طفلتي عدوانية وتقوم بالاعتداء على أختها فكيف أتصرف معها؟
2012-01-19 09:26:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
مشكلتي أن لدي طفلة عمرها 4 سنوات، وهي عدوانية جداً، ولا تسمع الكلام، كأنها تعمل كل شيء فقط لكي تغيظني، هي لا تعمل شيئا صوابا، كلها أخطاء، فهي تسرق, وتكذب, وتضرب الأولاد, وتعضُّهم، لم أعد أحتمل، أصبحت لا أخرج من المنزل بسببها حتى لا تضرب أحدا وتهان، وأنا لا أقبل أن يهينها أحد؛ فهي ابنتي, وأتمنى لها الصلاح، لكن صدقوني فأنا لم أتوجه إليكم إلا بعد أن يئست من التعامل معها.
لديها أخت عمرها سنة و3 أشهر، عندما أغيب عن عينها أسمع صوتها تختنق؛ فأركض وأرى أن العدوانية تجلس فوق رأسها تحاول أن تخنقها، البارحة ذهبت إلى الروضة التي تتعلم فيها، وإذا بالمعلمة تقول لي: إنها دخلت إلى الحمام, وكان فيه ولد فقامت بعضّه في خلفيته وهو عار، ألا يحق لي أن أصرخ، لم أعد أعرف كيف أتصرف، تعبت منها!
علما أنني أحاول أن أكون هادئة معها لكن دون جدوى! جربت كل الطرق معها، هي تعرف الخطأ، لكنها تقصد أن تفعله؛ لأني عندما أسألها لماذا فعلت هكذا, أليس هذا خطأ؟
تقول: نعم, خطأ، ولن أعيدها، إلا أنها في نفس اليوم ترجع إلى الخطأ نفسه، ولكن بصورة أكبر، لا أستطيع فهمها، يبدو أنني أم فاشلة.
ولدي ولد عمره 7 سنين –والحمد لله- وهو خلوق, ويعرف الخطأ، ويوجد له سلبيات، لكن إيجابياته تغطي على سيئاته، ويكفي أن أخته العدوانية تضربه.
أشكركم جزيل الشكر؛ لأنكم أتحتم لي الفرصة لكي أتحدث؛ لأنني لا أجد أحدا يفهمني, ويعطيني حلا لمشكلتي.
أريد أن أعلمكم أني أفكر أن أتوجه إلى طبيبة نفسية تساعدني، فهل تنصحونني بذلك؟
جزاكم الله خيرا, أتمنى أن تردوا على رسالتي في أسرع وقت ممكن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنا نقدر تمامًا درجة انشغالك بطفلتك, وتخوفك حول سلوكها، لكن لابد أن نكون واضحين جدًّا، ونقول: إن هذه الطفلة صغيرة، هذه الطفلة تبلغ من العمر أربع سنوات فقط، ولا يمكن أبدًا أن نتهم هذه الطفلة بالسرقة والكذب، هذا ليس بالأمر الصحيح، الطفل في هذا العمر حتى وإن أخذ ممتلكات الآخرين لا يضع هذا أبدًا في سياق السرقة التي نفهمها نحن الكبار، والطفل إن لم يكن دقيقًا فيما نقول لا يمكن أن نصفه بالكذب في هذه المرحلة؛ لأن الطفل حين نضايقه قد يبحث عن مخارج حتى لا يكون محط غضبنا, وعقابه, والتنديد به، والطفل في هذا العمر يختلط لديه الواقع بالخيال.
أنا أقدر مستوى انفعالاتك، لكن أقول لك: إن الأمر يتطلب منك المزيد من الصبر، والصبر لا يعني أبدًا أن تسكتي عن مسلك طفلتك، بل اتبعي الخطوات التالية:
أولاً: اعرفي أن التجاهل هو أفضل وسيلة لتعديل سلوك الطفل في هذا العمر، بشرط أن يستصحب التجاهل للسلوك السلبي بتدعيم ما هو إيجابي، وإذا لم توجد إيجابيات فنحاول نحن أن نبني سلوكا إيجابيا في الطفلة.
طفلتك قلتِ: إنها تضرب الآخرين، وتعضَّهم، وتتصرف تصرفات مزعجة جدًّا، أرجو أن تصبري على كل هذا، وحين تضرب طفلاً انهيها بصورة لطيفة وجميلة, دون إبداء الانفعال أو الغضب، وحاولي أن تشدي انتباهها, وتصرفيه لتقوم بسلوك آخر, مخالف تمامًا للسلوك غير المرغوب فيه.
فحين ترينها في لحظة انفعال, وتضرب أختها أو أخاها, فهنا ناديها: (يا حبيبتي، تعالي) قبّليها، وبعد لحظة قولي لها: (لا تضربي أخاك ثانية), وقومي بملاعبتها, وانزلي إلى مستواها العمري, وقومي أنت بملاعبتها، وأكِّدي على ذلك دائمًا.
هذه مناهج بسيطة جدًّا, لكنها مهمة, ومن الناحية التربوية مفيدة جدًّا، يجب أن نفهم أن الطفل له عالمه الخاص، الطفل يستوعب، الطفل ذكي، الطفل يفهم، لكن يجب أن لا نفرض نحن الكبار إرادتنا عليه بصورة قاسية، ونحاول أن نصحح مسلكه الخاطئ ما بين عشية وضحاها.
السلوك المضطرب أو غير السوي يتكون ويُبنى بمرور الزمن، وكذلك تعديله يتطلب شيئا من الوقت، فيا أختي اصبري على هذه الطفلة، واعتبري هذه الطفلة نعمة كبيرة من الله تعالى، وهي كذلك، وانتهجي منهج التجاهل للتصرفات السالبة، وقومي بصرف انتباهها لسلوك آخر، ودائمًا شجعيها، حفزيها، طبقي معها طريقة النجوم – هذه طريقة جيدة جدًّا للمكافئات -.
وبالنسبة لبقية أفراد الأسرة: لابد أن ينتهج والدها نفس المنهج التربوي، والطفل إذا أردنا أن نعدل سلوكه حين نأخذ منه شيئًا لابد أن نعطيه شيئًا في المقابل، هذه الطفلة حين قامت بالاعتداء على الطفل في داخل الحمام يجب أن لا يتم التعامل مع هذا الموقف كموقف كارثي، لا، المعلمة يمكن أن تنهاها بصورة لطيفة، توجهها، والطفل يستفيد كثيرًا من الرسومات، مثل أن ترسم لها فتاة تقوم بمساعدة طفل آخر، بدلا من أن تقوم بالاعتداء عليه، أن تشاركه في لعبته، وشيئا من هذا القبيل, وهنالك مناهج تربوية كثيرة جدًّا ومفيدة جدًّا.
هنالك كتاب جيد, كتبه الأخ الدكتور مأمون مبيض، وأعتقد أن هذا الكتاب متوفر في فلسطين، الكتاب اسمه: (أبناؤنا من الطفولة إلى الشباب), أرجو الحصول عليه, والاطلاع عليه، ففيه كثير من التوجهات التربوية السلوكية.
عليك بالدعاء لابنتك، وأسأل الله تعالى أن يجعلها قرة عين لكم، وبالله التوفيق والسداد.