الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأؤكد لك أن الفكرة قد وصلت، وما ورد في رسالتك واضح جدًّا. أنت أعطيت مؤشرات قوية أنك تعاني من المخاوف الوسواسية.
كل المخاوف التي ذكرتها هي ذات طابع وسواسي، وأتفق معك أنها مقلقة جدًّا لصاحبها، وشخصيتك تحمل بالفعل سمات الوسوسة مثل التدقيق في الأمور، تجسيد الصغائر، الخوف حول المستقبل، التأويلات والتفسيرات الخاطئة لبعض الأمور، هذه كلها سمات من سمات الشخصية الوسواسية، وأعراضك التي ذكرتها هي بالفعل أعراض مخاوف ذات مكون وسواسي رئيسي، وبالطبع كلا المخاوف والوساوس هي في الأصل نوع من القلق النفسي، وهذا هو الذي يجعلك سريع الغضب أحيانًا، وتندم سريعًا إذا أخطأت في حق أحد من الناس.
أنت محتاج لعلاج دوائي، والعلاج الدوائي مهم جدًّا في حالتك، وهو - إن شاء الله تعالى – مفيد ومفيد جدًّا، أنت لم تذكر عمرك، ولكنك ذكرت أنك -الحمد لله تعالى- لديك زوجة وابنة، فأنا أتصور أن عمرك فوق الخمسة والعشرين عامًا، ولذا سنصف لك الأدوية التي تناسب مرحلتك العمرية هذه.
العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) ويعرف علميًا باسم (فلوكستين) من الأدوية الممتازة جدًّا لعلاج الوساوس وكذلك المخاوف، كما أن عقار (زولفت) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) من الأدوية المفيدة جدًّا، فيمكن أن نختار أحد الدوائين.
إن كان لديك صعوبات في النوم فأنا أفضل الزولفت، ويمكنك أن تبدأ بتناوله بجرعة نصف حبة، تناولها ليلاً، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعها إلى حبتين ليلاً، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما إذا كان نومك جيدًا فتناول في مثل هذه الحالة البروزاك – وليس الزولفت – والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة عشرين مليجرامًا، تناولها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم – أي أربعين مليجرامًا – استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة خمسة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه أدوية فعالة، أدوية ممتازة، مضادة للمخاوف والقلق والوساوس، ليس لها آثار جانبية حقيقية، فقط الزولفت ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وكلا الدواءين ربما يؤخر القذف المنوي لديك قليلاً، لكن بالطبع هذه الأدوية لا تسبب عقما أو أي اضطرابات في هرمونات الذكورة أو الأنوثة، وهي بالطبع سليمة وغير إدمانية.
إذن العلاج الدوائي مهم، ومهم جدًّا، والتزامك بالجرعة وتناولها في وقتها وللمدة المطلوبة سوف يساعدك كثيرًا.
التحسن غالبًا يبدأ بعد شهر من بداية العلاج، وهنا يجب أن تستغل التحسن لتطبيق بعض التطبيقات السلوكية، منها أن تمارس الرياضة يوميًا، أن تفكر إيجابيًا، أن تحقر فكرة الخوف هذه، وأن تعرض نفسك لمصادر الخوف والوسواس، وأن تغلق على الوسواس، وأن تستبدل الفكرة المتشائمة بفكرة إيجابية مخالفة لها.
أنصحك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، ونحيلك إلى استشارة سابقة بها كيفية تطبيق هذه التمارين وهي برقم (
2136015).
في النطاق الاجتماعي: لابد أن توسع من صلاتك الاجتماعية، كن حريصًا على صلاة الجماعة في المسجد، شارك الناس في مناسباتهم، كن دائمًا مبادرًا بمبادرات إيجابية، ويجب أن تستشعر الأشياء الجميلة في حياتك، وهي كثيرة: لديك الزوجة، لديك الطفلة، وأشياء كثيرة أخرى طيبة في حياتك.
إذن العلاج يتمثل في علاج دوائي، وإرشادات سلوكية حسب الذي ذكرناه لك، وقد أوضحنا لك تشخيص الحالة، وهي - إن شاء الله تعالى – بسيطة، وسوف تتحسن أحوالك تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.