علاج التشنجات الصرعية للأطفال في سن العاشرة
2012-02-21 12:53:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طفلتي لما كان عمرها (8) سنوات أتتها نوبة تشنجية؛ مثل نوبات الصرع، بحيث تعض ويطلع من فمها ماء، وحركات لاإرادية بجسمها، وعيونها تتحول، وبعد سنتين جاءتها مرة ثانية، أي عند عمر (10) سنوات، وهو عمرها الحالي، وعندما عرضتها على الدكتور عندنا في أمريكا قال: لا نعطيها علاجاً إلا إذا تكررت أكثر من مرتين، علماً أن الحالة تأتيها وقت الصباح في الحالتين، فسمعت عن عشبة تقلل كهرباء المخ الزائدة، وهي عود لقرح أو عود العطاس مع العسل، فهل هي مفيدة لحالتها أم لا؟ وهل لها أعراض جانبية؟
الرجاء الجواب السريع مع التحية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالوصف الذي ورد في رسالتك، هذه البنت أصيبت بنوبتين صرعيتين متباعدتين، ويعرف عن علة الصرع أنها إذا بدأت في الطفولة ربما تتلاشى وتختفي تلقائياً؛ لذا نصح الطبيب بأن لا يتم تناول العلاج، لكن إذا حدثت نوبة ثالثة لهذه الطفلة فلابد من أن يتم إعطاؤها العلاج الدوائي، وفي مثل هذه الحالات تكون الاستجابة للدواء -إن شاء الله- (100%) وغالباً تكون مدة العلاج قصيرة، بمعنى أنها لا تتطلب فترة ثلاث سنوات، والتي هي المدة المتبعة في كثير من علاج حالات التشنجات الصرعية.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى حول العشبة التي تقلل من كهرباء الدماغ الزائدة، هنالك الكثير من الأقاويل حولها، هذه المركبات والأعشاب ما لم يثبت بالدليل العلمي القائم على الأبحاث الرصينة، لا أعتقد أنه من المجدي أبداً أن يضيع الإنسان وقته مع مثل هذه الأشياء، لماذا لا نعطي الدواء السليم والدواء الذي قام بتصنيعه العلماء، بعد أن سخر الله تعالى عقولهم وإمكاناتهم لانتفاع البشرية مما قدموه، هذا من وجهة نظري أفضل، فلا تجربي لابنتك أموراً ليست مضمونة النتائج.
أما العسل -فإن شاء الله تعالى- فيه شفاء للناس، لا بأس أبداً من تناوله، لكن الذي أنصح به في حال حدوث أي نوبات تشنجيه لهذه البنت يجب أن تتلقى العلاج الطبي الصحيح، وهو متوفر -بفضل الله تعالى- وإذا طلب الطبيب إجراء أي فحوصات مثل صورة مقطعية للدماغ أو فحص الدم أو تخطيط للمخ، هذا كله أيضاً سهل جداً.
أرجو أن تعامل الطفلة معاملة عادية، وأن لا تفرضي حماية زائدة للخوف من هذه التشنجات؛ لأن أصول التربوية تشير أن الحماية الزائدة للطفل أو تدليله أكثر من النطاق المقبول قد يضر بالطفل تربوياً، دعيها تعيش حياة طبيعية، وطوري من مهاراتها، ساعديها في دراستها، وأشعريها بأهميتها ووجودها داخل الأسرة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لابنتك العافية والشفاء.