كيف أتخلص من حبي وتعلقي بهذا الشخص؟
2012-04-29 09:44:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
منذ عام وأنا أتصفح مواقع الانترنت، نظرت إلى صورة شخص معروف، فتعلق قلبي به، وأحببته لدرجه أني لا أفكر إلا فيه طوال وقتي، وإذا نمت أراه في منامي، لقد أشغلني عن أشياء كثيرة، تعبت نفسيتي، وأهملت دراستي، ولقد بحثت عن كل الطرق حتى أتركه ولكني لم أستطع، أدعو الله أن يهدي قلبي ويثبتني، وأستغفر الله، ونادمة على تقصيري في وقتي، وضياعه في شيء لا أستفيد منه، وأعرف أنه لن يكون من نصيبي، ولكني لا أستطيع نسيانه، فقد أخذ عقلي، لقد ابتليت بهذا الحب، وأريد التخلص منه، فما الحل؟ لا تنسوني من الدعاء، فأنا والله بحاجة إليه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اللهم اهد قلبي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه لا يخفى عليك حكمة هذه الشريعة التي حرمت على الرجال وحرمت على النساء إطلاق البصر، فقد قال الله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} ورغم دخول المؤمنات في الآية، إلا أن الله خص المؤمنات فقال: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ ويحفظن فروجهنَّ} والنظر هو أقصر الطرق إلى قلب الإنسان، وهو سهم من سهام إبليس المسمومة، وإذا كان السهم مسموما فإنه يُتلف البدن، وكذلك النظر يُتلف قلب الإنسان، ولذلك ينبغي أن يتقي الإنسان ربه تبارك وتعالى، ويحفظ هذه الجارحة العظيمة، لأن إطلاق العنان للبصر سبب لكثير من المصائب.
كل الحوادث مبدأها من النظر ... ومعظم النــار من مستصغر الشرر
كـم نظرة فعلت في نفس صاحبها ... فعل السهام بلا قوس ولا وتـر
يـــــــسر نــاظره ما ضر خاطره ... لا مرحبًا بســرور عاد بــالــضــــرر
وعندما نتكلم عن حرمة النظر بهذه الطريقة، فإنه يستوي النظر الطبيعي، والنظر في مجلة، والنظر في شاشة، والنظر في المواقع الإلكترونية، بل إننا نرى أن النظر في المواقع وفي هذه الصور والشاشات، أخطر من النظر المباشر، وخاصة بالنسبة للفتاة وللفتى كذلك، لأن الإنسان في النظر المباشر قد يُدركه حياء، وقد لا يستطيع أن يفعل ذلك بارتياح، ولكن في هذه المواقع فإنه يستطيع أن يتثبت في الصورة، وينظر إليها دون حياء وخجل.
وعلى كل حال: نسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لنا ولك، ونشكر لك حقيقة هذه الروح التي دفعتك للسؤال، ودفعتك للتواصل مع الموقع، وهذا يدل على أنك على خير كثير، ويدل على أنك منزعجة مما حصل، وهذا دليل على أن معدنك طيب - ولله الحمد-، ونسأل الله تبارك وتعالى لك كل توفيق وسداد، وحتى تتخلصي مما أنت فيه فيجب عليك ما يلي:
أولاً: أن تتذكري أنه لا مجال للارتباط بصاحب الصورة.
ثانيًا: تذكري أن النظر بهذه الطريقة بشهوة أو ميل يعتبر معصية ومخالفة شرعية.
ثالثًا تذكري أن الطرف الثاني لا ينتبه لك ولا يعيرك بالاً.
رابعًا: تذكري أن هذا الطرف المنظور لا يظهر لك إلا جماله وشكله الظاهر، ولكنه لا يخلو من العيوب كغيره من البشر، فتذكري ما عنده من نقائص وخلل، وأنه كسائر البشر.
خامسًا: حاولي ألا تكرري النظر، وألا تبحثي عن هذه الصورة من أجل النظر إليها مرة ثانية.
سادسًا: عليك أن تتخلصي من كل ما يمكن أن يذكرك بهذه الصورة أو بصاحبها.
سابعًا: ندعوك إلى شغل النفس بالمفيد، فإن الإنسان إذا لم يشغل نفسه بالخير وبالحق شغلته نفسه بالباطل.
ثامنًا: ندعوك إلى أن تكثري من الاستغفار والتوبة للواحد القهار سبحانه وتعالى.
ونبشرك بأنك إذا كنت بهذه الروح وبهذا الجهاد وبهذا الحرص، فإنك مأجورة على هذه المحاولات، فتعوذي بالله تبارك وتعالى من الشيطان، ولا تيأسي، وحاولي أن تشغلي نفسك كما قلنا بالأشياء المفيدة، وعمري هذا القلب وهذا الفؤاد الغالي بحب الله تبارك وتعالى، فإن حب الله تبارك وتعالى إذا ملك قلب الإنسان، أو كان القلب عامرًا بحب الله تبارك وتعالى، فإنه يغني عن كل محبوب سوى الله سبحانه وتعالى، وهو كذلك عصمة للإنسان من الوقوع في المخالفات، وحب هذه النقائص التي توجد في هذه الحياة.
وأخيرًا: ندعوك إلى أن تحكمي عقلك، وتدركي –وقد أدركت– خطورة ما ترتب على هذا الانشغال بذلك الشخص، أو بتلك الصورة التي لا تعيرك بالاً، ولا تدرك أنك تفكرين فيها، ولن تستفيدي من هذا إلا العنت والتعب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك.
وعليك أخيرًا كذلك بالتضرع إلى الله تبارك وتعالى الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ونحن بدورنا نسأل الله تبارك وتعالى أن يُخرج ذلك الشيء من قلبك، وأن يعمر قلبك وقلوبنا بحب الله تبارك وتعالى وبطاعته، وأن يلهمنا رُشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا، وأرجو أن يكون في الذي حصل معك درساً لنا ولك ولإخواننا ولأخواتنا، فسعيد في الناس من اتعظ واعتبر بغيره، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد والثبات، هو ولي ذلك والقادر عليه.