أريد الزواج ولكن الظروف الاجتماعيه تمنع ماذا أفعل؟
2012-05-14 09:39:45 | إسلام ويب
السؤال:
أنا طالبة في السنة الأخيرة في الجامعة، ولي أخت أكبر مني ب 8 سنوات, وهي غير متزوجة، أو مخطوبة، كان يتقدم لها العديد، ولكنها ترفضهم بدون أي أسباب، حتى قبل الرؤية الشرعية, وتقول دائمًا: إنها لا تريد الزواج ظنًّا منها أن فيه تعاسة،ولم يتقدم إليها أحد منذ عام، وهي لا تعمل، وغير اجتماعية، فليس هناك فرصة للتعرف عليها, وأدعو لها كثيرًا بصلاح الحال، وأن يرزقها الله الزوج الصالح، المشكلة أن أهلي لا يوافقون على أي شخص يتقدم لي, ولا يرحبون إطلاقًا؛ بسبب عدم زواج أختي الكبيرة، وأنا أيضًا غير موافقة أن أخطب قبلها حفاظًا على شعورها، مع أنها دائمًا تقول لي: لا تربطي نفسك بي، ولكني لا أستطيع, وحاليًا معي شخص في الكلية على درجة عالية من التدين والأخلاق والنجاح، تحدث إلي يومًا بأنه يريد أن يتقدم لي، فلم أرد عليه حتى الآن، وأخاف أن يظن أني غير موافقة, وأنا أفكر فيه كثيرًا, وأتمناه لنفسي لما فيه من صفات عديدة أتمنى أن تكون في زوجي، وأدعو الله دائمًا ألا يعلق قلبي بما ليس لي, وأن يجعل لي فيما أحب نصيبًا.
باختصار: أنا أريد الخطوبة من هذا الشخص وعاجلاً؛ حتى لا أقع في الحب المحرم، وهو أيضًا يخاف على نفسه، ولذلك يريد التقدم، المشكلة أني لا أعرف ماذا أقول لأهلي، وأعرف أنه إذا تقدم فسوف يرفضونه قبل أن يتعرفوا عليه فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ islamic girl حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بابنتنا الفاضلة في موقعها، ونسأل الله أن يسهل أمرها، وأن يلهمها السداد والرشاد، هو ولي ذلك, والقادر عليه.
وحقيقة كم عانينا من مثل هذه التصرفات الموجودة عند كثير من الناس بكل أسف من إصرارهم على عدم تزويج الصغرى إذا كانت الكبرى في البيت، وحالتك هذه واضحة، فالكبيرة هي التي ترفض الخطاب, وبهذه الطريقة ستُلحق الضرر بأخواتها الصغار، ولذلك أتمنى أن تجدي من العقلاء والفاضلات والكرام من محارمك ومن أعمامك وأخوالك من يستطيع أن يتدخل في هذه القضية وفي هذه المسألة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
ولا مانع من أن تطالبي هذا الشاب أن يتقدم إلى أهلك، وتعطيه فكرة عن الرد المتوقع، وعليه كذلك بعد ذلك أن يُصر, وأن يكرر المحاولات, وأن يدخل الوساطات, وأن يصل إلى أعمامك وأرحامك، لعله يجد من يعينه على تخطي هذه العقبة عندكم في البيت.
والمشكلة هذه واضحة فإذا كانت الكبيرة لا تريد الزواج, وهي غير اجتماعية، وهي ترد الخطاب وترفضهم، فليس من الحكمة أن تكون حجر عثرة أو عقبة في تزويج أخواتك الصغار، وعلى الأسرة أن تتفهم هذا الوضع، وأنتم -ولله الحمد- في سن تسمح لك أن تتكلمي في هذه القضية على الأقل مع الوالدة, أو مع الخالة أو مع العمة، حتى يعينوك على تجاوز هذه الأزمة، خاصة وأن الأخت أيضًا قد سمحت لك, وأعطتك هذه الفرصة، ونحن نعتقد أن زواجك قد يكون دافعًا لها في أن تقبل بمن يأتيها بعد ذلك؛ لأنها – والحالة هذه – يمكن أن تنتظر سنوات كثيرة وطويلة، وهذا سيعود عليكم جميعًا بالضرر, وليس في ذلك مصلحة، ويفوت عليها قطار الزواج, وتدخل في العنوسة.
نتمنى أن تجدي من يتكلم بلسانك ممن ذكرنا من الفضلاء والفاضلات من محارمك، وأرجو أن يكون إمام مسجد تستطيعون أن تصلوا إليه؛ لأن كلمتهم مسموعة، ومؤثرة, وعليهم أن ينبهوا على الأقل على مثل هذه القضايا بطريقة عامة حتى تصل الرسالة إلى الآباء, وتصل الرسالة إلى الأمهات.
