الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ROYAL SMILE حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فلا شك أن فقر الدم من أهم العوامل التي تؤدي إلى الشعور بالدوخة وتسارع في ضربات القلب، والشعور بالإجهاد لأقل أو أبسط درجة من النشاط الجسدي.
مستوى الهموجلوبين لديك أحد عشر جرامًا، وهذه تعتبر نسبة جيدة جدًّا، لكن بالرغم من ذلك ظلت معك الدوخة، وقمت بالفحوصات لدى الأطباء المختلفين للبحث عن أسباب هذه الدوخة، وقد وجدت كل الأمور سليمة، بقي موضوع العيون، وهذا ربما يساهم أحيانًا في هذه الدوخة، لكني أرى أن الجانب النفسي هو الجانب الأقوى.
الدوخة في الأول كانت عضوية، بمعنى أن فقر الدم ساهم فيها، وتزامن ذلك مع حدود قلق نفسي لديك، وربما لم تشعري بهذا القلق، لكن حتى بعد أن انتهى فقر الدم وتم علاجه بدأ الجانب القلقي يسيطر عليك؛ ولذا استمرت الدوخة والمخاوف، وأصبح لديك شيء من الوساوس حول هذه الدوخة, وعدم شعورك بالارتياح.
الذي أنصحك به هو: أولاً أن تطمئني أنك -الحمد لله تعالى- الآن في صحة جيدة - وهذا مهم جدًّا – فالإنسان يستطيع أن يؤثر على نفسه إيحائيًا بصورة سلبية أو إيجابية، وأنت الآن يجب أن تصلي لمرحلة التفكير والتفسير والتأثير الإيجابي؛ وذلك لأن الدم لديك أصبح قويًّا، وهذا يجب أن يكون حافزًا ودافعًا لك بأن لا تهتمي أبدًا لأمر هذه الدوخة حتى تتغلبي على الجانب النفسي فيها؛ لأن مجرد التفكير والانشغال بها يجعلك تشعرين بها، ويمكنك أيضًا أن تقومي ببعض الإجراءات البسيطة التي تساعد، فمثلاً: قومي بتمارين إحماء رياضية بسيطة داخل البيت، حين تكونين نائمة على الفراش بعد أن تنهضي قومي بكل بطء، اجلسي على حافة السرير لفترة نصف دقيقة مثلاً، بعد ذلك يمكنك أن تواصلي نشاطك كالمعتاد.
هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد العضلات وبعد ذلك ارتخاؤها، هذه التمارين جيدة جدًّا, وإليك هذه الاستشارة التي بها كيفية هذه التمارين (
2136015).
من النصائح التي نود أن نوجهها لك أيضًا، هو أن تنظمي وقتك، بحيث لا تشعرين بأي نوع من الفراغ؛ لأن الفراغ إذا وجد يجعل الإنسان يفكر تفكيرًا سلبيًا, ويكون مشغولاً بصحته، وهنا يتسرب القلق والخوف إلى نفسه، وتبدأ الوسوسة، خاصة الوساوس المرضية.
أنت -الحمد لله- بخير، وفي بدايات سن الشباب، ولا شك أن هذه السن تتميز بالطاقات الممتازة من الناحية النفسية ومن الناحية الجسدية, وأنصحك أيضًا بأن تضعي برامج يومية تكون لك فيها أنشطة متعددة، ساهمي مع أهلك داخل البيت، تواصلي مع صديقاتك، اجتهدي في دراستك, فهذا كله يصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض.
التركيز على المرض والتفكير فيه يؤدي إلى ما نسميه بصناعة المرض، يعني أن الإنسان لا يكون مريضًا لكن حينما يكثف تفكيره في الأمراض فهذا يؤدي إلى القلق, وهذا يؤدي إلى شعوره بأعراض تماثل أعراض المرض الحقيقي, حتى وإن لم يكن المرض العضوي موجودا؛ ولذا نحن نقول: إن التجاهل هو وسيلة طيبة جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات.
نسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.