هل يعتبر مرضي روحيا أم نفسيا أم عضويا؟ وما العلاج؟
2012-03-15 12:26:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله،،
أنا سديل من فلسطين، أبلغ من العمر 16 عاما، بدأت قصتي مع المرض قبل 6 أشهر، حيث كنت جالسة بمفردي في البيت، وشعرت بضيق في التنفس، وجفاف بالحلق، فشربت البابونج دون جدوى، وذهبت إلى طبيب عام، وقال: لا شيء، قد تكون التهابات، وأعطاني مضادا حيويا، وبعد أسبوع شعرت وكأن ماء يسري من الأذن اليسرى إلى اليمنى، مع ضيق بالتنفس، فذهبنا إلى طبيب مختص بالأذن والأنف والحنجرة، فقال: قد تكون قناة استاكيوس مغلقة، أو بها التهاب، وأعطاني كتفلام، وبخاخ نوزاكير، وعدنا إليه بعد أسبوع من شدة الضيق، فأعطاني بخاخ Avamys، ومع ذلك استمرت الحالة.
فقال أحد الأشخاص لوالدي: قد تعاني ابنتك من أمراض روحية: كالحسد وما شابه، فذهبنا إلى راق، ولكن لم يستطع فعل شيء، واستمريت شهرين دون أن أذهب إلى أي طبيب، وتحملت الضيق، فأنا لا أستطيع النوم، أفكر دائما بالموت، ولا أفكر بمستقبلي، رغم أنني من الطالبات المتفوقات، فكنت عندها لا أستطيع التركيز، وأشعر بصداع وألم بالأذن، مع جفاف بالحلق، وضيق بالتنفس، رغم أن مجرى الهواء الأنفي لدي مفتوح، ومع ذلك أشعر بضيق في الصدر.
وظلت هذه الحالة مستمرة، وفي فترة الامتحانات النهائية، شعرت بصداع، ولم أستطع متابعة الدراسة للامتحان، وعندما ذهبت للنوم، كان نبض قلبي سريعا، مع وجود تشنج في يدي اليمنى، وضيق، فظننت أني سأموت، ولم أفكر بشيء آخر، فذهبنا إلى طبيب أعصاب، وقال: قد يكون هناك نقص في الفيتامينات، وأعطاني مهدئا للأعصاب، ولكن دون جدوى، وطلب منا عمل فحوصات وتحاليل للدم، فكل شيء كان طبيعيا، وكذلك تصوير القلب أيضا كان سليما.
فذهبنا إلى الراقي للمرة الثانية، وعالجني، وأخرج ما بجسمي، وقال: إن مرضي ليس إلا مرضا روحيا، وعلاجه إنما يكون بالقرآن، وطلب مني قراءة القرآن باستمرار، ولكني بعدها عندما كنت أقرأ القرآن أشعر بالنبض في جسمي، وأحيانا في الرأس.
المشكلة الآن تكمن في أن لدي غازات شديدة في منطقة البطن، وأتجشأ باستمرار، وأحيانا لا أستطيع التجشؤ، فأشعر بضيق شديد، وكأني سأختنق وأموت، ويصاحب ذلك آلام في الأذن، فذهبنا لعمل فحص لفيتامين B12، فكانت النتيجة 174، فقال الطبيب: هناك نقص شديد في الفيتامين، وأعطاني حقنا، وقال: بأن سبب الغازات قد يكون هناك تعب في الأمعاء، وعند معالجة الفيتامين، ستذهب الغازات، مع أني لازلت أشعر بصداع في الرأس، وأحيانا أشعر وكأن عيني ستخرج مني.
الآن حاولنا معالجة ألم الأذن، فقيل لنا بأن هناك امرأة عجوز يقال بأنها تعرف إن كان هناك شيئا في الأذن أم لا؟
فذهبنا إليها، وأخرجت من أذني بذرة بطيخ، صدمنا بذلك كثيرا، وقلنا أنه قد تكون من بقايا أو أوساخ المرض الروحي الذي كان معي، فقالوا لأهلي: إن ابنتكم قد تعاني من الوسواس القهري، وتتوهم بالأمراض، فيجب الذهاب إلى طبيب نفسي، فذهبنا، وقال: بأني أعاني من الوسواس، وأعطاني نوعين من الدواء:
- الأول:Hypothal حبة مساء
- الثاني: Cipralex 10mg
ولقد تناولت حبة، وشعرت بصداع شديد بالرأس، وعادت الغازات من جديد، وشعرت بأن أعصابي مشدودة، فتركت الدواء.
فأرجو مساعدتي، لأننا لم نترك طبيب إلا وذهبنا إليه، والفحوصات جمعيها جيدة، إلا أن فيتامين b12 به نقص، وأنا لازلت آخذ حقنا لعلاجه، فأنا مازلت أجهل ما هو مرضي؟
- هل هو روحي، أم نفسي ،أم عضوي؟
فالخوف يلازمني باستمرار، ولا أستطيع النوم بسهولة من شدة الأرق، والألم المتنقل.
ولكم فائق الاحترام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يرد إليك الأمن والأمان والاستقرار النفسي والبدني والصحي، وأن يجعلك من المتفوقات المتميزات، وأن يعينك على أن تكوني من العاملات لخدمة الإسلام الرافعات رايته في بقاع الأرض.
وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فمن خلال قراءة رسالتك عدة مرات تبيّن لي أن الحالة التي تعانين منها فعلاً إنما هي أمرٌ يتعلق بما يعرف بعالم الروح أو النفس، وليست لها علاقة بالجانب العضوي إلى حد كبير، خاصة وأنك قد أخذت بكل أسباب العلاج الطبي والدوائي، ولم تتحسن حالتك إلى الآن.
والذي أنصحك به - بارك الله فيك - إنما هو معاودة البحث عن راق شرعي متميز بصلاحه ودينه وتقواه، وبالتزام سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن مثل هذه الحالة - بإذن الله تعالى - لا تحتاج علاجًا أكثر من ذلك.
فعلاجك يا بُنيتي بالرقية الشرعية، ولكن يبدو أن الذين ذهبت إليهم من الرقاة لم يكونوا على المستوى المطلوب، لأن الرقية كالطب، قد يكون هناك طبيب مشهور ولكنه غير موفق في علاج الحالات، في حين قد يكون هناك طبيبًا مغمورًا يفتح الله له، ويشرح صدره للعلاج المناسب، فيصرف الله المرض عن الناس بسبب وصفاته الطبية.
ومن هنا فإني أقول - بارك الله فيك -: عليك مرة أخرى بالبحث عن الرقاة، والتوجه إليهم، والصبر على الرقية، واعلمي كما ذكرت لك ابنتي أن علاجك سهل ميسور -بإذن الله تعالى - من خلال الرقية الشرعية، لأن الرقية الشرعية هي عبارة عن: كلام الله تبارك وتعالى، وكلام نبيه - صلى الله عليه وسلم - وهي قطعًا إذا لم تنفع فهي لن تضر.
فأنا أتمنى بارك الله فيك أن تبحثوا عن راقٍ ثانٍ وثالث ورابع وخامس، وكما بحثتم عن عدة أطباء في مجالات متخصصة، فابحثوا أيضًا عن رقاة متمكنين، لعلك تجدين الشخص الذي - إن شاء الله تعالى - يكون شفاؤك على يده بحول الله وقوته.
أوصيك مع الرقية الشرعية بضرورة الالتزام بأذكار الصباح والمساء، خاصة (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومثلها مساءً، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا أن من آثار هذا الذكر أنه يكون حرزًا لصاحبه من الشيطان حتى يُمسي أو حتى يُصبح، وكذلك أيضًا (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم).
كما أوصيك بالإكثار من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - : (اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك وجميع سخطك)، ودعائه (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت)، ودعاء: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين).
أوصيك كذلك بالإكثار من الصلاة على النبي المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم - بنية الشفاء، لأن الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - من أعظم عوامل صرف البلاء كما ذكر ذلك ابن القيم وغيره.
كما أوصيك بالإكثار من الاستغفار، وعليك بالمحافظة على الوضوء ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وأتمنى أن لا تستسلمي، وأن تقاومي بكل قوة، وأن لا تضعفي أمام هذه الهواجس التي تأتيك، وأنا فيما أظن لستِ مصابة لا بالوسواس القهري ولا بغيره، وإنما هذه كلها من نزغات الشيطان الذي دخل إليك، إما أن يكون بسبب المس أو السحر أو العين أو الحسد، وهذه في الغالب هي أسباب تلبس الجني بالإنسي.
فعلاجك في الرقية الشرعية، وقد تستغنين حقيقة عن الرقاة إذا استطعت أن تقومي برقية نفسك أنت شخصيًا، وإن كنت أرى أن الحالة فعلاً تحتاج إلى راقٍ متخصص، ولكن لا مانع أن تبدئي في عملية التجربة بنفسك، أو أن يقوم بذلك الوالد أو الوالدة أو أحد إخوانك أو أخواتك الكبار، على أن يقوم برقيتك، لأنك تحتاجين إلى قراءة مكثفة، أتصور أنه لو تمت القراءة عليك عدة ساعات متواصلة، أنك سوف تبرئين تمامًا من كل هذه الأمراض التي وردت في رسالتك، لأنه مع الأسف الشديد أن معظم المعالجين نظرًا لكثرة الحالات التي لديهم لا يتمكن من علاج الحالة في جلسة واحدة، وإنما يقرأ عليها مرة ثم يتوقف ثم يعود مرة أخرى، مما يجعل الحالة تعود إلى قوتها كما كانت قبل بداية العلاج.
ولكن الحل الأمثل فعلاً إنما هو مواصلة العلاج ولو بالاستعانة باثنين أو ثلاثة أو أربعة من الرقاة، كلٌ يقرأ عليك لمدة ساعة أو ساعتين أو ثلاث، بهذه الطريقة المكثفة، أنا واثق - إن شاء الله تعالى - أنك سوف تُشفين تمامًا وسوف تستردين- إن شاء الله تعالى - عافيتك واستقرارك النفسي والبدني والعضوي، وسوف أيضًا تستعيدين تميزك العلمي وتكونين متميزة متفوقة، فعليك يا بنيتي بذلك.
وأوصيك أيضًا بالدعاء لنفسك بالشفاء، وأن تطلبي من والدك ووالدتك وأقاربك الدعاء لك، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا بقوله: (لا يرد القضاء إلا الدعاء) وقوله - صلى الله عليه وسلم – (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل)، وأبشري من الآن بأن شفاءك سهل ميسور، وتعاملي بهذه النفسية مع الحالة وسوف ترين خيرًا في القريب العاجل.
أسأل الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء.
هذا وبالله التوفيق.