الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هنالك نقطة جوهرية وردت في رسالتك، وهي أنك استيقظت في الليل قبل الفجر، وأنت ترتعشين وتحسين أنك مخنوقة، هذا دليل قاطع على أن الحالة التي تأتيك هي نوع من القلق النفسي الخاص جدًّا، نسميه بنوبة الهلع أو الفزع، وهو نوع من القلق النفسي الشديد والحاد والذي يأتي دون مقدمات ويعطي الإنسان الشعور بقرب المنيّة، ويتولد بعد ذلك خوف من الموت، وتتحول المخاوف وتتطور إلى مخاوف عامة ذات طابع وسواسي مع وجود اكتئاب ثانوي.
هذا هو الذي تعانين منه وهذه الحالة معروفة، وإن شاء الله تعالى ليست خطيرة.
أرجو أن لا تلجئي إلى أي نوع من التفسيرات كالحسد والعين، والسحر، وهذه الأمور، هي أمور موجودة ولا شك في ذلك، لكن لا علاقة لها بمثل هذه النوبات، وعمومًا كنوع من التحوط، يجب أن تكوني حريصة دائمًا على الدعاء وعلى الأذكار، وتلاوة القرآن.
إذن حالتك ليست حالة خطيرة، وهذا جزء أساسي من العلاج.
الأمر الآخر هو: يجب أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، فهي تمارين مفيدة جدًّا، وسوف يشير لك الأخوة في إسلام ويب إلى كيفية تطبيق هذه التمارين.
ثالثًا: يجب أن تصرفي تفكيرك وانتباهك إلى أشياء أخرى أفضل، مثلا أن تديري الوقت بصورة جيدة، تنخرطي في نشاطات متعددة، ومن خلال تغيير نمط الحياة هذا وصرف الانتباه تقل جدًّا فرص المخاوف.
رابعًا: محاولة استذكار المفاهيم المعروفة عن الموت، وهو أن الآجال والأعمار بيد الله، وأن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقصه، وأن هذا الخوف الذي تعانين منه هو خوف مرضي، وليس أكثر من ذلك. دائمًا ذكري نفسك بهذا الأمر، و هذا - إن شاء الله تعالى – يقلل من مخاوفك حول الموت.
ادعُ لموتاك وموتانا وموتى المسلمين بالرحمة، ولا تربطي دائمًا خوفك من الموت بالوفيات، فالموت يحدث في كل لحظة، وهو جزء من حياة الإنسان.
وتذكر الموت في حدود المعقول لا بأس به، وكذلك الخوف منه، لأن ذلك يذكر الإنسان ويحفزه ويحثه على العمل الصالح لآخرته.
هذه هي التوجيهات السلوكية العامة التي ننصح بها في علاج نوبات الهرع والهلع والمخاوف، لكن العلاج الدوائي أيضًا مهم، ودوره في العلاج ليس بأقل من خمسين بالمائة، وعمومًا أنا سوف أذكر لك اسم دواء متميز جدًّا لعلاج هذه الحالات، وبعد ذلك يُترك الأمر لك إن قررت تناوله، وهذا هو القرار الإيجابي، وإذا رأيت غير ذلك فنحن نقدر تمامًا قرارك.
الدواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي هو (إستالوبرام) الجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – استمري عليها يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
لا أرى أن العلاج سوف يتعارض مع الزواج، بل على العكس تمامًا سوف يحسن من مزاجك ويزيل من القلق والتوتر، وبعد الزواج إذا قُدر لك حدوث حمل مبكر فهنا يجب أن تتوقفي عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
ملاحظة قسم الاستشارات:
يمكنك الاستفادة من تمارين الاسترخاء من الاستشارة التالية:
2136015.