أشعر بأني مريض نفسيا بسبب إدماني للعادة السرية..فكيف الخلاص؟
2012-05-09 05:22:29 | إسلام ويب
السؤال:
مشكلة نفسية: إدمان العادة السرية.
أنا شاب عمري 23 سنة، عندي مشكلة فمنذ حوالي سنتين بدأت ممارسة العادة السرية مرة تلو الأخرى، وفوجئت في يوم أنها أصبحت جزءًا من حياتي، ويستحيل إيقافها خصوصا بعدما قرأت عن أضرارها النفسية بعد الزواج، والذي زاد الطين بلة أننا نلجأ للمواقع الإباحية لجلب الشهوة.
كنت أمارس العادة بمعدل مرة كل يوم أو مرتين في اليوم أحيانا أو كل يومين حتى أصبح الموضوع إدمانا، لكن دائما أحس بتعب وضعف في التركيز، أنا أعلم جيدا أن العادة شيء طبيعي ليس له أضرار، ولكن في حالتي، وأنا لا اترك فرصة لجهازي العصبي ليرتاح إلى جانب الأضرار النفسية، وعندما أذاكر لست قادرا على فهم أي شيء، وجسمي ليس فيه طاقة، أخرج وأشتغل وأدرس، أنا غير قادر على عمل أي شيء مفيد.
أحس أن حياتي بلا هدف، في الشارع أبحث عن أي شيء مثير، وفي التلفزيون نفس الشيء، أحس أني لست قادرا على التحكم في نفسي، يعني لما أرى منظرا أو شيئا مثيرا ليس بالمثير القوي أجد نفسي بشكل اعتيادي يدي تذهب إلى العضو الذكري، وكأن هنالك لعنة أو شيئا يحرك يدي.
أريد أن أعيش مثل أي إنسان طبيعي، أحس أني أضيع طاقتي ومجهودي على الفاضي، كل مرة أقول سأتوقف عن العادة؛ لأن عندي إرادة، ولكن ومع أول اختبار أو شيء مثير أنسى كل شيء، وأرجع للعادة فوراً، ودائما أحاول أقلل منها، في مرة صمدت 3 أيام بدون ممارستها شعرت بقوة ذهنية، ولم أشعر بالتعب عندما أطلع السلم، وكان عندي تركيز عال عندما أكلم الناس، أو أدرس في الكلية، ومن هنا عرفت أن العادة هي سر التعب والفشل الذي أنا فيه.
حاولت بكل الطرق، ومنها الابتعاد عن كل ما هو مثير، المشكلة حتى في عدم وجود مثير هناك شيء داخل عقلي يجعلني أحتاج إلى الممارسة كل مدة معينة، أكون مثلا أذاكر، وفي قمة الانشغال، وعندي امتحان، أفاجأ أن عندي انتصاب، ولابد أرتاح بأي وسيلة، حتى الرياضة ليس لها نفع، فبعد ممارسة الرياضة، وفي قمة التعب أمارس العادة.
وبالنسبة للفراغ فعندما أكون مشغولا جدا أجد دقائق للممارسة العادة أي أن الفراغ وقلة الرياضة ليسا من أسباب الممارسة، ولماذا دائما أفكر في الجنس عند رؤية أي امرأة أو فتاة حتى لو كانت محتشمة؟ لماذا هذه النظرة داخل عقلي تجاه الجنس الآخر، هل الحياة جنس فقط؟
ولماذا أبدأ في الممارسة فور رؤية أي شيء مثير، الإنسان الطبيعي يثار، ولكن يمكن أن يصرف نظره أو علي الأقل لا يحتاج إلى العادة كلما رأى مثيراً.
بالمناسبة أنا لا أفكر كثيرا أنني مريض، أو أن العادة مضرة أو تسبب أي أمراض كما يعتقد الأطباء، ولكن هذه العادة تجعلني خائر القوى غير قادر علي التركيز، وعمل أي شيء، لا أعلم، هل الزواج يمكن أن يساعد، ولكن الفكرة أنها أصبحت عادة وجزءا من حياتي، أي أنني لا أفعلها فقط لعدم وجود زوجة، ولكن كوني غير قادر على إيقافها أبدا جعلني أشعر أني فعلا مريض نفسيا.
كنت في البداية أعتقد أنها مجرد وسيلة لتفريغ الشهوة، لكني الآن أدركت أني تحولت إلى مدمن ومريض نفسيا، أنظر في المرآة لا أعرف هل هذا أنا؟ هل أحتاج إلى علاج نفسي؟ أم ما هي المشكلة؟ شكرا لوقتكم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فلان الفلاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
نعم هذا أنت، وليس هذا بالمرض النفسي، ولعلك عبّرت عن المشكلة وتشخيصها بالشكل المناسب، فهي وكما ورد في سؤالك، هي الإدمان على الجنس وممارسة العادة السرية، وليست شيئا آخر مبهما أو غير مفهوم، نعم ليس إلا ممارسة العادة السرية.
والحل ليس فقط في مجرد إنقاص هذه الممارسة أو مجرد التوقف عنها، وإنما الأمر يتعلق بنمط الحياة، فالمطلوب منك إعادة النظر في كل برنامجك اليومي والأسبوعي، فما هو الحجم الذي يأخذه كل من حياتك التعليمية، وحياتك الأسرية والاجتماعية، وحياتك التعبدية من صلاة وتلاوة للقرآن وزيارة المساجد، وحياتك الرياضية والترفيهية والهوايات الأخرى...
فكثير من هذه الأمور ستصرفك وبشكل طبيعي عن كثرة انشغال البال بالشهوة الجنسية، وممارسة العادة، فالصلاة خمس مرات في اليوم ستجعلك مضطرا للحفاظ على طهارتك في معظم ساعات اليوم والليلة، وكذلك حرصك على ارتياد المساجد وتلاوة القرآن الكريم، فكل هذا يبدأ يأخذ جزءً كبيرا من وقتك واهتماماتك، فلا يعود عندك الوقت الطويل للتفكير في أمور الجنس، وكذلك الدراسة والرياضة والعلاقات الأسرية، والعلاقات الاجتماعية، كلها أمور ستبدأ تأخذ عليك جوانب حياتك، وبذلك تصبح وكما قلت في سؤالك "إنسان طبيعي" ليس في عدم ممارسة العادة السرية، وإنما في أن تهتم بالجوانب المختلفة للحياة الطبيعية التي يعيشها الناس الطبيعيون.
وهذا بالإضافة للصيام، وكما فعلت في خلال ثلاثة أيام، ولذلك كانت نصيحة الرسول الكريم للشباب بالزواج أو الصيام، لأن الصيام يطفئ الشهوة، وكذلك أيضا الاهتمامات الأخرى تضيّق على الناس دروب الجنس، وتصبح الحياة أوسع من مجرد الجنس، وكما سألت في سؤالك "هل الحياة جنس فقط؟" والآن اتضح لك أن الحياة ليست جنسا فقط.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.