كيف أعرف المختار بعد صلاة الإستخارة والدعاء؟
2012-05-01 08:29:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتساءل دائماً عندما أصلي الاستخارة في أمر خاطب ما، ثم لا يكتب الله سبحانه لي نصيباً فيه، هل هذا يعني أن ارتباطنا فيه شرٌ لي وللخاطب معاً أم لأحدنا؟ خاصة عندما تبدو جميع الظروف الظاهرية ممتازة، لكن الأمر لا يتم؟ وهل أستطيع الدعاء بالقول: اللهم يا مقدر الأقدار اجعل الخير لي في كذا وكذا؟ فهل دعائي هذا قد يغير القضاء ويقلب ما كان شراً لي ويجعله خيراً؟
لدي سؤال أخير، الحمد لله فضلني الله سبحانه بالكثير من النعم، وكنت أواظب على صلاتي منذ الصغر، لكني لم أكن أقرأ القرآن إلا فيما ندر، ولا أشكر الله سبحانه وتعالى، تقصيراً مني، ومؤخراً ابتلاني سبحانه بمشكلة هزت لي وجداني وحياتي، ولا زلت أعاني منها، هل هذا عقاب لي لإهمالي؟ وكم يلزم من الوقت ليغفر لي ربي تقصيري في حق نفسي؟ أنا متعبة وأدعو ربي بأن يغفر لي ويساعدني في اجتياز محنتي، لكن مرت 3 أشهر ولم يتغير شيء بداخلي.
أشعر بالفراغ وأرى بأني خاوية جداً من الداخل، ولم تعد الحياة تهمني ولا أري أي شيء مبهجاً فيها! فقط أمثل أمام والدتي كي لا تقلق علي، لكني أتمنى الموت، وفي نفس الوقت أخشاه، وما يقتلني هو تعلقي بأمل ربما لا يكون، هل يوجد دعاء معين يساعد على تعجيل الموت، ولكن بحسن الخاتمة؟
رزقكم الله راحة البال والقلب وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العنود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلاً بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.
بخصوص الأسئلة التي ذكرتها فنجيب عليها تباعاً بإذن الله :
أولاً: بالنسبة لصلاة الاستخارة وما يقضيه الله من أمر بعد الصلاة فلا شك أختنا أن هذا هو الخير لك، ولا عبرة بالظواهر ساعتها، لأن الإنسان قد يرى الشر يظنه خيراً أو الخير يظنه شراً وهو لا يدري، وتقدير الله خير لك من أي تقدير، والله تعالى قال: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)، والتسليم لله عز في مراده دليل على صدق الإيمان.
ثانياً: سؤالك الثاني وهو: هل أستطيع الدعاء بالقول اللهم يا مقدر الأقدار اجعل الخير لي في كذا وكذا، فهل دعائي هذا قد يغير القضاء ويقلب ما كان شراً لي ويجعله خيراً؟ نقول إن للدعاء بلا شك فضلاً عظيماً، وقد ورد أنه يرد القدر -القضاء المعلق- لأن القدر الذي هو القضاء المبرم الذي علم الله أنه سيقع لا يغيره شيء، ولكن القضاء المعلق يرد وهو ما علق وقوعه على شيء، مثل الزيادة في العمر إذا وصل الإنسان رحمه، أو أكثر من الدعاء ونحو ذلك، وعليه فيجوز لك الدعاء، لكن الأفضل أختنا أن تخرجي من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته، وأن تجعلي دعاءك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر (اللهم إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ - وتسميه- خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي...الخ) فوفقه الله، وهذا هو الأوفق.
ثالثاً: أما حديثك عن البلاء الذي وقعت فيه، وسؤالك عن دعاء يعجل الموت، فأعيذك باللهِ أختنا الفاضلة أن تصلي إلى هذا الحد، فإن البلاء عطية من الله لعباده، يرفعهم ويقربهم به إليه، وأكثر الناس بلاء أختنا الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فلا تجزعي من البلاء وسلي الله التخفيف، ولا تفكري بتعجيل الموت أو الجزع فإن الله عز وجل قال "ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة" فاستقبلي البلاء بالصبر واعلمي أن أمر المؤمن كله إلى خير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن)
أما الفراغ الذي تشعرين به فله أسبابه التي يجب أن تعرفيها، فبعضها يعود إلى الفراغ وقد يعود بعض الأمور إلى عدم الرضا بالقضاء أو غير ذلك مما ينبغي أن يكون معلوماً لديك، ولكن العلاج أختنا الكريمة في الرضا بقضاء الله وتفهم معنى البلاء وفوائده، مع الدعاء أن يرفع الله عنك ذلك.
نسأل الله العلي القدير أن يرفع عنك ما تجدين وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة إنه جواد كريم وجيب الدعوات، ونحن سعداء بتواصلك معنا.
والله الموفق.