هل من حقي أن أرفض مساعدة زوجي لأهله الميسورين؟
2012-05-21 11:47:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوجة، وخرجت أنا وزوجي إلى السعودية لقضاء دين لزوجي لقاء بنائه بيت لأهله، حيث أني أمضيت لغاية الآن خمس سنوات، والدين لم ينته بعد، كما أنه درس إخوته في الجامعة، وساعد أخوه في عمارة بيت له، وكما أنه ينوي مساعدة أخيه الآخر في إجراء عملية تجميلية، وأنا بصراحة متضايقة لهذا الحال، على أنه لا يستفيد من الغربة لشيء يخص عائلتي، كما أنه يقصر في بعض الوجبات المنزلية لقاء ألا يرفض أيا طلب يطلبه منه أهله.
علما بأن أهله مستواهم من ذوي الدخل المتوسط، كما ويدخل إليهم دخل عمي المتقاعد، ولديه ثلاثة إخوة يعملون، واثنين منهم متزوجين، ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل ما أشعر به هو من حقي أم لا؟ علما بأني حاولت أن أقنع زوجي، لكنه عنيد جدا، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
وحقيقة نحن نتفهم هذا الذي يحدث، ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن يوسع عليكم في الأرزاق، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعين هذا الزوج على الوفاء بكافة التزاماته تجاه أسرته الصغيرة وتجاه أهله، ونحب أن نبيّن لك أن قيام هذا الرجل بمساعدة أهله سوف يعود عليك وعلى أطفالك بالخير الكثير.
وأرجو أن تبيني له حاجة البيت للأشياء الأساسية، وحاجتكم كأسرة كذلك للأشياء الأساسية، دون أن تمنعيه وتطالبيه أن يتوقف عن مساعدة أهله، فإنه من الحق أن تطالبي بحقك وحق عيالك، وتشجعيه على أن يعمل لهم شيئا، ويهتم بتعليمهم ودراستهم، وأن يحسن من وضعكم الاجتماعي في طعامكم وشرابكم، ولكن دون أن تقولي وتطالبيه أن يتوقف عن بذله للجانب الآخر، فالمطلوب هو أن يوازن بين هذه الحقوق.
وأرجو أن تعلمي أن هذا المجهود الذي يُبذل، وهذا المال الذي يُنفق سيكفَّ الله تبارك وتعالى به شرورا كثيرة، والعاقلة تعتبر وتتعظ بغيرها، فالمرأة التي تقف في وجه زوجها وتمنعه من مساعدة أهله تفقد أهل الرجل، ثم تفقد الرجل تلقائيًا، ولا خير في رجل يقصر مع أهله.
وأرجو أن تعلمي أن الناس دائمًا يطمعون في الأموال، ويظنون أن الذي يسافر خارج البلاد ويغترب أنه يجمع الأموال هكذا كما يجمع الرمل، ولا يقدرون مثل هذه المعاناة، وقد لا يعذرونه إذا اعتذر لهم.
لذلك ينبغي أن تتفهمي هذا الوضع، وكما قلنا الموازنة هي المطلوبة، التوازن في هذه الأمور هو المطلوب، ونحن لا نؤيد أن يُهمل أهله، ولا نؤيد أبدًا أن يُهمل أسرته الصغيرة، فكوني عونًا له، وساعديه بالصبر، وتفهمي ما يحدث، وشجعيه على أن يدخر لنفسه ولأولاده شيئًا، دون أن تشيري ودون أن تتكلمي وتطالبيه بأن يتوقف عن مساعدة الآخرين، لأنه كما قلنا لا خير في إنسان لا يساعد أهله.
كما أن عدم المساعدة للأهل ستنقلب على الأسرة وبالا، فإنهم بعد ذلك سيتهمونك بأنك أسأت، وبأنك أجبرته على القطيعة والتقصير، وهو لن يتحمل هذه الضغوط، وستعود على الأسرة بالوبال، وإذا فقد الإنسان المال، وسلمت له الأسرة، وسلم له الدين، فهذه نعمة عظيمة ينبغي أن نشكر الله تبارك وتعالى عليها.
والله تبارك وتعالى لا يضيع من يضحي من أجل أرحامه، والله تبارك وتعالى هو العدل الرحيم الكريم سبحانه وتعالى، فأبشري خيرًا بأبناء بررة لهذا الذي كان وفيًّا لأهله ولأرحامه ولإخوانه، ونسأل الله أن يرد هذا الزوج أيضًا إلى الصواب حتى يوازن بين هذه الأمور، فلا يهمل أسرته الصغيرة، ولا يقصر كذلك في مساعدة المحتاج من أهله، ونتمنى من أهله أن يقدروا هذه المعاناة، وحبذا لو كان الطلب منهم، بأن يلفتوا نظره بأن ينتبه لأسرته، ويذكروه بأنه بحاجة إلى أن يمتلك بيتًا أو نحو ذلك، ولكن نحن نظن بأن الأمور لكي تسير بهذه الطريقة نحتاج إلى مزيد الصبر، والاحتساب، واتخاذ الأسلوب المناسب، وفرق كبير بين أن يطالب الإنسان بحقه وبين أن يمنع الحقوق الأخرى، وهذا ما نريده منك أن تطالبي بحقك وبحق أبنائك، وتشجعيه على أن يدخر لكم.
ولا مانع من أن تطلبي منه مصروفا، وتستطيعين أيضًا من خلال ما يأتيك أن توفري وتقتصدي، فإن المرأة المدبرة تستطيع من الدراهم التي تأتيها أن توفر أموالا تساعد بها نفسها، وتساعد بها أسرتها، وتساعد بها هذا الزوج أيضًا الذي ربما لا ينتبه لمصروفاته حتى يفاجئ في لحظة من اللحظات أنه في ورطة أو أن عليه التزامات، وعندها تفاجئه الزوجة بأنها على استعداد أن تساعده بما وفرت وبما دبرت من الأموال.
فإذن نحن نرجو أن تتعاملي مع الوضع بمنتهى الهدوء، واقتربي من هذا الزوج، وشجعيه على الإحسان لأهله، واعلمي أنك - إن شاء الله - ستفوزين بخير كثير عند الله تبارك وتعالى، ونتمنى من هذا الزوج ومن كل الرجال أن يقدروا مشاعر الزوجة، واحتياجات أبنائهم، وكفى بالمرء إثمًا أن يضيّع من يعول – أي يضع من يقوت – كما قال - النبي عليه صلوات الله وسلامه – .
ونسأل أن يتقبل من هذا الرجل، وأن يتقبل منك هذا الصبر، وأن يوسع عليكم في الرزق، هو ولي ذلك والقادر عليه.