الشك والخوف يطاردني في خيانة زوجتي لي.. فماذا أفعل؟
2012-01-18 07:59:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوج، ولدي 4 أطفال، مشكلتي في أن زوجتي خانتني في مقر عملها حيث تعمل بإحدى مؤسسات الدولة في مكتب به رجال، واكتشفت عند البحث في هاتفها عن وجود رسائل بينها وبين موظف معها في نفس المكتب، دامت أكثر من 4 أشهر (رسائل غرام)، ولما واجهتها بكت كثيرا، واعترفت بأنها خرجت معه 3 مرات في وقت العمل، ولم تمارس معه الجنس، وحلفت بذلك.
تمالكت نفسي ولم أعرف ما أفعل؟ وأستعنت بالله، فلم أضربها، ولم أطلقها مراعيا في ذلك الأطفال، وعدم هدم البيت فأنبتها كثيرا، وطلبت منها ألا تذهب للعمل، فوافقت، وأظهرت أشد الندم على فعلتها، ووعدتني ألا تعود لهذا الفعل؟ وأنها لا تريد أنت تبيع أطفالها، وتهدم بيتها.
بعد مضي أسبوع، قالت لي: إنها تريد أن ترجع إلى العمل لكي لا تتأثر حالتنا المادية، وأنها لن تعود لذاك الفعل مرة ثانية، وستكون أكثر حذرا، ولن تسمح لأحد أن يمس كرامتها، أو يتكلم معها خارج نطاق العمل، وستكون أكثر التزاما.
وافقت أنا على ذلك، ورجعت العمل، وأحوالنا الحمد لله بخير، وعاملتها بكل ود وطيبة، وتقربت أكثر منها، وعالجت بعض الأمور التي ترى أنها نقص في، ولكن ما زلت متخوفا من عملها، والشك يطاردني في كل مكان ماذا أفعل أجيبوني؟
شكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،
فمرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- في استشارات إسلام ويب.
نحن نشكر لك -أيها الحبيب- ما تخلقت به من الصبر و الأناة في معالجة هذه المشكلة، وعدم معاقبة المرأة بعقاب لا تستحقه، أو التسرع إلى هدم البيت وتشتيت الأسرة، فكل ذلك يدل على تحليك بقدر كبير من التعقّل، ولكن مع هذا -أيها الحبيب- لابد من الحزم وأخذ الأمور بالحيطة والحذر، وحفاظك على بيتك وأسرتك وقيامك على زوجتك، كل ذلك يتطلب منك أن تقوم بالحماية والحفاظ على هذه الأسرة من الوقوع فيما يكون سببًا في هدمها وتفرقها، ومقتضى القِوامة على هذه المرأة أنت مأمور بأن تجنبها الوقوع في معصية الله تعالى، فتنهاها عن المنكر وتأمرها بالمعروف.
وعملها في هذا المكان المختلط لا شك ولا ريب أنه من الأسباب الأكيدة للفتن، وقد وقع ما وقع، فلا يصلح أبدًا أن تقابل مثل هذه الحوادث بالتجاهل والإعراض عنها، فربما جرّت إلى ما هو أكبر منها، وكما قيل: (ومعظم النار من مستصغر الشرر)، وافتتان الرجل بالمرأة أو العكس أمرٌ واقع والشارع نبه عليه أكبر التنبيه، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
فلا ينبغي لك أبدًا التسامح في تعاطي أسباب هذه الفتنة لزوجتك، ونحن نصيحتنا لك أن تستغل هذه الظروف التي أثرت على زوجتك واعترفت بموجبها بتقصيرها وعرفتْ عواقب هذا العمل المختلط، وأنه أدى إلى هذه النتائج الوخيمة، فينبغي أن تستثمر هذه الظروف لثني الزوجة عن الاستمرار في هذا العمل، وسيُخلف الله عز وجل عليك وعليها بما هو خير وأنفع.
فمن ترك شيئًا لله عوضه الله عز وجل خيرًا منه، وإن كان لابد أن تعمل المرأة فينبغي أن تبحث لها عن عمل يتناسب مع المرأة وتبتعد فيه عن الاختلاط بالرجال، فهذا أمر ينبغي لك -أيها الحبيب- أن لا تتهاون فيه أبدًا، فأقل ما تفعله أن تُنقل هذه المرأة من هذا المكان إلى مكان آخر، تأمن فيه عليها من أن تُجر إلى ما جُرت إليه من قبل، فإن الذئاب البشرية لا تؤمن أن تترصد الفريسة في أي وقت وفي أي مكان.
هذا مع ضرورة الأخذ بأسباب التحصين لهذه الزوجة بتقوية إيمانها، وغرس مراقبة الله تعالى فيها، فإن الإيمان كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم – : (الإيمان قيد الفتك)، أي هو الذي يُقيد الإنسان عن تعاطيه للذنوب والمعاصي.
فحاول دائمًا أن تُسمع زوجتك المواعظ الدينية التي تذكرها بالله والدار الآخرة ونعيم الجنة وعذاب النار وشدائد القبر، فكل هذا مما يُحيي الإيمان في قلبها، وإذا صلح القلب صلح سائر الأعمال.
كما ننصحك -أيها الحبيب- بأن تحاول إشراك زوجتك في المناشط الدينية للنساء الصالحات، فإن الجليس يؤثر على جليسه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم – : (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
نسأل الله تعالى أن ييسر لك سبل الخير، وأن يصلح زوجتك، إنه على كل شيء قدير.