الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
ليس هنالك من سبب يجعل هذا الخمول والكسل، وتقلب المزاج يستمر معك طول الحياة، أنا أرى أنه ظرفي -إن شاء الله تعالى- وعابر, لكن هذا لا يعني أن الخمول والكسل سوف يذهب وحده، لابد أن تتخذ قرارك بأن تتخلص من هذا الخمول والكسل، والتغير لابد أن يبدأ منك أنت.
نحن نقدر عسر المزاج الذي تعاني منه, لكن هذه الأسباب نعتبرها نسبياً أسباب واهية، عسر المزاج، القلق، التوتر، المخاوف، كثير من الناس يعاني منها, لكن في مثل عمرك لا أعتقد أن الإنسان يجب أن يكون كسولاً، بل على العكس تماماً يجب أن يكون نشيطاً، وفاعلاً ينفع نفسه, وينفع غيره.
والذي أريده منك أن تتخذ القرار، أنك سوف تترك هذا الكسل, وهذا الخمول جانباً، غيِّر نمط حياتك, وأول وسائل التغير هي أن تقيم نفسك تقييماً جيداً، لا أقول لك: حاسب نفسك حساباً قاسياً، لكن معاتبة النفس هنا ضرورية, ومهمة كدافع ومحفز للتغير، والذي لا يحاسب نفسه, ويطلق لها العنان، ويترك الهوى والتكاسل يقرر مسيرته، فمصيره هذا ليس صحيحا، الله تعالى حبانا بالطاقات النفسية الداخلية, وكذلك الجسدية، وفي عمرك لا شك أنها عالية, ومتوفرة, وهذه الطاقات وهبها الله لنا لنستفيد منها, وهي سبيل التغير.
أول الخطوات التي تتخذها بعد تغيير نفسك فكرياً هو أن تضع جدولا لإدارة وقتك، أول خطوة تتخذها هي النوم المبكر، يجب أن تنام ليلاً في وقت مبكر، وتأخذ قسطا كاملا من الراحة، وتستيقظ لصلاة الفجر، وهنا سوف يبارك لك في الصباح، وسوف تجد الطاقات موجودة، وبعد ذلك تشرع في أن تخرج من المنزل لتبحث عن عمل، أو لتتواصل مع صديق، أو للسعي في أمور الدراسة، بالرغم من أنك قلت إنك ستذهب إلى مدينة أخرى، ثم تذهب وتصلي الظهر، وتأتي بعد ذلك للمنزل، ولا مانع من القيلولة البسيطة, وهكذا.
والوقت إن أدير بهذه الطريقة فلا يمكن أن يأتيك النشاط, وتأتيك الطاقات، وأنت لا تتخذ أي خطوات من جانبك، أنت لست مريضا، حتى القلق والاكتئاب البسيط الذي تعاني منه لا يبرر أبداً هذا النوع من الخمول, والنشاط هو علاج أساسي لتحسين المزاج, وإزالة الخمول.
الخطوة الأخرى الذي عليك أن تتخذها وبجدية هي ممارسة الرياضة، مثل رياضة المشي, والجري, ولعب كرة القدم ، أي وسيلة رياضية متيسرة بالنسبة لك فيجب أن تلتزم بها, وأن تطبقها, وهي سوف تحسن كثيراً من أدائك الجسدي, وكذلك النفسي.
الخطوة الرابعة: اجعل لنفسك أهدافا والتزامات يومية، والتزامات على المدى البعيد، موضوع الدراسة هو أمر جيد، وليس هنالك ما يمنع أبداً أن تذهب إلى مدينة أخرى للدراسة، لكن يجب أن تعرف أن الواجبات الدراسية معروفة وواضحة، ولا تتحمل الخمول والتكاسل، ويجب أن يكون عمل اليوم في اليوم نفسه، وأن تسعى لأن تكون من المتميزين, وهذا هدف أساسي, ويجب أن تكون عندك العزيمة والاستعداد لذلك، وأن تأخذ الأمور بجدية أكثر.
ومن المهم جداً أن تكون لك صداقات، ونماذج طيبة في الحياة من المتميزين، والمفلحين، والمتفوقين، والنشيطين، وهم -الحمد لله تعالى- كثر جداً.
خطوة أخيرة يمكن أن تساعدك وهي: لا مانع من أن تتناول عقارا يحسن من مزاجك, ويدفع -إن شاء الله تعالى- طاقاتك بصورة جيدة وإيجابية.
الدواء يعرف باسم (بروزاك), وهو معروف جداً لتحسين المزاج, وحين يتحسن المزاج -إن شاء الله- تزيد لديك الدافعية. والطاقات النفسية والجسدية، وجرعة (البروزاك), والذي يعرف علمياً باسم (فلوكستين) هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر, ويفضل تناول الدواء بعد الأكل، وبعد ذلك اجعل الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أخيراً أقول لك -وهذه يجب أن تكون أولاً-: عليك بالدعاء، وأن تستعيذ بالله من الهم والغم, والعجز والكسل.
وللمزيد من الفائدة طالع الخطوات لعلاج الخمول والكسل سلوكيا : (
17601 -
265226 -
2111546 -
2111490)
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً.