زوجي يخاصمني كثيرا وينتظر مني دائما السماح والاعتذار..أرشدوني
2012-04-30 11:43:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
متزوجة منذ ثمان سنوات أعاني من مشكلة مع زوجي، حيث إنه يخاصمني كثيرا بسبب وبدون سبب، ينتظر مني دائما أن أطلب السماح حتى يرضى، في السنوات الأولى من الزواج كنت أتقبل الأمر، لكن اليوم لم أعد أحتمل حالتي النفسية لم تعد تحتمل حيث أصبت بأعراض الاكتئاب قلق، خفقان القلب، الأرق أحس أنه لا يحس بي أبدا، ولا يقدرني حيث يكون خصامه بدون سبب، لم يفهمني حتى في النفاس، وفي الحمل.
أرشدوني ماذا أفعل فهو عنيد؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
فمرحبًا بابنتنا الفاضلة في موقعها بين آباءٍ وإخوان همهم أن يسعدوا الأبناء والبنات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينك بصلاح هذا الزوج، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يرزقكما الذرية الصالحة، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ابنتي الفاضلة: قد كنت فيما مضى متميزة، ونريد منك أن تواصلي هذا التميز، ونحن لا نرضى هذا الذي يفعله معك الزوج، ولكننا ندعوك، وأنت العاقلة الفاضلة الذي تعرفت على هذا الموقع وتواصلت لتسألي عن حكم الشرع، ندعوك إلى أن تتواصلي في ذلك الخير، وذلك الحرص الذي كنت عليه في السنوات الأولى.
واعلمي أن المرأة الصالحة ودودة ولودة مواتية لزوجها إذا غضبت من زوجها، أو غضب منها هي التي تبادر، وهذا واضح في الحديث، وفي التوجيه النبوي، يعني في الحالين هي التي تبادر حتى تقول: (لا أذوق غمضًا حتى ترضى)، وطبعًا هذا مهم جدًّا للزوجات، ولبناتنا أن يفهمن هذه المسألة.
فإن من طبيعة الرجل أنه يريد أن يشعر أنه مُقدر، وأنه يُحترم، وكذلك من طبيعة الزوجة وسعادتها أن ترى نفسها دائمًا أنها تسعى في إرضاء زوجها، والإحسان إليه وتقديره، فواصلي ما كنت عليه من الخير.
وطبعًا هذه نتيجة طبيعية، فدائمًا أخواتنا وبناتنا يبادرن فيصلن ويحسن، لكن لما ترى من الزوج الصدود أو التأخير أو الإهمال فهنا تتوقف، ونحن نقول لا تتوقفي، واستمري على ما أنت عليه من الخير، واعلمي أنك الأفضل عند الله، فخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، فقد كنت على الخير، ودائمًا بادري واطلبي السماح حتى يرضى، وإن كان هو الظالم، فإننا ننصحك بعد أن تسترضيه أن تعاتبيه في وقت آخر، يعني يمكن أن تصالحيه يوم الجمعة، ثم يوم الاثنين يمكن أن تقولي لقد أحزنني ذلك الموقف، وعند ذلك سيقول: أنا آسف ما كنت أقصد.
فكوني أنت دائمًا المبادرة، وكوني أنت من ترغب في الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.
ويؤسفني أن كثيرًا من الأزواج لا يقدر هذه المشاعر وحالة الزوجة، وهذا طبعًا خلل فينا وفي ثقافتنا، لأننا لم نرجع لهدي نبينا - صلى الله عليه وسلم – ولم نعرف كيف كان تعامله مع الزوجات، فهو الذي كان بيده الشريفة يمسح الدمعة، ويلقن الحجة، ويخفف عن الحزينة ويواسي الأرملة، ويواسي الضعيفة، عليه صلوات الله وسلامه ضرب أروع الأمثلة والقدوة في الكيفية التي يتعامل بها الرجل مع المرأة.
واقتضت حكمة الله تبارك وتعالى أن يتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم – من كبيرات وصغيرات، وأرامل كبيرات في السن من بدويات، ومن حضريات، ومن عربيات، ومن غير عربيات، تزوج من بنات الأعداء، وبنات الأصدقاء، وأسعد الجميع، وشمل الجميع بعطفه ولطفه وإحسانه، عليه صلوات الله وسلامه.
لكن ما أحوجنا معشر الرجال، بل ما أحوجنا جميعًا إلى أن نقف مع هدي النبي عليه الصلاة والسلام نتعلم منه.
فأنت الآن لا تحملي نفسك فوق ما تطيقين، ولا تكلفي زوجك فوق ما يطيق، فإن هذه الأمور قد تحتاج إلى وقت، وكون الرجل لا يقدرك أو لا يُظهر ذلك لا يعني أنه لا يحبك، والدليل على ذلك أنك استمررت معه ثمان سنوات، بالتأكيد يلبي لك بعض الطلبات، بالتأكيد لك في قلبه مكانة عظيمة جدًّا، ولكننا نفشل في إظهار هذه المشاعر، وهذا خلل كبير عندنا، لكن لا تظني أنه لا يقدر، ولا تظني أنه لا يهتم، لأن هذا الشعور يكلفك فوق طاقتك فتغتمّي وتحزني وتهتمّي وتتأثري، والرجل هناك لا يبالي ولا يسأل، وكأنه لم يحدث شيء.
لذلك خففي على نفسك، واعلمي أن هذا الاضطراب النفسي إعطاء الأمور أكبر من حجمها، التأثر الزائد والندم والحزن الزائد يجلب أمراض العصر، وستخسرين ويخسر هو في نهاية الأمر.
إذن ضعي الأمر في موضعه، واقبلي زوجك بما فيه من تقصير، ونمّي وطوري ما عنده من إيجايبات، وضخميها وشجعيها، وحاولي أن تتعاملي معها، وأن تكوني أنت الأفضل دائمًا، ليس لأجل سواد عيونه، ولكن لأن الله يريد منك ذلك، وكثير من النساء سيدخلن الجنة بصبرهنَّ على أزواجهنَّ وبإحسانهنَّ إليهم.
وتقصير الزوج لا يقابل بتقصير، كما أن تقصير الزوجة لا ينبغي أن يقابل بالتقصير، لأن الحياة الزوجية عبادة وطاعة لله تبارك وتعالى، كلنا يريد أن ينال الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.
إذا كان زوجك عنيفًا، فلا تعطيه التعليمات، ولا تعطيه الأوامر المباشرة، وحاولي أن تتعاملي معه بلطف، وحاولي أن تختاري الوقت المناسب لطلباتك، والكلمات المناسبة لطلباتك، وقدمي بين يدي كل طلب ثناء وذكر إيجابياته وإشعاره بأنك سعيدة إلى جواره حتى لو توسعت في ذلك وبالغت، فإن الشرع يسمح لك بذلك؛ لأن هذا حديث بين الأزواج.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن نسمع عنك خيرًا، وسوف نكون سعداء لتواصلك مع الموقع، فأنت على خير، فاثبتي على هذا الخير، ونشكر لك هذا التواصل، ونبشرك بالأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، ولا تعطي الأمور – أكرر – أكبر من حجمها، واستعيني بالله تبارك وتعالى، وتوكلي عليه، واعلمي أن العاقبة للصابرين، وأن العاقبة للمتقين، وجزاك الله خيرًا، وبارك الله فيك.