القلق والاكتئاب والتوتر، وعلاقة ذلك بالأرق واضطرابات النوم
2012-01-21 14:43:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أشكركم على جهودكم الطيبة لمساعدة إخوانكم المسلمين، وأسأل الله أن يجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.
أعاني من القلق، والاكتئاب والأرق، وأواجه صعوبة في النوم، وأستخدم (السيتالوبرام 20 مج، والدوجماتيل 100 مج، وبندول نايت حبيتين يومياً) للمساعدة على النوم، وأود استبداله (بالريمرون 15 مج) كما أني أريد زيادة وزني.
فما رأيكم؟ وأيهما أفضل للمساعدة على النوم (الريمرون أو بندول نايت)؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن معظم اضطرابات النوم يكون سببها القلق والتوتر، أو عدم التزامنا بتعليمات الصحة النومية والتي تتمثل في:
1- أن النوم الليلي هو الأفضل.
2- النوم النهاري يقلل كثيرًا من النوم الليلي.
3- الحرص على تثبيت وقت الفراش ليلاً، هو من أفضل الوسائل التي ترتب الساعة البيولوجية بصورة إيجابية جدًّا لدى الإنسان مما يحسن من نومه.
4- الحرص على أذكار النوم.
5- أن يهيئ الإنسان نفسه بأن يكون لديه مزاج استرخائي.
6- أن يذهب الإنسان إلى فراشه حين يحس أن النعاس بدأ يتسلل إلى نفسه.
7- من الضروري جدًّا تجنب المثيرات والميقظات والتي نجدها في المشروبات والمأكولات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي، القهوة، الشكولاتا، البيبسي، الكولا، وبعض الأجبان.
إذن هذه هي الإرشادات العامة جدًّا التي تساعد في تحسين الصحة النومية ولا شك في ذلك، ويأتي بعد ذلك أن تزال أسباب القلق والاكتئاب، الاكتئاب يزال من خلال التفكير الإيجابي، هذه وسيلة طيبة لهزيمة الاكتئاب، وأنا متأكد أنه لديك إيجابيات كثيرة جدًّا في حياتك، والآن دراسات كثيرة جدًّا تشير أن ارتفاع مستوى المعرفي لدى الإنسان يجعله فعلاً يتغلب على الاكتئاب.
ممارسة الرياضة، إدارة الوقت بصورة طيبة، النظرة الإيجابية للحياة، مساعدة الآخرين، بر الوالدين... هذه كلها إضافات عظيمة جدًّا في حياة الإنسان تزيل عنه الكرب والقلق والتوتر، فكن حريصًا عليها أيها الفاضل الكريم.
اجعل لنفسك أهدافًا واضحة في الحياة، وما ذكرناه في الحياة هو نوع من الأهداف، لكن يجب أن تضيف لذلك أنك تريد أن تكون متميزًا ومتفوقًا، وهذا يعني المزيد من الجهد، ومن كد وجد ولا شك في ذلك.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا لا أريد وأنت في هذا العمر أن تجعل هذه الأدوية جزءاً لصيقاً من حياتك، هذا لا يعني أنها خطيرة أو مضرة، لكنك إذا دربت نفسك على المناهج السلوكية فهذا إن شاء الله مفيد على المدى البعيد، فالأدوية تفيد في المدى القريب، لكنها ذات تبعات سلبية إذا استمر عليها الإنسان لسنوات طويلة، لأنه سوف يتكاسل عن التطبيقات السلوكية.
تناول (البنادول نايت) لا أؤيده بكثرة أبدًا، لأنه يحتوي على مركبات لا أقول أنها خطيرة، لكن الإنسان قد يستحسنها ويظل يتناولها باستمرار ويهمل الوسائل الصحية الأخرى، والريمارون دواء جيد جدًّا، لكن يعاب عليه أنه قد يزيد الوزن.
في مثل عمرك هنالك أدوية بسيطة جدًّا مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (سيرمونتن) واسمه العلمي (ترايمبرامين) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا، هذا الدواء مزيل للقلق، مُلطف للمزاج، ويحسن النوم كثيرًا، وربما فقط يؤدي إلى نوع من الجفاف في الحلق، وهذه إن شاء الله تعالى تختفي في ظرف يومين أو ثلاثة.
تناول عقار (أتراكس) بجرعة عشرة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً أيضًا يساعد كثيرًا في النوم، وهو أسلم، كما أنه يساعد في إزالة القلق.
هذه كلها خيارات جيدة جدًّا وممتازة، لكن أنا لا مانع لديَّ أبدًا من أن تتناول (الريمارون) بجرعة خمسة عشر مليجرام – أي نصف حبة – فقط حاول أن تراقب وزنك – هذا ضروري جدًّا – بخلاف ذلك لا أعتقد أنك في حاجة لتناول (الدوجماتيل) خاصة أنه بهذه الجرعة ربما يرفع من هرمون الحليب ويؤدي إلى تضخم الثدي لدى الرجال أو ما يعرف بالتثدي.
سؤال مهم: هل هنالك حاجة لتناول (السيتالوبرام) مع (الريمارون)؟
أنا لا أعتقد ذلك، لأن كلاهما مضاد للقلق والتوتر والاكتئاب، وأعتقد أن (الريمارون) سوف يكفي، فقط عليك بتطبيق الإرشادات التي ذكرتها لك.
أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرنا، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.