كيف أتخلص من العادة السرية، فقد أصبحت عبدا لها؟
2012-02-27 11:36:52 | إسلام ويب
السؤال:
لو سمحت أنا شاب أبلغ من العمر 16 عاما، الحمد لله أصلي وأصوم، ولكن مشكلتي الوحيدة هي العادة السرية التي أصبحت شبه - عبد لها -، لقد أقلعت عنها لمدة 22 يوما، ولكني وفي لحظة ضعف وقعت مرة أخرى.
أرجوكم لا تعطوني الجواب من استشارات سابقة، وأجبني بفيض علمك، وأنا الآن لا أعلم ماذا أفعل مع تلك العادة القذرة؟! أنا أحس أني لن أقلع عنها أبدا.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لسيرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يمنحك القوة للتخلص من تلك العادة المحرمة الرذيلة، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.
وبخصوص ما ورد برسالتك - ابني الفاضل محمود – من أنك تبلغ ستة عشر عامًا من عمرك، وتقوم بالمحافظة على العبادات الكبرى كالصلاة والصيام، ولكن مشكلتك الوحيدة هي في العادة السرية، التي تقول أنك قد أصبحت شبه - عبد لها -، إلا أنك أقلعت عنها لمدة، ثم رجعت إليها مرة أخرى، وتشعر بأنك لن تستطيع أن تُقلع عنها أبدًا.
أقول لك – ابني الكريم الفاضل محمود – غفر الله لي ولك: إن فكرة أنك تحس أنك لن تقلع عنها أبدًا، هذا أولاً كلام الشيطان وليس كلامك أنت، لأن الشيطان يريد أن يعطيك رسالات بأن هذه المسألة من الاستحالة بمكان التخلص منها، وأن هذه المعصية لا يمكن لك أن تسيطر عليها بحال من الأحوال، وهذا غير صحيح، والدليل على ذلك أنك قد أقلعت عنها لمدة اثنين وعشرين يومًا.
هل الذي أقلع عنها كان شخصًا آخر أم أنه أنت أنت محمود، قطعًا هو أنت، ولذلك هذا الكلام الذي تقوله مؤخرًا يتناقض مع موقفك، وهذا فيه حجة عليك فيه دليل قاطع على أنك لو عزمت فإنك سوف تنجح، الذي جعلك تنجح لمدة اثنين وعشرين يومًا قادر على أن يجعلك تنجح العمر كله، ولكن بشرط أولاً أن تعلم أن هذا الأمر ممكن وليس مستحيلاً، كما تقول أنك أصبحت الآن شبه عبد لها وهذا الكلام لا ينبغي أن يقال بحال من الأحوال أيضًا، لأنك تستسلم لنزوات الشيطان ولنفسك الأمّارة بالسوء، وهذا مما لا شك فيه أنه أمرٌ يجعل التخلص من المعصية صعبًا بل وفي غاية الصعوبة، ولكنه ليس مستحيلاً.
فأقول لك ولدي محمود: إن التخلص من تلك العادة السيئة ممكن، لكن يحتاج إلى شيء من المجابهة والمجاهدة، وأن تكون قويًّا، لأني أشعر أنك لست قويًّا الآن.
لقد جمعت قواك واستعنت بالله تعالى لمدة اثنين وعشرين يومًا وأعانك الله وتخلصت، صدقني لو فعلت نفس الشيء مرة أخرى فسوف يعينك الله تبارك وتعالى، ولا تيأس، وحتى وإن تركتها لمدة يومين أو ثلاثة أو أسبوع أو أكثر فهذا مكسب كبير، أما أن تترك نفسك لها فإن هذا يُخشى عليك منه، وقد يترتب على ذلك إلحاق ضرر بدني بك يصعب التخلص منه في المستقبل، فعليك ولدي محمود بأن تأخذ قرارًا مرة أخرى بالتوقف عنها، وذلك بالطرق التالية:
أولاً: أن تعلم يقينًا أن هذا خطر عظيم، وأنه يلحق ضررًا بنفسك وبدنك ودينك.
