شخصيتي حساسة جدا منعتني من بناء علاقات اجتماعية!
2012-03-25 08:51:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 22 سنة, شخصيتي قوية وواثقة, تحب السيطرة، ولكن حساسة وعصبية في نفس الوقت, وتتأثر بأي كلمة, يغلب علي طبع الهدوء, ولكن في بعض الأحيان والأغلب أشعر بعدم ثقة بنفسي, وأحب العزلة والانفراد, وأتجنب الجلوس مع الناس, وحتى مع أهلي!
يصعب علي بناء علاقات مع الآخرين, وأحس أن الناس لا يحبون الخروج والذهاب معي, يصعب علي الكلام عن نفسي بطلاقة, تزيد عصبيتي وثقتي إذا قمت بلعب الكرة, أو الحركة الزائدة, عندما يستفزني أحد أرد له الصاع صاعين, وأندم بعد ذلك, وقد عانيت من هذا الموضوع منذ كنت صغيراً, وأكون خارج المنزل جريئاً وفي المنزل هادئاً, وأتجنب الجلسات العائلية.
أنا نحيف, وأستخدم حبوباً لزيادة وزني, إذا زدت الجرعة أحس بوثوق وارتياح, اسمها (الحبوب الصينية), وأنا -والحمد لله- إنسان متفائل, وقد عملت على تدريب نفسيتي وتقويتها, وانخراطها في المجتمع, وأحس بأني أفضل من السابق, ولا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي والمواصلة معه لبعدي عن المدينة.
أريد معرفة التسمية العلمية لحالتي, والعلاج الدوائي والنفسي, وأنا مستعد لأي استفسار, ولكم مني الدعاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأنا لا أرى أنك تعاني من مرض نفسي حقيقي، كل الذي بك هو أنك شخصية انفعالية سريعة الاستثارة، وهذا ربما يكون مرتبطاً بوجود قلق نفسي بسيط, كسمة وسجية من سجايا الشخصية.
أنت وصفت حالتك بصورة جيدة جدًّا، وفي ذات الوقت أعجبني كثيرًا أنك تنتهج المناهج الصحيحة, وذلك من خلال تدريب نفسك على التسامح وتقوية الشخصية، وأن تكون ممتزجًا مع الناس, ومتفاعلاً معهم بصورة إيجابية، ولذا ظهرت عليك بوادر التحسن، فأنا أقول لك أرجو أن تستمر على هذا المنوال.
أضف إلى ذلك: لا بد أن تعبر عما بداخلك - هذا مهم جدًّا – لا تسكت عن الأشياء البسيطة، التعبير عن الذات يؤدي إلى التنفيس النفسي، والتنفيس والتفريغ النفسي هو خير وسيلة لإجهاض الانفعالات.
ثانيًا: دائمًا يجب أن تضع في الحسبان تفاعل الآخرين حين تنفعل في وجوههم، وضع نفسك في مكانهم، بمعنى إذا انفعل شخص أمامك, ووجه لك بعض الكلمات غير اللائقة لا شك أن هذا يكون وقعه عليك صعباً جدّاً، فضع نفسك في مكان هذا الشخص, هذا النوع من التبادل في المواقف يسهل على الإنسان كثيرًا تحجيم ذاته, وعدم الانفعال الشديد.
ثالثًا: الغضب هو سمة إنسانية، لكن كيف ندير الغضب؟ كيف ندير القلق؟ هذا هو المهم، وأنا أريدك أن ترجع إلى السنة النبوية المطهرة في كيفية إطفاء نار الغضب، وذلك من خلال الوضوء، والاستغفار، أن تغير مكانك حين تأتيك بوادر الانفعال والغضب الأولى، أو تغير وضعك، إذا كنت جالسًا فقم، وإذا كنت في وضع القيام فاجلس، اتفل على يسارك ثلاثا، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا فيه نوع من صرف الانتباه الإيجابي جدًّا... وهكذا، أرجو أن تطلع على ما ورد في السنة النبوية المطهرة وتطبقه.
رابعًا: أريدك أن تتمسك أيضًا بالنص القرآني الكريم {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}، وأيضًا: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} وأيضًا: {فمن عفى وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين} تأمل هذه الآيات, وقم بالاطلاع على شرحها بصورة موسعة ودقيقة, وسوف تبني لديك إن شاء الله تعالى قناعات أخرى جديدة.
خامسًا: أرجو أن تكثر من الرياضة، فالرياضة تؤدي إلى تغيرات نفسية وفسيولوجية تقلل من الانفعالات ولا شك في ذلك.
سادسًا: أرجو أن تتدرب أيضًا على تمارين الاسترخاء، وسيقوم الإخوة في إسلام ويب بتوجيهك إلى كيفية القيام بهذه التمارين بإحالتك إلى بعض الاستشارات.
سابعًا: اجعل لحياتك معنى، وأقصد بذلك أن تغير من نمطها، أن تكون إيجابيًا، أن تجتهد في دراستك، ويا حبذا لو انخرطت في بعض الأنشطة الثقافية أو الاجتماعية أو الخيرية، فهذه كلها تحجّم جانب الغضب والانفعال السلبي لدى الإنسان.
وأخيرًا: الدواء الذي ذكرته وهو الحبوب الصينية، حقيقة ليس لدي معلومات عن هذه، لكني بصفة عامة لا أؤيد كثيرًا استعمال الأدوية الغير مفهومة التراكيب, أو غير مضمونة المحتويات، لكن إذا أرشدك إليها طبيب ثقة فلا مانع في ذلك.
من جانبي أريد أن أصف لك دواء مضاداً للقلق سيساعدك -إن شاء الله- كثيرًا، وهو لا يحتاج لأي وصفة طبية، الدواء يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول), ويسمى علميًا باسم (فلوبنتكسول), يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة مساءً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.