ما هو أحسن علاج للغضب والانفعال؟
2012-04-15 12:30:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يعالج دواء cipralex حالات شدة الانفعال والغضب؟ زوجتي منذ سنة أصيبت بحالة غريبة! فهي تعامل "الشغالات" بشكل وحشي، وتعامل أخواتها بالغلظة، وأيضاً قطعت علاقاتها الاجتماعية، فوصف لها طبيب نفسي هذا الدواء بحيث تأكل قبل النوم حبة 10 mg فهل هذا الدواء فعلاً يخلص من هذه الأعراض؟
أرجو التكرم بالرد ولكم الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمعة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن الانفعال والغضب قد يكون جزءًا من المكونات النفسية السلوكية المرتبطة بشخصية الإنسان، وقد يكون أيضًا علة عارضة في بعض الأحيان، ونشاهدها كذلك لدى الأشخاص الحساسين الذين يميلون إلى الكتمان، وبعض الأشخاص تكون له نوع من الإسقاطات، وأعني بذلك أن الفاضلة زوجتك ربما تكون من النوع الكتوم، وتحتقن ولا تعبر عن ذاتها أولاً بأول، ومن ثم تزداد لديها هذه الانفعالات وتسقط غضبها على الشغالات بشكل وحشي.
أذكر أن كثيرًا من النساء يصبن بحالة من التوتر والعصبية الشديدة قبل الدورة الشهرية، هذه علة قد لا تلاحظ، لكن نعرف في الطب النفسي أنه من المفترض أن يُسأل عنها حتى نتأكد إن كانت هنالك علاقة موجودة بين الأمرين أم لا؟ وعسر المزاج لدى النساء كتشخيص نفسي مرتبط بالدورة الشهرية هذا معروف لدى الكثير من الأطباء.
عقار السبرالكس - الذي وصفه الطبيب للفاضلة زوجتك - هو عقار جيد جدًّا، لأن عسر المزاج والتوتر والقلق – وفي بعض الأحيان الاكتئاب – قد يكون هو السبب أيضًا في الانفعال والغضب، في بعض الأحيان نعطي مع السبرالكس أدوية مضادة للقلق.
هنالك مجموعة لطيفة جدًّا من الأدوية تسمى بالمطمئنات البسيطة، منها عقار يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) هذا حين يضاف إلى السبرالكس بجرعة نصف مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم نصف مليجرام – أي حبة واحدة – مساءً لمدة شهر أو شهرين ربما تكون إضافة جيدة جدًّا. لكن ما دام الطبيب قد وصف لها هذا العلاج عليها أيضًا أن تلتزم بتناوله، وسوف يقيم الطبيب وضعها النفسي والانفعال في الزيارة القادمة، ومن ثم يعطيها التوجيه الصحيح فيما يخص الجرعة العلاجية.
أنت عليك بأن تناصح زوجتك خاصة حين تكون في مزاج حسن، اجعلها تتدرب وبجدية تامة على كيفية إدارة الانفعال والغضب، الغضب ظاهرة وجدانية إنسانية معروفة، وهي سمة موجودة لدى جميع البشر، والإشكالية ليست في الغضب أو الانفعال، لكن في كيفية إدارتهما، ولم أجد أفضل مما ورد في السنة المطهرة في كيفية إدارة الغضب.
الرسول - صلى الله عليه وسلم – يوجهنا إلى أن الإنسان إذا غضب يجب أن يستغفر، ويجب أن يستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ويجب أن يغير وضعه الذي عليه حين الغضب، ويغير مكانه، فإذا كان جالسًا فليقف، وإذا كان واقفًا فليجلس، وقد أرشد من قال له: عظني، قال له: (لا تغضب) – كررها ثلاثًا - أي عليه أن يتقي أسباب الغضب.
الإنسان أيضًا عليه أن يصرف انتباهه بأن يتفل ثلاثًا على شقه الأيسر، وهو ليس صرف انتباه فقط، إنما هو تحقير للشيطان بتفل الإنسان عليه، وهو لا يأتي الإنسان غالبًا من يساره، وعليه أن يتوضأ ليطفئ نار الغضب، وكذلك الصلاة.
اجعل زوجتك تطلع وتطبق وبدقة ورصانة شديدة، ما ورد في السنة المطهرة حول الغضب، وأيضًا دعها دائمًا تتذكر ضرورة حسن التعامل مع العاملات معها، هذا أمر مهم وضروري، وقد حث عليه ديننا، وهو من حسن الأخلاق، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقًا)، وهو من وجهة نظري قيمة إنسانية عالية جدًّا.
ذكّرها أن أيًّا منا كان يمكن أن يكون في مكان هؤلاء العاملات، فحسن المعاملة واللطف إلى الضعفاء دائمًا فيه أجر، وهي قيمة إنسانية إسلامية عظيمة، ويجب أن تتذكر أنها كيف تتعامل مع هؤلاء العاملات بقسوة وهي تأتمنهنَّ على بيتها وعلى طعامها وعلى أطفالها، لا يمكن أبدًا، ذكّرها هذا، وإن شاء الله تعالى يصلح أمرها، ومن جانبك عليك بالمساندة لها دائمًا، والنصح والإرشاد، وأنا على ثقة تامة أن الدواء سوف يفيدها كثيرًا.
أيضًا أعتقد أنها سوف تستفيد كثيرًا جدًّا من ممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، وتمارين الاسترخاء أيضًا هي من السلوكيات التي يجب تطبيقها، وأنا على ثقة أن الطبيب قد قام بإرشادها حول كيفية تطبيق هذه التمارين.
دعها دائمًا أن تعبر عما بداخلها، فالتفريغ النفسي من خلال الفضفضة وإبداء الرأي أولا بأول من أفضل الأساليب التي تقلل من الانفعالات والغضب السلبي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على اهتمامك بأمرها، وثقتك في إسلام ويب.