هل أصارح خطيبي قبل الزواج بموضوع الندب وآثار العملية أم لا؟
2012-01-15 10:51:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم،،،
كنت مصابة في صغرى بثقب في القلب منذ الولادة، وأجريت عملية قلب مفتوح لسد الثقب، ولقد مر على العملية سنين، ولا أعاني من شيء الآن، ولا تؤثر على حالتي الصحية إطلاقا.
ولكن تبقى المشكلة من الناحية الجمالية، فقد أجريت عمليه تجميل، ولكن النتيجة لم تكن مرضية لصعوبة إخفاء آثار العمليات التي تمت فوق القفص الصدري.
وسؤالي الآن: هل أصارح خطيبي قبل الزواج بهذا الموضوع حتى لا يفاجأ يوم الزفاف؟ أم لا أتحدث في هذا الموضوع إطلاقا؟
وأكرر العملية لا تؤثر على حالتي الصحية إطلاقا الآن الحمد لله فقط من الناحية الجمالية.
شكرا
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سالى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يستر عليك في الدنيا والآخرة، وأن يمنّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونًا لك على طاعته ورضاه، ويلتمس لك الأعذار ويعفو عن الزلات والهنات، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – من أنك كنت مصابة في الصغر بثقب في القلب منذ الولادة، وأُجريت لك عملية قلب مفتوح لسد هذا الثقب، وهذه العملية مرّت عليها سنوات، ولم تؤثر ولا تؤثر إلى الآن على حالتك الصحية، ولعلك كذلك أيضًا في المستقبل لم ولن تؤثر على حالتك بإذن الله تعالى.
ولكن المشكلة تبقى من الناحية الجمالية ما زالت متواضعة، لأن العملية لعلها منذ فترة إجراء العملية لم تكن هناك جراحة متقدمة مما ترتب عليه وجود آثار للعملية في صدرك يتعذر إخفاؤها في كل وقت، ولكنك كما ذكرت حالتك الصحية مستقرة، وهذه العملية لم تؤثر ولن تؤثر مستقبلاً على حالتك الصحية، إلا أنك تسألين عن مسألة هذه العملية وهل يجوز لك أن تصارحي خطيبك بهذا الموضوع قبل الزواج حتى لا يفاجأ به يوم الزفاف أم لا؟
أقول لك أختي الكريمة الفاضلة: إنه مما لا شك فيه أن مثل هذه الأمور التي يصعب إخفاؤها، والتي تُلقي بظلالها حقيقة على نفسية الرجل عندما يفاجأ بأن زوجته بها شيء من هذا بيّن واضح ولم تُخبره به، وقد يكون الأمر حقيقة له آثاره النفسية السلبية على زوجك في المستقبل.
ولذا أرى بارك الله فيك أن تصارحيه بذلك، وإذا كان قد تزوجك – بمعنى عقد عليك – فلا مانع من أن تكشفي له ذلك، على اعتبار أن الزوج يجوز له أن يرى من زوجته كل شيء، اللهم إلا قضية الجماع كما تعلمين هي القضية التي يتم تأجيلها إلى ما بعد الدخول الشرعي وإشهار الدخول أمام الناس كما جرت به عادات الناس وأعرافهم.
فأنا أرى أنه لا مانع من إخباره بذلك، خاصة إذا كان الأمر بسيطًا، لاحتمال أن يكون زوجك من النوع الذي يُدقق في الصغيرة قبل الكبيرة، فإن هناك رجالٌ يهتمون بصغائر الأمور وأدق شيء فيها، وهناك أناس عندهم مساحات واسعة من التساهل والتيسير، ولا يعبأون بهذه الشكليات.
وأنا لا أعرف حقيقة هل خطيبك هذا من النوع الأول أم من النوع الثاني، ولذا أرى بأنه من الأفضل والأولى - بارك الله فيك وحفظك الله تعالى - أن تخبريه، تقولي له بأنه (قد أجريت لي عملية جراحية منذ كذا، وهذه العملية الحمد لله من فضل الله لا تؤثر على حياتي مطلقًا، إلا أنها آثار الجراحة مازالت موجودة، وأنا من باب الأمانة أحببت أن لا أخبئ عليك شيئًا حتى لا تفاجأ به بعد أن نكون في بيت واحد، وحتى لا تظن أني قد غششتك) وهذا أمر كما ذكرت لك تبيني له بأنه لا يؤثر على حياتك الزوجية، وبعد ذلك اتركي الأمر لله سبحانه وتعالى. قولي له (إن الأمانة والحرص على الشفافية والوضوح هي التي جعلتني أبيّن لك هذا الأمر، رغم أني أعلم يقينًا أنه لا علاقة له بحياتنا الزوجية مطلقًا، إلا أني أحببت أن أخبرك به حتى لا تقول بأني قد غششتك أو أخفيتُ عليك شيئًا).
