تكرار إصابتي بفيروس الإنفلونزا والبرد؛ فهل هو ضعف بجهاز المناعة؟
2012-05-02 13:08:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري، 29 سنة، وأعمل مهندسا بمشروع كبير في الدوحة، والمشكلة هي أنني يوجد عدد كبير من الموظفين من دول جنوب شرق أسيا (الصين , سنغافورة, ماليزيا.....) وللأسف أغلبهم غير مسلمين بل الأشد من ذلك أنهم أعوذ بالله ملحدين أو مجوس, ليس عندهم أبسط أمور النظافة الشخصية ، ونوعية طعامهم مختلفة تماما عن المألوف، وغير ذلك، مما يسبب لي حالة من النفور والخوف من الأمراض المعدية، والتي تنتقل من التلامس أو عن طريق الهواء مع أني أتحري أدق تعليمات السلامة الصحية، والشخصية، والحرص التام علي النظافة وعدم الاحتكاك المباشر.
في الفترة الأخيرة لاحظت تكرار إصابتي بفيروس الإنفلونزا، والبرد الشائعة بكافة أعراضها المعروفة، وما أن تزول الأعراض تبدأ بالظهور مرة أخرى في أقل من 3 أو 4 أيام، فهل ذلك بسبب معين أو ضعف بجهاز المناعة؟
وفي الفترة الأخيرة ظهرت في أجزاء في جسدي بعض الحبوب الحمراء نتيجة الهرش المستمر بها، وتختفي بعد 3 أيام، علما أن كل هذه الأعراض ظهرت فقط بالفترة الأخيرة منذ بدأت العمل بالموقع؟ فكيف أحمي نفسي الحماية التامة؟
وهل توجد تحاليل طبية أو أدوية كنوع إجرائي للحماية الشخصية من هذا المجتمع؟ علما بأن العدد يفوق أكثر من 200 مهندس، وموظف، العرب منهم فقط 3 أشخاص بالموقع.
وشكرا جزيلا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فاتباع لوائح وتعليمات النظافة العامة في أمور حياتنا كلها أمر مندوب حثت عليه تعاليم ديننا الحنيف، ويتأكد ذلك عند مخالطة من لا يلتزم بهذه التعليمات والإرشادات من الشعوب أو أصحاب الملل الأخرى.
فالخوف من انتقال الأمراض المعدية مطلوب، ولكن لا نريد أن يكون الأمر مبالغا فيه فيصل إلى الوسوسة، ولكن احرص على أن يكون لك أدواتك الشخصية الخاصة بك من ملابس، ومناشف، ومناديل، وشراشف، وأدوات الحلاقة.
وأما بالنسبة للمراحيض ودورات المياة فاستخدام المرحاض العربي أولى، وإن لم يوجد إلا الإفرنجى، فيمكنك استخدام الأغطية ذات الاستخدام لمرة واحدة توضع على قاعدة المرحاض عند دخولك مع التأكيد على عمال النظافة بوضع المطهرات، والديتول، وما شابهها والتنظيف المستمر لهذه الأماكن.
أما عن تكرار أدوار البرد والانفلونزا معك كل 4 أيام، فذلك أكيد ضعف في جهاز المناعة، ويجب عليك تقويته باتباع وعمل كل ما من شأنه زيادة مناعتك، وترك كل ما من شأنه إضعاف مناعتك.
ولكن أحب أن ننوه إلى نقطة هامة، وهى أن البرد يكون سببه فيروس الأنفلونزا، والفيروسات عامة لا تتأثر بالمضادات الحيوية، ولكن تحتاج الفيروسات للتغلب عليها مناعة ومقاومة قوية من جسم الإنسان- بالإضافة إلى ما يجب على المريض تناوله للإقلال من أعراض البرد مثل حبوب كلاريناز للرشح وسابوفين كمسكن، وخافض للحرارة، ونقط أوتريفين لإزالة احتقان الأنف وانسداده- وهذه المناعة يمكن زيادتها بوسائل شتى منها عدم التدخين السلبي والإيجابي، وكذلك عدم السهر، وكذلك الحذر من التيارات الباردة، وكذلك تجنب المشروبات والعصائر المثلجة، وكذلك يجب الإكثار من تناول الفواكة والخضروات الطازجة، وخاصة الغنية بفيتامين سي، والمتواجد بكثرة في الليمون والبرتقال والجوافة.
كما يمكن تناول عصير 3 ليمونات مضافا إليه معلقة عسل نحل كبيرة 3 مرات يوميا، فكل ذلك من شأنه زيادة مناعة الجسم للتغلب على الفيروس، فإن كانت مناعة الجسم ضعيفة، ولم يتمكن الجسم من التغلب على الفيروس تبدأ حدوث مضاعفات بكتيرية بعد مرور عدة أيام من بداية الإصابة بالفيروس، وتبدأ الإفرازات تتغير لونها من الأبيض إلى الأصفر أو الأخضر، ووقتها يمكننا استخدام المضاد الحيوي لوقف هذه المضاعفات البكتيرية.
وإذا كانت الأعراض عطاس، ورشح، وانسداد بالأنف مع حكة فقط، فتكون تلك أعراض حساسية الأنف بسبب تعرضك لإحدى مهيجات الحساسية من تراب أو دخان، أو عطور، أو بخور، أو منظفات صناعية، وغيرها وليس انفلونزا أو برد والتي تشبهها من حيث الأعراض، ولكن يتميز البرد بوجود آلام بالجسم، وارتفاع في درجة الحرارة ولعلاج الحساسية ننصح بالبعد عن المهيجات وتناول حبوب كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء مع بخاخ رينوكورت بخة مرتين يوميا.
وأما عن وجود بعض الحبوب الحمراء نتيجة الهرش المستمر بها، وتختفي بعد 3 أيام فغالبا ما يكون ذلك أمرا عارضا نتيجة بعض الحشرات أو الناموس.
وأما عن الحماية التامة، فتكون بالتوكل على الله، وأخذ الأسباب المتاحة لنا، والتي تحدثنا عنها آنفا ولكن لا توجد تحاليل طبية معينة، أو أدوية كإجراء وقائي اللهم إلا إذا أحببت أخذ تطعيم ضد الانفلونزا كل عام نظرا لتكرار أدوار الانفلونزا والبرد معك مع العلم أن التطعيم لا يعطي مناعة أو حماية من الإصابة بالأنفلونزا بنسبة 100%، ولكن بنسبة 60% ، وذلك بسبب أن فيروس الأنفلونزا يحور نفسه باستمرار -وليس مثل فيروس الحصبة، والذي لا يصيبك في حياتك إلا مرة واحدة- فتصاب بسلالة ونوع مختلف عن الإصابة الأولى.
وأخيرا ندعو الله عز وجل أن يمن عليك بدوام الصحة والعافية.
اللهم آمين.