الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتحية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد,
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
المشاكل الثلاثة حقيقة متداخلة مع بعضها, ويمكننا أن نعتبرها مشكلة واحدة فبصورة واضحة وجلية نستنتج من خلال الشكوى الأولى والثانية أنك تعانين من قلق المخاوف, وهذا القلق أخذ صورة ما نسميه بالرهاب الاجتماعي البسيط, ويظهر أن كل مواقفك التي تتطلب المواجهات, حتى وإن كانت بسيطة, تشعرك بالقلق والتوتر والخوف, وهذا أدى إلى ميولك إلى نحو الإنطوائية.
المشكلة الثالثة أيضًا ناتجة من القلق والتوتر, ولكن القلق في هذه المرة هو ذو طابع وسواسي, فهذا الخوف المفرط من الحسد, واتخاذ التحوطات الشديدة جدًّا في التعامل مع الناس من وجهة نظري هو جانب قلقي وسواسي, وليس أكثر من ذلك.
إذن أنت بصفة عامة تعانين من قلق المخاوف, ومكوناته الرئيسية هي درجة بسيطة من الخوف الاجتماعي بالإضافة للمخاوف الوسواسية, وهذه -إن شاء الله تعالى- علل بسيطة جدًّا.
إن تمكنت أن تذهبي إلى الطبيب النفسي فهذا سيكون أمرًا جيدًا؛ لأن الطبيب سوف يباشر الفحص, ويقوم بالتقييم التام لحالتك, ومن ثم يعطيك الدواء المناسب.
أما إذا كنت لا تستطيعين الذهاب إلى الطبيب فأنا أقول لك: أهم شيء لعلاج المخاوف والوساوس هو تحقيرها وتجاهلها تمامًا, نعم هذا قد لا يكون سهلاً في بداية الأمر, لكن الإنسان إذا تفهم مقدراته, وحاول أن يقيم الأمور بصورة صحيحة, ويتدارس ما به من فكر ومخاوف, فسوف يجد أنها سخيفة جدًّا, وفي ذات الوقت يجب أن تلتفتي نحو إيجابياتك, وهي كثيرة جدًّا.
التواصل الاجتماعي مهم وضروري جدًّا, ويجب أن توسعي تواصلك في مجال الأسرة, وأنت -والحمد لله تعالى- تحافظين على الصلاة, وعلى تلاوة القرآن, وذهابك إلى مراكز تحفيظ القرآن, وحضور الدروس, والمشاركات في الأعمال الاجتماعية والخيرية, هذا كله يؤدي إلى نوع من التعريض الاجتماعي الإيجابي الذي يقهر الخوف ويقلله، في موضوع الخوف من الحسد، الحسد حقيقة وموجود, والإنسان يواجهه من خلال التوكل على الله تعالى, والتعوذ, والدعاء, و الصلاة, وفي ذات الوقت يجب أن نحسن الظن بالناس, فهذا مهم, وليس كل الناس أشرار, فأنت محتاجة حقيقة لتغيير مفاهيمك، وأنت بحاجة ماسة جدًّا للعلاج الدوائي, والدواء سوف يفيدك كثيرًا.
وكما ذكرت لك إن استطعت أن تقابلي الطبيب فهذا جيد, وإن لم تستطيعي فعقار مودبكس, هكذا يسمى في مصر, وله مسميات تجارية أخرى, هي زولفت, ولسترال, واسمه العلمي هو سرتللين, وهذا دواء متميز جدًّا لعلاج قلق المخاوف الوسواسي ذو الطابع الاجتماعي.
والجرعة المطلوبة في حالتك أن تبدئي بنصف حبة, أي 25 ملي جرام, تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة 10 أيام, بعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة شهر, ثم اجعلي الجرعة حبتين في اليوم, ويمكنك أن تتناوليها ليلاً كجرعة واحدة, أو بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء, استمري عليها لمدة شهرين, ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة 4 أشهر, ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهر, ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر, ثم توقفي عن تناول الدواء، يتميز السرتللين بأنه دواء سليم وفعال جدًّا, وسوف تشعرين بقيمة وفائدة حقيقية له بعد أربعة أسابيع من بداية العلاج, وأنا أؤكد لك أنه غير إدماني, ولا يؤثر على الهرمونات النسوية مطلقًا, وربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الشهية نحو الطعام, وهذه بالطبع يمكن التحكم فيها من خلال تقوية الإرادة, وممارسة الرياضة, وتخير الأطعمة التي لا تحتوي على سعرات حرارية عالية.
ولمزيد من الفائدة انظري العلاج السلوكي للمخاوف: (
262026 -
262698 -
263579 -
265121)
أسأل الله لك التوفيق والسداد, وأشكرك كثيرًا على التواصل مع إسلام ويب.