وأقول لك من هذا الأمر بيد الله سبحانه وتعالى، بمعنى أنك إذا كنت صادقة مع الله سبحانه وتعالى فثقي وتأكدي من أن الله لم ولن يتخلى عنك سبحانه وتعالى، لأن الله لا يضيع أهله، وأن الأمور إذا كانت واضحة من أولها فإنما هي بقدر الله سبحانه وتعالى، وما دام الله تبارك وتعالى قد ساقه لك وارتبط بك وارتبط به فالله تبارك وتعالى قادر أيضًا على أن يجعل هذا الأمر عليه سهلاً ميسورًا ما دمتِ تريدين التحري ولا تريدين غشه أو لا تريدين أن يتهمك في المستقبل بأنك قد أخفيت عليه شيئًا قد يراه مهمًّا في حياته، ولعله أن يعتب عليك في المستقبل يقول لك (لماذا لا تخبريني بذلك قبل الدخول؟).
من حقك أن تسكتي على اعتبار أن هذا الأمر حقيقة لا يترتب عليه أي أثر في الحياة الزوجية من حيث خدمة البيت ومن حيث الحمل والولادة والإنجاب والتربية، وكذلك أيضًا العلاقة الخاصة بينك وبينه، هذه حقيقة هي أهم الأمور، أما المسألة التي تذكرينها هي مسألة جمالية أو شكلية، إلا أني أقول إن بعض الناس أحيانًا قد يقيم الدنيا ولا يقعدونها – كما يقولون – يعتبر هذا نوع من الخيانة والكتمان والغش والخديعة إلى غير ذلك.
فاستعيني بالله عز وجل وصلي ركعتين بنية قضاء الحاجة، وقولي له (أنا ما أحببت أن أخفي عليك شيئًا، أنا منذ صغري أو منذ ولدتُ كان هناك كذا، وأجريت لي عملية وأنا في المراحل الأولى من حياتي، وهذه العملية كما تعلم لم يكن الطب قد تقدم بالدرجة التي يستطيع بها أن يُخفي آثار أي عملية جراحية، ولذلك ما زالت هذه الآثار موجودة في صدري).
فإذا كان قد عقد عليك فأنا أرى بارك الله فيك أن تكشفي له ولا حرج من ذلك الآن، ليرى بنفسه حتى لا يظل في دوامة من التفكير وأخذ القرار.
وإذا لم يكن قد عقد عليك فليس من حقه أن ينظر إلى شيء، وقولي له (هذه العملية يشهد الله تعالى أنها ليس فيها أي أثر على الحياة الزوجية مطلقًا، ولكن من باب الأمانة على اعتبار أني إنسانة أخاف الله تعالى وأتقيه، ولا أريدك أن تتهمني في المستقبل بأني قد غششتك أو خدعتك، أو غير ذلك، ولذلك أردت أن أبيّن لك هذا الأمر من الآن).
فإذن أقول: أرى أن ذلك أفضل وأولى، والأمر يبقى لله تبارك وتعالى أولاً ثم له، فإن شاء الله تعالى أن تكوني له فسوف يكون ذلك، وهذا قد قدر قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
فأرى أن الأمر لن يؤثر بإذن الله تعالى في شيء، بل قد يكون الرجل مثلاً يُكبرك ويُجلّك في هذا الأمر على اعتبار أنك ما أخفيت عنه شيئًا، وإذا كان الله شاء أمرًا آخر فقطعًا سوف يتحقق مراد الله تعالى، والذي نخشاه مثلاً من أن يتردد في كلامه أو أن يرجع فيه فإن قدر الله أن يكون فهو سيكون سواء كان قبل حياة الزوجية أو بعدها، فتوكلي على الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يسعدك به ويسعده بك.
هذا وبالله التوفيق.