ابني قل مستواه في الدراسة بعد أن كان متفوقاً فيها.
2012-03-08 08:18:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
ابني عمره 12 سنة، في الصف السادس، منذ مراحل الدراسة الأولى كان وضعه الدراسي جيداً، حتى الصف الثالث، ثم نقلته إلى مدرسة أخرى بسبب إغلاق مدرسته القديمة.
ما تم ملاحظته أنه أصبح مهملاً في دروسه، وأصبح كثير النسيان، ولا يركز فيها، وانخفض مستواه إلى وضع حرج، وأصبح يكذب بشكل كبير، ويخفي علاماته، وعند سؤاله يلتزم الصمت! لا أخفي أني كنت شديدة معه فيما يتعلق بالدراسة، الآن أرسلته إلى مدرسة تساعده، لكن مشكلة النسيان لم تحل، فما زال يدرس ويجاوب معي جميع الأسئلة، وفي الامتحان لا يكتب الإجابة كاملة، أو لا يكتب شيئاً! فما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد صادف انتقال ولدك لمدرسة جديدة بعد إغلاق مدرسته السابقة، أنه كان على أبواب الدخول في مرحلة المراهقة التي هو فيها، وليس مستغرباً أن يحدث تحول ما في حياة الطفل وهو ينتقل من الطفولة إلى المراهقة، ولابد هنا للوالدين من توجيه اهتمامهم ورعايتهم له وهو في هذه المرحلة الانتقالية، والتراجع النسبي في تحصيل الولد التعليمي ليس إلا عرض لأمر آخر، ونحن لا نريد أن نعالج العرض وننسى لبّ المشكلة.
مما وصفت في سؤالك أرى من المفيد أن تحاولي معه، والأفضل أن يحاول والده الاقتراب أكثر من هذا المراهق، والتعرف عليه عن قرب من خلال قضاء بعض الوقت معه، سواء باللعب أو الحديث، أو القيام ببعض الأعمال المشتركة في البيت أو خارجه، فإن هذا من شأنه أن يتعرف الوالدان أكثر على الحياة النفسية لهذا الولد، واهتماماته وطموحاته ومخاوفه، كلها أمور علينا أن نعرفها، ليس من خلال سؤاله عن هذه الأمر؛ لأنه قد يعطينا الأجوبة التي يعتقد أننا نحب أن نسمعها، ولكن عن طريق الدردشة الهادئة والتعايش، حيث يمكننا أن نقرأ الولد وكأنه كتاب مفتوح.
والخطأ الذي يقع فيه الكثير من أولياء الأمور أنهم يركزون فقط على التحصيل التعليمي، ناسين الجوانب الأخرى الكثيرة في حياة الطفل، بينما علينا أن ننظر إلى كامل الصورة، والجوانب المختلفة لحياة الطفل، النفسية والسلوكية والاجتماعية والأخلاقية والجسمية والصحية.
إننا إن فعلنا هذا، واطمأن الولد للوالدين، فعندها يمكنكم توجيهه الوجهة التي تريدون، ليس فقط في الجانب التعليمي والتحصيل المدرسي، وإنما أيضاً أخلاقه وسلوكه وشخصيته وصداقاته، وكل جوانب حياته، وعندها يكون الوالدان قد قاما بدورهما التربوي.
وفقك الله!