حساس جدا وأتضايق من أي أحد يمزح معي.. فما العلاج؟
2012-03-12 08:24:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغ من العمر 28 عاما، مشكلتي وهي التي ظهرت من بلوغي حيث أني حساس جدًا وأتضايق من أي أحد يمزح معي، وأحس بعدم الثقة في نفسي، وعندي ضعف في شخصيتي وعدم الجرأة، ومواجهة الآخرين.
أنا دائما أرجع من الشغل متضايقا، وأحس بألم في الصدر، وأفكر يوميا من جراء ما يحصل من زملائي في العمل من المزح معي، وأنا بطبعي حساس جدا حيث أن غيري لا يحصل معه مثلي وأنا منعزل بالبيت لوحدي لشدة حساسيتي وضعف شخصيتي، وعدم المواجهة للآخرين، وفكرت كثيرا في ترك الوظيفة بسبب الحساسية الشديدة، والضيق الذي يحدث بصدري وآلام التفكير اليومي.
أرجو منكم إعطائي العلاج المناسب، وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم 88 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال.
كثيرا ما يحمل الإنسان فكرة عن نفسه، وربما يعقد ويبالغ في هذه الفكرة، فإذا هو أسير لها، وقد تتعزز هذه الفكرة من خلال تعليقات الناس ومواقفهم من هذا الشخص، فيتأكد له أن هذا هو مصيره، وأنه لا مجال لتغيير هذه الفكرة أو هذا الانطباع.
فمثلا ولسبب ما في طفولة الإنسان، أو حادث من الحوادث، يعتقد هذا الإنسان أنه مثلا خجول أو تردد، وهو يكرر في نفسه هذه الفكرة، ومن ثم قد يعلق أحد الناس من حوله بما يشير أن هذا الشخص خجول أو متردد، فتتعزز عنده هذه الفكرة، فإذا هو أسير لها، لا تكاد الفكرة تغادره، ويسير بين الناس وكأنه كتب على جبينة "أنا خجول" أو "أنا متردد".
وقد يعيش هذا الإنسان مع هذه الفكرة وهذا الانطباع لسنوات وسنوات، حتى يكتب مثلا للشبكة الإسلامية مستشيرا، فيكتب مثلي مثل هذا الجواب، ويقول له إن هذا "السجن" الذي حبست نفسك فيه، أو حُبست فيه بسبب ظروف الحياة، هذا السجن، مفتاحه ليس ببعيد عنك، لإنه في يدك، نعم مفتاح هذ السجن في يدك، ولكن عليك أن تستخدمه لتحرر نفسك، وتطلق لنفسك الحرية.
ولابد أولا من اتخاذ القرار أنك تريد تحرير نفسك، وتريد أن تمحو ما كتب على جبينك "أنا حساس جدا"!
وطبعا ليس المقصود أن تصبح "غير حساس" لأنه لا بد من بعض الحساسية، ومشكلتنا الكبرى في العالم أن كثيرا من الناس ليس عندهم الحد الأدنى المطلوب من الحساسية لنفسهم ولمشاعر الآخرين! ولكن يمكنك أن تخفف من هذه الحساسية، وبحيث لا تعود تؤثر كثيرا على مجرى حياتك اليومية.
ومن ثم عليك أن تقتحم المواقف والظروف التي كنت تتجنبها، وربما التي كنت تخافها وتهرب منها، وستجد من خلال الوقت أن حساسيتك، وبالرغم من وجودها، لم تعد تمنعك من عمل ما تريد عمله، ومن دون تردد أو ارتباك.
إن الثقة بالنفس لا تنزل هكذا من السماء، وإنما تكتسب من خلال التدريب والمارسة العملية، ولذلك وجدت مناهج التدريب والتربية والتعليم.
فهيا أخي الكريم، لا تترك عملك، ولماذا تتركه، وزملاؤك ليس لهم حق أكثر منك في هذا العمل، وإنما على العكس حاول أن تذهب كل صباح لعملك، وبعد أن تمحو عن جبينك، وعن عقلك، أنك حساس، لتذهب إلى عملك كل صباح واثق الخطى، سائلا الله تعالى التأييد والنجاح والتوفيق، وستجده ولا شك، وكما يقول المولى الكريم: " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون".
والله الموفق.