وإذا كانت هناك أيضًا داعية وامرأة ناضجة تستطيع أن تكلم أسرتك وعائلتك في هذا الأمر فسيكون لكلامها أثر كبير؛ لأن الناس يأخذون الكلام إذا جاءهم بهذه الطريقة، وقد لا يفهمون قصدك الحسن إذا تكلمت أنت بنفسك حول هذه القضية.
كذلك نقترح عليك أن تكلمي هذه الأخت الكبيرة بأن تقول هي وتسمح علنًا أمامهم أني لا أمانع من زواج أخواتي، وأنا أتمنى لهم الخير، وتقول (لا تربطوا أنفسكم بي) وهذا الكلام ينبغي أن تقوله جهرًا، وينبغي أن تقول مثل هذا الكلام أمام الوالد والوالدة, وأمام الأهل، حتى ترفع الحرج عن أخواتها, وترفع الحرج عن أهلها، فإن الجميع لا يعرفون مشاعرها, ولا يعرفون ما يدور بنفسها، ولا يدركون بأنها لا تمانع في أن تتزوج الصغرى قبلها، وهذا يفعله كثير من العقلاء؛ لأن هذا الرجل الذي يطرق الباب هو يريد فلانة, ولا يصلح أن نجبره أن ينتظر حتى تتزوج الكبرى، وهو يريد أن يتزوج الآن، والنساء غيرهنَّ كثير، فيستطيع أن يجد من بنات المسلمين من الفاضلات نساء كثر، فإذا طرق بابنا واختار بنتنا دون بنات الناس فهذه نعمة, وهذا رجل ينبغي أن نُقبل عليه, ونسهل أمامه هذا الأمر، حتى يتم هذا الأمر.
وفي النهاية: زواج الأولى وزواج الثانية لا يرتبطان ببعض؛ لأن كل امرأة هيأ الله لها نوعًا من الرزق، فقد يعطي هذه العافية، ويعطي هذه زوجًا، ويعطي هذه مالاً، ويعطي فاطمة وظيفة، والسعيدة التي تعرف نعمة الله عليها, ثم تؤدي شكرها، فتنال بشكرها المزيد.
إذن نحن لا نريد أن تفوتي هذه الفرصة، واطلبي من هذا الخاطب أن يكلم محارمك، ولا مانع من أن تصل إليه رسالة أنهم قد يرفضونه من الوهلة الأولى لأجل هذا السبب، وإذا كان هو متمسكًا بك وحريصًا عليك فسيواصل ويكرر المحاولات, ويدخل الوساطات, ويجتهد حتى يصل إلى ما يريد، والرجل يستطيع أن يجيد هذا الدور, ويرفع عنك الحرج، فإنه لو تردد مرة ومرتين وثلاث فقد تُحرج منه العائلة, ثم يوافقون عليه.
ونرجو كذلك أنه عندما يتقدم للطلب أن يتقدم بصحبة أهله، وحبذا لو اختار بعض الفضلاء من المعارف ممن لهم وجاهة, ولهم مكانة حتى يشاركوه في المجيء إلى أهلك؛ لأن هذا سيُجبر الأسرة ويُحرجهم, فينبغي أن يهتم بمراسيم التقدم لك، وأن يكون معه عدد من الفضلاء من أصحاب الوجاهة والمكانة، وأن يأتي بأسرته، ويحسن التعريف بنفسه، حتى لا يستطيعوا رده بسهولة؛ لأن هذا أيضًا من الأمور التي يهتم بها الناس في كثير من الأرياف, وفي كثير من المدن، ويخطئ كثير من الشباب عندما يأتي بنفسه، فهذا من السهل أن يرفضوه، ودائمًا أولياء البنات يتخوفون ممن يأتي وحده، أين الأسرة؟ أين العائلة؟ هل هم موافقون؟ هل هو جاد؟ والزواج حقيقة ليست تعارفًا بين شاب وفتاة، وإنما هو رباط بين أسرة وأسرة، بين قبيلة وقبيلة، بين قرية وقرية، هو مشروع كبير، فحصول التآلف والتعاطف هذا سيفتح أبوابًا من الخير, بل عندما يأتي بأهله قد يكون لك عم أو لك خال كان زميلاً لخال له أو لعمٍّ أو لقريب له، فعند ذلك ستتعمق المعرفة، ولن تجد الأسرة -بحول الله- إلا أن تستجيب لطلبه، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأمر هذه الشقيقة، ونشكر لك حقيقة هذه المشاعر النبيلة تجاهها، ولكن ينبغي أن نترك مشاعرنا وعواطفنا جانبًا، ونحكم عقلنا، ونحتكم لهذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها.
نسأل الله أن يجمع بينك وبينه على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأرجو أن تصل الرسالة واضحة للشاب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل عليك وعليه، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يهدينا جميعًا إلى الحق والصواب، هو ولي ذلك, والقادر عليه.
والله الموفق.