خوفي وخجلي من الزواج يجعلني أرفض الزواج، فما توجيهكم؟
2012-05-17 08:01:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي الخوف والخجل من موضوع الزواج, عندما كنت أدرس في المتوسط تقدم لخطبتي شاب وأخبرتني والدتي بالموضوع وناقشتها بدون خجل ولا ارتباك ورفضته لأني كنت صغيرة, بعد 4 أشهر من هذا الموضوع أصابتني حالة من الخوف الشديد كنت جالسة مع أهلي وعماتي عندما قالت عمتي بأن صديقتي قالت لها بأني فعلت كذا وكذا, طبعاً ما قالته صديقتي لعمتي كان افتراء علي وكذب لم أفعل ما قالته أبداً, في تلك اللحظة التي أخبرتني عمتي عن صديقتي شعرت بشيء لم أشعر به من قبل، ارتجفت وجف حلقي وشحوب في وجهي أحسست بأنه سيغمى علي.
بعد تلك الحادثة في اليوم التالي أحسست بالحزن والضيقة والخوف والاكتئاب, حتى من يسألني عن اسمي لا أستطيع الرد عليه, أصبح عندي ضعف في التركيز, ونسيان لدرجة أني عندما أقول موضوع في نص كلامي أنسى ما أريد قوله، انعزلت عن الناس كرهت كل شيء, رقيت نفسي كثيراً, خفت حالتي ولكنها لم تزل حتى الآن صرت أخجل من الزواج بشكل مبالغ, والآن أنا في سن الزواج وفي هم لا يعلمه إلا الله خاصة وأن صديقتي خطبتني لقريبها وهي مصرة علي، وأنا رفضت لأني لا أستطيع إخبار أهلي بذلك فأنا شديدة الخجل, لكنها مصرة على أن تخبر أهلي هي بنفسها, أريد أن أعود كما في السابق لا أخجل من أهلي ولا من الزواج.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ِAreej حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
الفتاة المحترمة وذات الخلق العالية والضميرية لابد أن تتوجس قليلاً حول أمر الزواج، وأما أن تصاب بشيء من الخجل لأنها تجربة جديدة جداً بالرغم من أنها أمنية لكل فتاة، لكن الفتاة التي تقدم على قبول الزواج بدون أي نوع من المخاوف التي يمتزجها شيء من الوسوسة والقلق أعتقد أن هذا ربما يكون أمراً ليس طبيعياً.
مشاعرك هذه بالطبع مبالغ فيها، نحن نؤكد على العامل الوجداني والنفسي وما يصحبه من قلق وبعض المخاوف حول أمر الزواج، لكن يجب أن لا يكون لهذه الدرجة المبالغة، وأعتقد أن بعض المفاهيم الخاطئة التي تدور في مجتمعاتنا وسط الإناث وفي المجتمعات النسائية حول الزواج والمعاشرة الجنسية هذه أضرت بكثير من الفتيات.
أيها الفاضلة الكريمة انظري إلى الموضوع بإيجابية ولا تستمعي لما يقال في المحيط النسوي، إن كنت تريدين أن تعرفي عن الزواج كل تفاصيله اسألي أحد النسوة من أصحاب العلم والمعرفة، هنالك الكثير من الداعيات المتميزات، وإن شاء الله تعالى بتواصلك مع إحداهن سوف تمتلك الحقائق الجميلة عن الزواج، ومن وجهة نظري أن التخاطب المباشر معك والتواصل المباشر معك هو الوسيلة الجيدة التي سوف تخفف من وطأة مخاوفك.
نحن نقول لك لا تخافي لكن نعرف أن هذا لا يكفي لأنك أنت صاحبة المشاعر وهذه المشاعر دفينة، أؤكد لك أن مخاوفك هي فوق المقبول وفوق المعقول والشيء الغير مقبول وغير المعقول على صاحبه أن يحقره وأن يرفضه وأن يستبدله بمشاعر مخالفة تماماً، أيها الفاضلة الكريمة أسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وموضوع أن صديقتك قامت بخطبتك لأحد أقربائها هذا أمر يتطلب منك المدارسة، وإن كان رجل تثقين في دينه وفي خلقه وهو الزوج الذي تتمنينه فلماذا لا!
وأنا أريد أن أؤكد لك حقيقة مهمة جداً أن مخاوفك هذه سوف تبدأ في الإنحسار وسوف تقل كثيراً حين تحدث الخطوبة، لأن الواقع دائماً يقنع الإنسان بأن مخاوفه كان مبالغاً فيها، التوجسات والهموم تكثر حول ما هو مجهول، لكن هذا المجهول وغير المعلوم حين يتحول إلى واقع تتبدل مشاعر الناس وعواطفهم، وهذا -إن شاء الله تعالى- ينطبق عليك تماماً.
إذن خلاصة الأمر أرجو أن تصححي مفاهيمك، الزواج هو طيب وعليك بأن تستنيري بما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة حول الزواج وأهميته، وأن تسمعي إلى الصالحات من النساء حول أمر الزواج، وأن لا تلتفتي أبداً إلى ما يثار في بعض المجتمعات النسوية خاصة حول الزواج والمعاشرة الزوجية، وأنا كما ذكرت لك وهذه هي حقيقة قناعاتي أن الخطوبة حين تتم إن شاء الله تعالى القلق والتوتر سوف يقل جداً، أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأنا لا أعتقد بأنك بحاجة إلى أي نوع من العلاج الدوائي.