الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالذي أستطيع أن أستخلصه من رسالتك أنك تعانين من قلق المخاوف مع وجود انفعالات سلبية، ولديك أيضًا شعور بالإحباط والاكتئاب الثانوي.
هذه الحالات يمكن علاجها، وينبغي للإنسان من أمور أن يقوم بها، وهي:
1) أن يكون حريصًا في أن يغير نمط حياته ليكون أكثر إيجابية.
2) أن يتأمَّل فيما هو طيب وجيد وجميل في حياته - ولا شك أنه لديك أشياء جميلة كثيرة - .
3) إدارة الوقت بصورة صحيحة.
4) الحرص على الصلاة في وقتها وتلاوة القرآن والذكر والدعاء.
5) تطبيق ما ورد في السنة المطهرة من كيفية إدارة الغضب والتعامل معه.
هذا كله يفيدك جدًّا، ويعينك على إدارة الغضب بطرق سليمة وصحيحة.
أنت ذكرت أنك تقومين بمحاولات جادة للتغيير، أرجو أن تستمر هذه المحاولات ولا تتوقفي أبدًا، وكل إنجاز تنجزيه حتى ولو كان بسيطًا لابد أن تستشعري قيمته وأهميته ومردوده الإيجابي عليك.
التفكير في الانتحار لا شك أنه تفكير سخيف، قد يفرض نفسه على الإنسان في بعض المرات، لكن الإنسان المسلم يسترجع ويستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، ومن خلال ذلك يشعر الإنسان بأن مثل هذا الفكر فكر سخيف، ويجب ألا يأخذ أي مجال في خُلد الإنسان المسلم، وانظري هنا تحريم الانتحار والتفكير فيه: (
262983 -
110695 -
262353 -
230518 ).
أنت لديك أشياء طيبة جميلة في حياتك، ومنهج الفكر الإيجابي أعتقد أنه هو الذي سيفيدك.
أنا أريد منك أن تذهبي لتقابلي الطبيب النفسي، لأنك ذكرت أنك تناولت الزيروكسات، ولم يكن مُجديًا. الزيروكسات دواء ممتاز جدًّا لعلاج القلق والمخاوف وكذلك الاكتئاب، وهي الصورة الإكلينيكية التي تعانين منها، فعدم استجابتك للزيروكسات قد يضعنا في بعض الأسئلة حول التشخيص: هل هو صحيح؟ أم غير صحيح؟ هل جرعة الدواء لم تكن صحيحة مدة العلاج؟ ولذا أنا أنصحك بأن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا، وبجانب الإرشاد النفسي أعتقد أن الطبيب سوف يُقْدم على إعطائك دواء آخر مثل (زولفت) مثلاً، والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) فهو دواء مفيد جدًّا للقلق والمخاوف الاجتماعية، وفي ذات الوقت يعتبر نسبيًا من الأدوية السليمة مع الرضاعة، خاصة إذا كان عمر الطفل أكثر من ثلاثة أشهر.
أريدك أيضًا أن تصححي مفاهيمك حول ما يحدث لك من تفاعل فسيولوجي حين تقابلين الناس، فأنت ذكرتِ أنه يحدث لك تلعثم ونوع من الاحمرار والتورد في الوجه، وشعور بالحرارة، وهذه تعتبر تغيرات فسيولوجية، فنعم هي تحدث لكن ليس بالحجم والصورة التي تتصورينها، وأنا على ثقة كاملة أنها لا تُلاحظ من جانب الآخرين، فأرجو أن تصححي مفاهيمك من هذه الناحية.
التواصل الاجتماعي مهم جدًّا، فأكثري من زيارة الأرحام، وبر الوالدين، والإحسان إلى الزوج، وإن تيسر لك الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن ففاعلي ذلك، فإن هذا نوع من التواصل الاجتماعي المفيد، والذي يساعدك كثيرًا في تحسن حالتك النفسية إن شاء الله تعالى.
وانظري علاج الغضب والعصبية سلوكيا: (
276143 -
268830 -
226699 -
268701 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.