كيف أساعد ابني على النجاح في الدراسة؟
2012-03-06 10:07:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أم لثلاثة أطفال، منهم الطفل الثاني حدث له هذا العام انقلاب في المستوى العلمي، حيث أنه في الصف الرابع، وكان في الأعوام السابقة من المتفوقين جداً، ونسبته كانت 99 %، لكن هذا العام لا أعرف ماذا حدث له؟! ففي المدرسة لا يكتب شيئاً وراء المدرسين!
علماً أنه كان في الأعوام السابقة في قسم البنات، وانتقل إلى قسم البنين هذا العام، والمدرسون في الفصل الدراسي الأول كانوا لا يشرحون الدروس، لذلك قمت بالتدريس له في البيت لكل شيء، وضغطت عليه في آخر الترم لإنهاء المواد.
كان يحل كل الأشياء التي أقوم بإعدادها، ولكن في الامتحان لا يحل أي شيء، ويقول إنه لا يتذكر أي شيء في الامتحان، وكانت النتيجة أنه نزل في المستوى العلمي إلى درجة 67%، مع العلم أنه فاهم للمنهج، وأنه يستوعب الشرح مني بسرعة.
ذهبت به إلى دكتور نفسي فقال لي: إنه تعرض لضغط نفسي، يهرب من عدم قدرته أن يحل أي شيء، وبدأ في اختلاق الأكاذيب بأن المدرسين لم يكتبوا، مع أنهم يكتبون الدرس، وهو لا يكتب معهم في الفصل؛ بحجة أنه لا يكون معه الكتب، بالرغم أنها معه، ويكذب كثيراً بخصوص المدرسة.
ماذا أفعل حتى أرجع الثقة في نفسه؟ هل أحاول أن أذهب إلى المدرسة وأنقل الدروس المتأخرة عليه؟ لكني أخاف أن يتعود على ذلك أن أحل له المشكلة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت منال حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكراً لك على عرض الموضوع.
أنا مستغرب أيتها الأخت الفاضلة أنك قد أخذت طفلك للطبيب النفسي، وهذا أمر حسن، ولكن لم نعرف ما تم في هذه المراجعة إلا أن الطفل قد تعرض لصدمة نفسية، فما هي هذه الصدمة؟ وما هي أسبابها؟ وما هي خطة العلاج؟ كلها أمور كان يفيد أن نعرف عنها، والطبيب كان قد عاين الطفل وفحصه وتحدث معه، وليس من رأى كمن سمع!
لا يبدو من السؤال أن هناك من مشكلة مع هذا الطفل إلا في الجانب التعليمي المدرسي، إلا جانب ما أسميته بالكذب حول فيما يشرح المدرسون أو لم يشرحوا، وحتى هذا الأمر متعلق بالجانب التعليمي المدرسي، وربما من باب التغطية عن ضعف عنده، وخاصة عندما يشعر ببعض الضغط عليه في سبيل التحصيل المرتفع.
طالما أن المشكلة بشكل أساسي متعلقة بالتعليم والتحصيل المدرسي، فإني أنصح بما ذكرته الأم الفاضلة في سؤالها من ضرورة مراجعة المدرسة، والبحث معهم في طبيعة المشكلة، وأسبابها المحتملة، وطرق التصحيح والتقويم.
إذا أردنا أن ننظر فيما يمكن أن يكون قد حدث مع هذا الطفل، ومن خلال ما ورد في السؤال، فإن من أكثر ما لفت نظري في قصة الطفل، أنه كان في الماضي يحضر في قسم البنات، وهذا العام هو الأول حيث نقل لقسم البنين، فلا أدري أولاً لماذا كان في قسم البنات ولعدة سنوات، ولماذا الآن بالذات نقل لقسم البنين؟
أنا أنصح بالمتابعة مع الطبيب النفسي، لمتابعة الأمر، ليس فقط في موضوع تراجع تحصيله التعليمي، وإنما يحتاج لتقييم شامل، وقد لا يكون تراجع علامات مدرسته إلا عرضاً لشيء آخر، فربما دوامه في قسم البنات، والآن يجد نفسه في قسم البنين، فربما أحدث هذا عنده بعض التشويش في مشاعره الذاتية، وفهمه عن هويته الذاتية.
أقول هذه مجرد احتمالات من الدقة المهنية أن تخطر في بالنا، ويبقى الجواب النهائي عند الأخصائي النفسي الذي يقيّم الطفل ويقوم بفحصه مباشرة.
وبالله التوفيق.