أخي يشرب الحشيش... فكيف أقنعه بخطورته وتركه؟
2020-04-12 06:30:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي يشرب المخدرات، وليس قادرا على تركها، قلت له هذا خطأ، أتمنى أن يتعظ لخطورتها، لأن فيها أعراضا نفسوجسدية، لا أدري كيف أتصرف معه؟ علما أنها كانت تتعبه أحيانا، ويحس بضيق النفس، وسرعة دقات القلب، ثم يتحسن، ثم يرجع يشرب مرة أخرى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كارم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكرك على اهتمامك بأمر أخيك هذا، ونسأل الله تعالى له العافية والشفاء.
لا بد أن أذكر أمورا معينة حول المخدرات:
أولاً: هذه المخدرات لعينة، وتحمل خصائص كيميائية خطيرة جدًّا، والإنسان حين يتعاطاها تؤدي إلى تغيير كبير في بعض المواد الكيميائية داخل الدماغ، وهذه التغيرات هي التي تؤدي إلى الإحساس الزائف بالاسترخاء، وأن الإنسان أصبح يعيش واقعًا جديدًا مما هو فيه، ويحدث له تشوش كبير في تفكيره وعواطفه ووجدانه، ومن ثم تبدأ هذه المخدرات في استعباد الإنسان، هذا من جانب.
ثانيا: الشخص الذي يتعاطى هذه المخدرات غالبًا لا يستوعب، أو ينكر، أو يتجاهل مخاطرها قصدًا، أو غير قصد.
ثالثًا: المؤثرات الخارجية (الرفاق – الصحبة السيئة) كلها عوامل تلعب دورًا رئيسيًا في موضوع الإدمان.
هذا الأخ يجب أن تجلس معه، وتتناصح معه، وتتحدث معه عن أن المخدرات خطيرة جدًا، ولكن أنت نفسك لا تعرف خطورتها، ولذا يجب أن يذهب إلى المختص، يذهب إلى استشاري الطب النفسي، ومصر -الحمد لله- بها الكثير من مراكز علاج الإدمان، ودراسات كثيرة جدًّا أشارت أن ارتباط متعاطي الحشيش بمراكز العلاج هو من أكبر الوسائل التي تساعد المدمنين.
أما القول بأن الإنسان سيتركه لوحده وشيء من هذا القبيل، فهذا نشكك فيه كثيرًا، عليه أن يذهب إلى مكان العلاج، ويتجنب خداع نفسه، ويكون واضحًا جدًّا مع الأطباء والمعالجين، وسوف يوضع له برامج علاجية تعتمد على تغيير أفكاره السلبية، وبناء فكر جديد وإشعاره بالأمان والتدرب على كيفية إدارة وقته، أن يحرص على الصحبة الجيدة الممتازة، أن يهتم أكثر بأمور دينه، وأن يصلي الصلاة التي تنهاه عن الفحشاء والمنكر، أن يبحث عن عمل، أن يكون له اهتمامات داخل الأسرة، أن يمارس الرياضة...
فهنالك برامج كثيرة وكبيرة جدًا متسعة، ومقابلته للأطباء سوف يتم من خلالها الشرح الدقيق حول الحشيش ومكوناته، وما هي مكامن الخطورة فيه، وهكذا، وكثير من المرضى لا ينجح معهم العلاج على مستوى العيادة الخارجية، وأفضل وسيلة هي أن يتم تنويمهم وإدخالهم إلى المستشفى لفترة حتى وإن كانت قصيرة، بعد ذلك يمكن أن تكون المتابعة في المستشفى النهاري على مستوى العيادة الخارجية.
هذا الأخ يحتاج أيضًا إلى صحبة ورفقة جيدة، ومتابعة الصالحين ورفقتهم هو وسيلة من وسائل تعديل السلوك، يوجد أيضًا الآن جمعيات تسمى بجمعيات المتعافين، وهؤلاء كانوا من المدمنين، بعضهم له صولات وجولات وسنين طويلة في التعاطي، بعد ذلك توقفوا وهداهم الله لفعل الخيرات، وبدأوا يساعدون غيرهم من المدمنين، لهم برامج ممتازة جدًّا من أهمها برنامج الإثنى عشر خطوة، وهو برنامج يتعلم من خلاله المدمن كيف يصارح نفسه، كيف يواجه نفسه، كيف يحل المشاكل، وكيف يبدأ نمط حياة جديدة، ودراسات كثيرة أشارت أن المدمن يستفيد كثيرًا من المدمن السابق، هذه الجمعيات أنا لدي تجارب كبيرة معها، وقد وجدتهم أخوة أفاضل تغيرت حياتهم تمامًا وتبدلت، وحين ينضم إليهم مدمن جديد، لهم أساليبهم الجميلة جدًّا في إقناعه بخطورة الإدمان، وكما يقولون (اسأل مجرب ولا تسأل طبيب).
فمن خلال ما ذكرته لك يمكن أن تساعد أخيك، وأشكرك حقيقة على اهتمامك بأمره، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له العافية والشفاء.