سأتزوج وأخاف من الفئران، فهل يعني ذلك أني لست أهلا للزواج؟
2012-04-10 09:06:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ فترة من خوف ينتابني أكثر من المعتاد، أخاف من الفئران بشدة، وقد أقوم أحيانا بالصراخ إن اقتربت مني، بالإضافة لرعب لا حدود له حين أبيت وحدي في المنزل، ولا أكاد أنام إلا مغشيا علي، وإن نمت فأفيق كل 10 دقائق مفزوعا على أحلام سيئة، تحرك أي شيء بجانبي بجوار قدمي قد يسبب لي انتفاضة ورجفة، بالإضافة لأمر أكبر منذ الصغر، هو أني أشعر أني غير قادر على حماية أي أنثى من محارمي حين أكون في الشارع، آخذ كل التدابير حتى لا تحدث أية مشكلة، لأنني أشعر أنه لو حدثت مشكلة فلن أكون أهلا للتصدي والدفاع!
أحدثك بمشاكل نفسية رهيبة بسبب كل هذا: أنا مقبل على الزواج بعد شهور، ولكني أشعر أني لست أهلا للزواج، كما أنني لا أميل للخروج إطلاقا وملاقاة أحد، أحب مقابلة الناس لكني لا أريد أن أبرح المنزل قط .. فهل هذا كسل عادي أم أنه أمر نفسي؟ هل الأمر مرض نفسي معين؟ أم هو شيء يتعلق بالمس وما شابه؟
نرجو الإفادة بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما تعاني منه ليس له علاقة بالمس أبدًا، أنت تعاني مما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، فأنت بطبيعتك قلق، ذكرتَ أنك تعاني من مشاكل نفسية رهيبة، وأعتقد تقصد بذلك القلق العام، وعدم الارتياح الذي تحس به.
المخاوف لديك ظهرت لديك في شكل مخاوف بسيطة، مثل الخوف من الفئران، ولديك أيضًا ما نسميه برهاب الساح، وهو نوع من الخوف يصيب الإنسان حين يخرج من البيت، ويفضل أن يكون بالمنزل؛ لأن ذلك يعطيه الشعور بالأمن.
الجانب الوسواسي لديك هو شعورك بأنك غير قادر على حماية أي أنثى من محارمك، هذا تفكير وسواسي.
فإذن الذي تعاني منه هو ما نسميه بقلق المخاوف الوسواسية، لكن حالتك الحمد لله تعالى لم ترتقي لدرجة المرض النفسي، لكن بالطبع ظاهرة يجب أن لا نتجاهلها حتى لا تزداد لديك.
خطوة العلاج الأولى هي:
1) من المفترض ما ذكرناه لك في هذه المقدمة البسيطة وهي التشخيص، من المفترض أن يكون ذلك أمرًا مريحًا لك، لأنك الآن عرفت ما بك، وهي حالة بسيطة جدًّا لا ترقى لمستوى المرض كما ذكرت لك.
2) تصحيح المفاهيم، الخوف من الفئران نشأ لديك لأنك تحركت من خلال مفاهيم حول هذه الحيوانات، أو سمعت قصصاً غير صحيحة، وبدأت تتقبل هذا الوضع، لم تفكر فيها أبدًا أنها مخلوقة من مخلوقات الله، وهي ضعيفة جدًّا، فكيف أخاف منها؟ لابد أن تسأل نفسك هذا السؤال، الخوف يعالج من خلال التعرض، ولذا أريدك أن تقرأ عن هذه الفئران، أن تنظر إلى صورها، ويمكن أن تحضر دمى في شكل فئران وتقوم بتلمسها، ويا حبذا بعد ذلك لو تلمست فأرًا ميتًا مثلاً، انتهج هذا التدريج الذي وصفته لك في التعرض، وهذا يفيدك.
3) الخوف حين تكون لوحدك يعالج من خلال الأذكار، واعلم أنك في معية الله وفي حفظه، واسأل الله تعالى أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك، واسأله تعالى أن لا تغتال من تحتك. ويجب أن تحقر فكرة الخوف هذه أيضًا.
4) عليك بالخروج من البيت بصورة منتظمة، وأريدك أن تخرج من البيت في الوقت الذي تحس فيه أنك غير مرتاح إذا خرجت، يعني يجب أن تخالف مشاعرك.
5) التواصل مع الجماعة مهم، الجماعة في العمل، الجماعة في السوق، الجماعة في المناسبات، الجماعة في المسجد. هذا تعرض اجتماعي ممتاز جدًّا يجب أن تطبقه حتى تعالج مشكلتك هذه.
6) أما الفكر الوسواسي فهو يعالج من خلال التحقير، ورفضه، وصده، واستبداله بفكر مخالف، فأرجو أن تكون حريصًا على ذلك.
هناك علاجات سلوكية شاملة تشمل تغيير نمط الحياة، واجعله أكثر إيجابية، وممارسة الرياضة الجماعية، الحرص على صلاة الجماعة كما ذكرنا، مشاركة الناس في مناسباتهم الاجتماعية، زيارة الأرحام، بر الوالدين، الانخراط في أي عمل تطوعي أو اجتماعي، والتزود بالمعارف وتثقيف الذات، هذه كلها علاجات سلوكية مهمة.
ليس هناك ما يمنعك أبدًا من الزواج، أقدم عليه، افرح به، وأسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك.
أخيرًا: لا بأس بأن نعطيك دواءً مضادًا للمخاوف ومحسن للمزاج ومزيل للقلق والوساوس أيضًا. الدواء متوفر في مصر، ويعرف تجاريًا باسم (مودابكس) واسمه العلمي هو (سيرترالين) أرجو أن تتحصل عليه وتبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً يوميًا لمدة شهر، بعد ذلك توقف عن تناولها.
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.