ثانيًا: أن تعقد العزم على التخلص من هذا الخطر والتخلص من هذه المعصية، حياءً من الله تبارك وتعالى، ورغبة فيما لديه من الخير والعفو، وحرصًا على تخليص جسدك من هذه المعصية التي قد تأكل الأخضر واليابس.
ثالثًا: أن تأخذ قرارًا فوريًا بالتوقف نهائيًا بمجرد أن تقرأ هذه الاستشارة في ليلٍ أو نهار، توقف.
رابعًا: أتمنى أن تقف وحدك في غرفتك أو بعيدًا عن الناس وتقول (أنا قادر على التخلص من العادة السرية) عدة مرات بصوت عال، (أنا قادر على التخلص من العادة السرية، أنا قادر على التخلص من العادة السرية، أنا قادر على التخلص من العادة السرية) أكثر من مرة، وتقول (يا رب أعني، يا رب أعني، يا رب أعني) وتقول (أنا مستعين بالله تعالى على الشيطان الرجيم) هذه تسمى بالرسائل الإيجابية، فعليك بارك الله فيك أن تفعل ذلك.
إضافة إلى الاستشارات الأخرى التي تبين لك الخطر الطبي والصحي والنفسي، لعل هذه القناعات كلها تساعدك على اتخاذ القرار في أقرب فرصة وفي أسرع وقت.
ولدي محمود: أنت قادر على التخلص من العادة السرية القذرة، ولست ضعيفًا ولا عاجزًا، ولكنك غير جاد يا ولدي، أنت نعم تتألم منها وتريد التخلص منها لأنها تتنافى مع ما أنت عليه من علاقة حسنة مع الله تعالى، ولكنك صدقني يا ولدي لست عاجزًا عن التخلص منها بالمعنى الكامل، والدليل على ذلك أنك تتوقف عنها، ويوم أن كنت جادًا ويوم أن كنت صادقًا أكرمك الله تبارك وتعالى بالإقلاع عنها.
فأنا أتمنى بارك الله فيك أن تجمع قواك وأن تعقد النية بكل صدق ويقين وعزيمة ورباطة جأش وإرادة أن تتوقف. توقف! وخذ القرار وقل (أنا توقفت عن العادة السرية) بصوت عال، وبعد ذلك توجه إلى الله بالدعاء وقل (يا رب أعني، أنا إنسان ضعيف وعاجز، وأنت تعلم أن الشهوات تفتك بالشباب، وأن المغريات تؤدي إلى الوقوع في الفاحشة، وليس لي إلا أنت يا الله).
حاول أن تبكي بين يدي الله تعالى، وأن تتذلل بين يديه جل جلاله، واعلم يا ولدي أن الله قادر على أن يمنحك القوة على التخلص من هذا الذنب وغيره، ولكن الله قال سبحانه في القرآن الكريم: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
فلا بد أن تأخذ القرار بالتغيير، وثق وتأكد أنك مع أول خطوة في طريق التغيير سوف تأتيك رعاية الله وتأتيك القوة من الله وتأتيك عناية الله تعالى لتثبتك على هذا القرار، وتخرج بذلك من هذه المعصية القذرة التي تُفسد العلاقة فيما بينك وبين الله، والتي أيضًا تقضي على شبابك وفتوتك وتجعلك كهلاً في أقرب فترة ممكنة من الزمن.
من الممكن كذلك أن تطلب من أقربائك كالوالدة أو والدك الدعاء أن يعينك الله على التخلص منها، وأن تجعل معظم دعائك في التخلص منها، لأن الله تبارك وتعالى يحب الإلحاح في الدعاء وأمرك بالدعاء ووعدك بالإجابة، وعد الله لا يخلف الله وعده، وعد الله لا يخلف الله الميعاد.
أسأل الله لك الثبات على الحق، وأسأله أن يعافيك من هذه المعصية ومن غيرها، وأن يجعلك ممن يظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله، وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من الصالحين المصلحين القانتين العابدين الراكعين الساجدين الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر الحافظون لحدود الله.
هذا وبالله التوفيق.