في ذلك أن القضيب صغير أو أن السبب طلاق أمي من أبي عند ولادتي، ولكن بعد فترة قصيرة أرجعها لا أعرف السبب، ولكن أنا الوحيد الذي أعاني من هذا الشيء في العائلة، وحتى في القرية التي يتجاوز عدد سكانها عن ألف شخص.

آسف على الإطالة، وأتمنى منكم مساعدتي، وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر البوسعيدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن القلق الاجتماعي أو القلق الاجتماعي هو نوع من القلق النفسي، ومن أهم سبل علاج هذه الحالة هو تصحيح المفاهيم، وتصحيح المفاهيم يقوم على مبدأ أن القلق الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي ليس سببه ضعف الشخصية أو شيء من هذا القبيل، إنما هو ظاهرة مكتسبة ناتجة من قلق أو تجربة نفسية سلبية سابقة.

والبحث عن الأسباب كثيرًا لا يكون مفيدا في مثل هذه الحالات، أنت مررت ببعض الظروف السلبية، لكن لا أعتقد أنها يجب أن تكون عائقًا حقيقيا لاستمرار هذا القلق.

أنت الآن شاب لديك القوة النفسية والجسدية، وتستطيع أن توجه حياتك بصورة إيجابية جدًّا، وقد أعجبني انخراطك في الأنشطة الرياضية، هذا فيه نوع من التفاعل النفسي الإيجابي جدًّا.

مخاوفك حول موضوع العضو التناسلي، وصغر حجمه: مثل هذه المخاوف هي مخاوف وسواسية، والتجارب والفحوصات قد أثبتت ذلك، فأنا أنصحك بتجاهل هذا الأمر تمامًا.

الطلاق الذي وقع بين والديك، ثم الرجوع هو أمر يحدث في الحياة، ويجب ألا يكون محطة سلبية تتوقف عندها كثيرًا، تعامل مع الحياة على ما هو بين يديك الآن، وانظر إلى المستقبل بصورة طيبة وإيجابية.

عقد القران -إن شاء الله تعالى– سوف يمر بخير وعلى خير؛ لأنها مناسبة طيبة، وتحفها الرحمة والبركة والخير -وإن شاء الله تعالى- لن تكون هنالك أي عقدة في لسانك.

أرجو أن تتخلص من هذا القلق المسبق، ويمكن أن تقوم بتمرينات لنفسك، تمرينات في الخيال، ردد ما يردده المأذون، وما يقوله والد الزوجة، وكذلك ما سوف تردده أنت، عش هذه الخيالات، وحاول أن تحضر المزيد من الزيجات، وعقد القران في المرحلة القادمة، هذا نوع من التعريض النفسي الإيجابي جدًّا.

العلاج الدوائي أرى أنه سوف يفيدك جدًّا، ولا تنزعج لعدم ظهور تحسن فعال في هذه المرحلة، فلا زال الأمر مبكرًا، الدواء يتطلب وقتا أطول ليتم البناء الكيميائي، بعض الحالات لا تتحسن إلا بعد مضي ثمانية أسابيع أو حتى أكثر من ذلك.

الذي أود أن أقترحه عليك هو: بعد انقضاء أربعة أسابيع وأنت على جرعة عشرين مليجرامًا من الزيروكسات، ارفع الجرعة إلى ثلاثين مليجرامًا – أي حبة ونصف – يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبتين في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية للرهاب الاجتماعي، وهذه الجرعة يجب أن تستمر عليها لمدة شهرين على الأقل، ثم خفضها إلى حبة ونصف يوميًا لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

فإذن هذه هي الأسس العلاجية الرئيسية: تحقير فكرة الخوف، والتعريض في الخيال وفي الواقع، مزيدا من الثقة في النفس، مزيدا من البرامج التفاعلية الاجتماعية مثل الأنشطة الرياضية، وحضور صلاة الجماعة في المسجد ذات عائد إيجابي جدًّا.

أكثر من التواصل مع أصدقائك، كن معبرًا عن ذاتك، وتجاهل كل ما هو سلبي.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net