مدمن على العادة السرية وأشعر بضياع وإحباط! فما توجيهكم؟
2020-04-14 02:34:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أشكر لكم مجهودكم الكبير ومساعداتكم .. وجزاكم الله عنا خير الجزاء!
أنا شاب عمري 20 سنة، وأشعر بضياع وإحباط كبيرين.
فأنا مدمن على العادة السرية منذ خمس سنوات، ولم أستطع التخلص منها، وكلما أنوي فعل ذلك أنقطع عنها أياما معدودات وأعود، ولم تزد هذه الأيام عن أسبوعين!
الحمد لله أنا لا أحزن، وأشعر أني أفضل من غيري ممن وقعوا في أسر هذه النبتة.. ولكن يبدو أني أخذتُ نصيبي بإدماني على هذه العادة السيئة التي تعيق حياتي ودراستي!
أيضاً لدي طموح كبير وهمة عالية، ولكني ما ألبث أستعد للمذاكرة حتى يضيع الوقت مني! كما أني لا أستطيع ترتيب أفكاري سريعاً، كل من حولي في البيت أو الجامعة يشعرون أني ذكي، ويعتمدون عليّ في كثير من الأمور، ولكني لا أرى نفسي كما يتصورون!
أرغب في إنشاء جدول لتنظيم وقتي، ولكني حتى لا أستطيع فعل ذلك! أحياناً يضيع الكثير من وقتي وأنا أحلم وأفكر -أحلام يقظة-، وأسبح فيها وكأني قد حققتُ وفعلتُ، ثم أصطدم بالواقع، وأني لم أفعل شيئاً!
ذاكرتي أشعر بأنها تضعف، فلم أعد أستطيع الحفظ كما كنتُ، حتى نسيتُ العشرة أجزاء من القرآن التي كنتُ قد حفظتُها، كل هذه الأمور وأكثر تجعل حياتي غير مستقرة، وأشعر بالإحباط دائماً، وأني ضائع في وسط كل هذه الأمور. أفيدوني جزاكم الله خيراً.. وساعدوني على إنهاء هذه المشكلات.
وجزيل الشكر لكم دائماً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن اليمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت بالفعل تعاني من حالة بالشعور بالإحباط العام، وتشوش في التفكير، وعدم القدرة على إدارة الوقت، وأعتقد أن كل هذا نتج من شيء من عدم الاستقرار النفسي، قد تكون المرحلة العمرية لعبت دورًا في ذلك، ولا شك أن ممارستك للعادة السرية وإدمانها بالصورة التي ذكرت مضرا جدًّا، فهذا ينتج عنه القلق والتوترات، وبما أنك شاب مسلم سوف تحس بالذنب حيال هذه الممارسة، وهذا أيضًا يدخلك في حلقة مفرغة تؤدي في نهاية الأمر إلى التشتت والشعور بالإحباط، أنا أنصحك حقيقة بأن تسعى بصورة جادة بالتوقف عن العادة السرية، والسعي الجاد يوصل الإنسان إلى ما يريد.
يمكنك أن تأخذ هذا بشيء من التدرج: مارس هذه العادة القبيحة مرة واحدة في الأسبوع، هذا لا يعني أني أقرها لك، لكن هذه طريقة علاجية، واجعل ممارستك لها فقط من أجل التفريغ المنوي، ولا تربط خيالك الجنسي بأي شيء مخل، لا تربطه بامرأة، لا تربطه بأي شيء من هذا القبيل، إن فكرت فكر في الزواج فقط، وقل لنفسك أنا أقوم بهذه الممارسة بصفة مؤقتة حتى أخرج من هذا الإدمان.
إن اتبعت هذا المسلك سوف تجد أن قناعاتك فعلاً قد تبدلت حيال هذه العادة القبيحة، وبدأت تستشعر أضرارها النفسية والجسدية والسلوكية، ولا شك أنها منقصة للدين، حين تبدأ هذه المكونات الفكرية والمعرفية تتجسد لديك -إن شاء الله تعالى- سوف تقلع عن هذه العادة القبيحة.
أنصحك أيضًا بأن تمارس الرياضة، الرياضة تقوي النفس وتقوي الجسم، وقد وجد أنها ذات عائد إيجابي جدًّا على الذين يريدون التوقف عن ممارسة العادة السرية.
أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تكون منطلقًا وتوّاقًا نحو المستقبل بصفة إيجابية.
الشباب الآن ينطلق من خلال المعرفة، ومن خلال الدين، وأنت يجب أن تكون من هؤلاء، والمعرفة والدين طريقهما واضح جدًّا.
إدارة الوقت بصورة جيدة هو مفتاح النجاح، وإدارة الوقت تتطلب من الإنسان وضع خارطة ذهنية يومية، والبعض ننصحه بأن يكتبها إن كان لا يجيد التذكر، أو يلزم نفسه بها يمكن أن تكتب في ورقة، أريد أن أفعل كذا وكذا وكذا، وفي نهاية اليوم تأتي وتجرد ما قمت بتنفيذه وما أخفقت فيه وتحسب معادلاتك على هذا النمط، وفي اليوم الثاني تحاول أن تحسن من أدائك وهكذا. هذه طريقة بسيطة جدًّا لكنها طريقة مجربة وفاعلة.
بالنسبة للمذاكرة: أولاً من خلال إدارة الوقت لا بد أن تخصص وقتًا للراحة، لاحظ أنني قد بدأت معك بالراحة وليست المذاكرة، لأني أؤمن أن الراحة مهمة ويجب أن تكون في حدود المعقول، الرياضة يجب أيضًا أن تأخذ حيزًا في حياتك.
الترويح والترفيه عن نفسك بما هو مباح ومتاح، هذا أيضًا مهم جدًّا. صلة الرحم، بر الوالدين، هذه كلها محفزات إيجابية جدًّا لأن تخصص وقتًا للمذاكرة وتُقدم عليها برغبة وإيجابية، هنالك أوقات يعرف عنها أنها أوقات أفضل من بعض في التحصيل الدراسي، الوقت بعد صلاة الفجر إذا درست ساعة واحدة في ذاك الوقت أفضل لك من أن تدرس ساعتين أو ثلاثة في أثناء النهار.
إذن اجعل الصلاة كركائز لإدارة وقتك (سوف أفعل كذا بعد صلاة الفجر، سوف أفعل كذا بعد صلاة المغرب) وهكذا، هذا مهم ومفيد جدًّا.
عليك بالصحبة الطيبة، الزمالة الصادقة الصالحة، الإنسان يحتاج لأن يحسن من دافعيته من خلال أن يأخذ النموذج والقدوة والأسوة الحسنة.
النصيحة الأخيرة التي أوجها لك هي: أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، وأرى أنه سوف يفيدك كثيرًا ويحسن من مزاجك، ويرفع درجة الإحباط التي لديك، الدواء يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل) واسمه العلمي هو (إمبرامين) هو دواء قديم جدًّا لكنه ممتاز وفعال ويناسب حالتك.
ابدأ في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا – أي حبة واحدة – تناولها مساءً وبعد شهر اجعلها حبة صباحًا ومساءً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء. هو دواء سليم وفعال وغير إدماني ومحسن للمزاج والتركيز -إن شاء الله تعالى-.
من آثاره الجانبية البسيطة أنه ربما يسبب لك بعض الجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، لكن ذلك يختفي ولن يترك أي آثار سلبية أخرى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.