تعسر أمر زواجي فهل ذلك بسبب السحر؟ وما الحل؟
2012-03-25 13:02:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله أومن بقضاء الله وقدره، لكن بالنسبة لمشكلتي وهي محاولاتي العديدة بأن أتزوج، وكلها تأتي بالفشل! حيث تقدمت لأكتر من 30 فتاة ولم يتم الموضوع، حتى لو الفتاة موافقة وأهلها مبدئياً موافقون.
لا أعرف هل هناك سحر أو عمل معمول لي مانع عني الزواج؟! وإذا كان لا قدر الله هل لابد من إخراج هذا العمل أم يكتفى فقط بالأذكار والرقية الشرعية؟
رجاء مساعدتي في هذه المشكلة التي أصبحت تشغل حياتي، مما أدى إلى وجود فراغ قاتل لدي، وأخشى أن تؤدي إلى الاكتئاب والإحباط! أريد أن أعرف هل نصيبي لم يأت بعد أم هناك شيء مانع عني الزواج؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ REDA حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وبخصوص ما سألت عنه من تقدمك لأكثر من ثلاثين فتاة، وعدم التوفيق في الإتمام، وتسأل عن سبب ذلك هل هو سحر أم أن الأمر يعتبر عادياً؟
قبل أن أتحدث عن السحر وغيره أود أن نتحدث بنظرة واقعية، وأعني بحديثي أن رفض ثلاثين أسرة لا بد أن يكون هناك سبب ربما لم تلتفت إليه، وعليك أن تسأل أو ترسل من يسأل بعض تلك الأسر عن أسباب الرفض، فإن بدت الأسباب منطقية فاعمد بارك الله فيك إلى إزالتها أو التقليل منها، أما إذا أجمع الجميع أو الغالب العام من أنهم لا يعرفون سبباً للرفض مثلاً، وأن الرجل ليس فيه ما يعيب لكنهم لا يريدون إتمام الأمر، ولم تجد إجابة شافية فعليك ساعتها أن تبحث عن الرقية الشرعية؛ لذلك أنا أهيب بك بداية أن تبحث عن الأسباب الواقعية ابتداء.
وثانياً: مسألة السحر لابد من وقفات معها في النقاط التالية:
1- السحر لا تأثير له مطلقاً إلا وفق قدرة الله ومشيئته، إن كان له تأثير وحقيقة، إلا أنه لا يتم إلا بقدرة الله ومشيئته، كما قال تعالى: (وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله...).
2- يحرم التعامل مع السحرة والعرافين فلا يجوز التعامل معهم ولا سؤالهم ولا الذهاب إليهم وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من أتى عرّافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) أخرجه مسلم في صحيحه، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهناً فسأله فصدقه فقد كفر بما أُنزل على محمد ).
3- يجوز علاج المسحور بالرقية الشرعية من الأدعية والأذكار، وعلاجه بالقرآن أمر وارد في الكتاب والسنة، وطريقته كما يلي:
أ- اليقين في الله والتوكل عليه والاستعانة به، فالشفاء بيده سبحانه، قال تعالى: {وإذا مرضت فهو يشفين}، وقال تعالى: {وإن يمسك الله بضرٍ فلا كاشف له إلا هو وإن يمسك بخير فهو على كل شيء قدير}.
ب- الابتعاد عن الأمور المحرمة كالربا أو الزنا، أو كل ما يغضب الله عز وجل، مع الإقبال على الله بالطاعات والاجتهاد في تغيير النفس، والبيئة المحيطة قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم}، وقال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً}، ومن ذلك خلو المكان مما حرم الله لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة أو جُنب.
ج- يستحب أن تكون ساعة القراءة على طهارة كاملة، وتهيئة نفسية إيمانية بالمحافظة على الصلاة جماعة، وأذكار الصباح والمساء.
د- قراءة هذه الآيات في إناء من ماء، ويستحسن أن يكون ماء زمزم، والآيات هي: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين} { قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين* ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون}،{ولا يفلح الساحر حيث أتى} ثم يصب الماء على الرأس مع التوكل على الله، ويمكن تكرار هذه الرقية مرات.
هـ- من الرقية كذلك: أُعيذك بكلمات الله التامات من شر ما خلق (ثلاث مرات)، أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة، وأعيذك بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فكل هذه الأدعية ثابتة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم –، صحيحة الأسانيد.
د- أفضل الرقية على الإطلاق سورتا الفلق والناس، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما تعوذ بمثلهما) فالمطلوب الإكثار من الرقية بهما.
في الختام: أخي الحبيب عليك بكثرة التضرع إلي الله عز وجل، والله عز وجل يقول : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).
نسأل الله أن ييسر أمرك وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك في دينك ودنياك، والله ولي التوفيق.