مخاوف ووساوس وقلق وصعوبة في التنفس.. كيف الخلاص؟
2012-02-29 10:54:40 | إسلام ويب
السؤال:
د محمد: بعد التحية
منذ عامين، وأنا في العمل تذكرت شيئا، فإذا به يسبب لي ضيقا شديدا، ثم تحول إلى وسواس دائم في التفكير في هذا الشيء، ومن الخوف من هذا الوسواس شعرت بقبضة شديدة في صدري ناحية القلب بمجرد الإحساس بالوسوسة تأتيني هذه القبضة، وتستمر لوقت طويل مع الإحساس بصعوبة في النفس، وآلام في الرأس، ثم ازدادت الوساوس الدينية أيضا، وأحلام وكوابيس مرعبة، رغم تديني الشديد وحبي لهذا الدين العظيم، فساءت حالتي النفسية وضعفت شهيتي للطعام، واضطرب نومي بشكل كبير.
ومنذ حوالي خمسة أشهر ذهبت إلى طبيب نفسي فأعطاني (لوسترال)50 حبة يوميا، و(ريميرون) نصف حبة، و(ابيكسيدون) نصف مليجرام، سبب لي (الريميرون) نوما فظيعا، فتناولت (اللوسترال) فقط، ثم تناولت (اللوسترال) حبتين في اليوم، وقلت الوساوس، وقل الاكتئاب، ولكن المشكلة في قبضة الصدر، لم تنته، وما زالت تسبب لي الضيق بمجرد شعوري بها، فذهبت منذ ثلاثة أسابيع إلى طبيب آخر، فوصف لي (سمبالتا) حبة و(فافرين) حبة سبب لي (السمبالتا) مع أول حبة أعراض غريبة في رأسي فغير الطبيب العلاج إلي سبراليكس 10 مجم حبة ونصف يوميا،و(موتيفال) 2 حبة يوميا أنا أتناول العلاج الآن فأريد رأي سيادتكم، وهل استبدل(الموتيفال) (بالدوجماتيل) ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فيعرف أن الوساوس القهرية كثيرًا ما تكون مرتبطة بالقلق النفسي، بل تشخص تحت حالات القلق النفسي، والوساوس كثيرًا ما تأتي في شكل ما يمكن أن نسميه موجة دماغية مفاجئة، أي أنها تهجم على الإنسان دون أي مقدمات، وهذا بالطبع مفزع، ولكنه ليس خطيرًا.
الشعور بالضيقة الشديدة هو في الأصل ناتج من القلق، ويعرف أن التوتر النفسي يتحول إلى توتر جسدي، وأكثر عضلات الجسم التي تتأثر هي عضلات الصدر، لذا يشعر الكثير من الأخوة والأخوات الذين يعانون من القلق النفسي بإحساس في الصدر بصعوبة التنفس، وبما أن عضلة فروة الرأس هي الأكبر والقابلة للانقباض نتيجة للقلق، فيعتبر وجود الألم بالرأس أمر منطقي جدًّا.
من حيث العلاج إن شاء الله تعالى الحالة سوف تستفيد للعلاج، وحقيقة (اللسترال) هو دواء متميز ودواء فاعل جدًّا، وأرى أنه قد أفادك لدرجة كبيرة، لكن ظلت معك الأعراض القلقية خاصة الجسدية منها، وهذه يمكن أن تستفيد لدواء مثل (الفلوناكسول) أو (الدوجماتيل) كما ذكرت.
(الفلوناكسول) والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) دواء ممتاز جدًّا للقضاء على الضيقة المصاحبة للقلق، وجرعته هي نصف مليجرام صباحًا ونصف مليجرام مساءً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك تخفف الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عنه.
أنت الآن حسب ما فهمته من رسالتك تتناول (السبرالكس) من فئة عشرة مليجرام، تتناول حبة ونصف يوميًا - أي خمسة عشرة مليجرام – و(الموتيفال) حبتين في اليوم، إذا كنت قد تناولت (السبرالكس) كبديل (للسترال) فلا بأس في ذلك، ولكن لا أريدك أن تتناول الدوائين مع بعضهما البعض، (السبرالكس) أيضًا دواء متميز، وإن كان يعاب عليه أنه ربما يكون مكلفًا من الناحية المادية بعض الشيء.
فحتى لا أخلط عليك الأمور كثيرًا أقول لك: يمكنك أن تستمر على (السبرالكس) إذا كنت تتناوله الآن، ويمكن أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا، ويمكنك أن تضيف إليه (الفلوناكسول) حسب الطريقة التي ذكرتها لك، أو يمكن أن تضيف إليه (الدوجماتيل) بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساء لمدة شهرين، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
بالتأكيد ليس هنالك حاجة لتناول (الموتيفال) في حالة تناول (الدوجماتيل) أو (الفلوناكسول) مع (السبرالكس).
أما إن كنت تتناول (اللسترال) فلا داعي قطعًا لتناول (السبرالكس)، ويمكن أن يُدعم (اللسترال) (بالفلوناكسول) كما ذكرت لك. هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: لابد أن تركز كثيرًا على تمارين الاسترخاء، هذه الضيقة في الصدر كما ذكرت لك هو نوع من التجسيد أو الأعراض الجسدية التي تنشأ من القلق، وتمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس المتدرج جدواها ثابتة جدًّا، فأرجو أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين، أو حين تزور طبيبك في المرة القادمة يمكن أن يدربك على هذه التمارين.
أما فيما يخص الكوابيس التي تنتابك فهي ناتجة من القلق، وكن حريصًا أيضًا في ممارسة الرياضة، وتجنب النوم النهاري، وتناول وجبة العشاء مبكرًا، ويجب أن لا تكون دسمة، ويفضل أن تكون خفيفة، والحرص على أذكار النوم لا شك أنه مفيدًا جدًّا.
بالنسبة للوساوس الدينية: تعالج بأن تحقرها، ولا تعريها اهتمامًا وتنتهي وتقطعها حبل التفكير فيها، ولا تناقشها أبدًا، والوسواس الدينية كثيرة جدًّا ونشاهدها وسط الكثير من الأخوة الأفاضل من المتدينين، وهي إن شاء الله تعالى دليل على صدق الإيمان وصريحه، فلا تحس بأي حرج أو انزعاج في هذا السياق، وسوف تزول عنك بإذن الله تعالى.
نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لنا ولك ولجميع المسلمين جميعًا العفو والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة.