الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ anwar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فإن الخوف الاجتماعي هو نوع من القلق النفسي، وأنت بجانب الخوف الاجتماعي لديك ما نسميه بخوف الساح أو الساحة؛ لأنك تخافين أيضًا الاجتماع بالناس، وعدم القدرة على الاجتماع بالناس في غرفة واحدة، وهذا أيضًا مظهر من مظاهر خوف الساح، وهذه كلها مترابطة مع بعضها البعض، وربما يكون السبب في ذلك أن شخصيتك في الأصل تحمل سمات وسجايا وصفات القلق.
الأمر بسيط جدًّا، فهذه الحالات كثيرًا ما تختفي تلقائيًا، ولكن بما أنك مُقدمة على وظيفة, فأقول لك: إن العلاج الدوائي سوف يساعدك كثيرًا، ونسبة نجاحه عالية جدًّا، تصل إلى سبعين أو ثمانين بالمائة، بشرط أن يصطحب بالتدريبات السلوكية.
من أفضل الأدوية التي تساعدك عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال)، وهذا يتم تناوله بجرعة عشرة مليجرامات صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرامات في الصباح لمدة شهر آخر.
وهنالك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات)، ويعرف علميًا باسم (باروكستين)، هذا جرعته تبدأ بعشرة مليجرامات – أي نصف حبة – يتم تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذه أدوية سليمة فاعلة، ولا تحتاج لوصفة طبية في معظم الدول، وهي لا تؤثر على الهرمونات النسائية، وغير إدمانية، وتزيل - إن شاء الله تعالى - الخوف والقلق والرهاب تمامًا.
ومن جانبك: يجب أن تحقِّري فكرة الخوف هذه، أنت وصفتها بأنه خوف قاتل، لا ليس هناك خوف يقتل، حقِّري الفكرة تمامًا، وابدئي بجلسات نفسية تخيّلية، يكون فيها التعرض لمواقف اجتماعية، فمثلاً: وأنت جالسة، تأملي أنه طلب منك أن تقدمي عرضًا مهمًا أمام إدارة المدرسة وبقية الطالبات، أو أن تقدمي لحفل مدرسي، أو أن تلقي رسالة ترحيب، أو شيئًا من هذا القبيل أمام هذا الجمع، فهذا موقف بسيط ويحدث.
تصوري نفسك أيضًا أنه قد طلب منك فجأة أن تقومي بالإعداد لاحتفال في المنزل، وتدعين زميلاتك وصديقاتك، وبعض صديقات ذويك لهذه المناسبة.
تصوري أيضًا أنك ذهبت لأحد مراكز التحفيظ، وهذا يجب أن يتم من وجهة نظري، وهنا طلبت منك الداعية أن تسمّعي ما تحفظين.
هذه كلها مواقف حياتية طبيعية جدًّا، من خلال التعريض الفكري لها، سوف يحدث نوع من التطبع، وتقل حدة الخوف - إن شاء الله تعالى - .
وعليك بالممارسة الفعلية، فأنت - الحمد لله تعالى – طالبة، وتقدمين الآن على وظيفة، وهذا كله شيء عظيم جدًّا في أن تستطيعي أن تتخلصي من هذه الهواجس ومن هذه المخاوف، فكوني حريصة جدًّا على زيارة الأرحام، وبر الوالدين، فهذا فيه أجر عظيم لك، وفي نفس الوقت يجعلك تتعرضين لمواقف اجتماعية طيبة.
كوني أيضًا حريصة لأن تنخرطي في العمل التطوعي أو الثقافي إن وجدت لذلك طريقًا.
وهنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أيضًا هي من التمارين الممتازة جدًّا، وانظري (
2136015)، فأرجو أن تحرصي على ممارستها، وسوف تفيدك كثيرًا في موضوع الوظيفة، والشعور بالرهاب سوف يقل, ولا شك في ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.