الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الله سبحانه لم يجعل الدنيا ثواباً لأوليائه؛ لأنها لا تزن عنده جناح بعوضة، ولو كانت تزن عند الله شيئاً ما سقي الكافر منها جرعة ماء، بل هي سجن للمؤمن وجنة للكافر – لقد أوذى في الدنيا رسول الله ومصطفاه، وجاع فيها كليم الله، ونشر فيها نبي الله زكريا، وشيع في الدنيا فئام من الكلع أبنا الكلع –، فلا تحزني يا ابنتي، واعلمي أن ما يختاره الله ويقدره للإنسان أفضل وأحسن مما يختاره الإنسان لنفسه، وهو سبحانه يعطي الدينا لمن يحب ولمن لا يحب، ولكنه سبحانه لا يعطي الدين إلا لمن يحبه ويجتبيه.
ولا يخفى على أمثالك أن الإجابة للدعاء تتنوع كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يدعو الله بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث – إما أن يستجيب الله دعوته، وأما أن يدخر له من الأجر والثواب مثلها، وإما أن يدفع عنه من البلاء والسوء مثلها)، حتى قال عمر رضي الله عنه إذن نكثر، وأنت لن تخسري أبداً بدعائك.
وحذارِ من التوقف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( يستجاب لأحدكم - ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم - ما لم يستعجل، قيل يا رسول: وما الاستعجال؟ قال يقول: (قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي، فيتضجر عند ذلك ويترك الدعاء)، وقد ذكر أهل التفسير أن الله أجاب حكيمه موسى في دعائه على فرعون الذي قال فيه: (ربنا اطمس على أموالهم) قيل أجابه بعد أربعين سنة، والله سبحانه يحب تضرع عباده إليه، وفي التأخير أحياناً مصالح كبيرة للإنسان.
وأرجو أن تعلمي أن السعادة ليست في الزواج، ولا في المال ولا في المناصب، ولكن التقى هو السعيد، وهذه وصتي لك بتقوى الله، وأرجو أن نسمع عنك الخير والرضا بقضاء الله وقدره.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية حول علاقة الزواج بالقدر: (
271640 -
269228).
وبالله التوفيق والسداد.