هل أتقدم لفتاة أعجبت بها لكنها مقصرة في صلاتها وحجابها؟
2012-01-09 09:23:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
في البداية أود أن أشكركم جزيل الشكر على جهودكم الكبيرة، وأدعو الله عز وجل أن يوفقكم، ويسدد خطاكم إلى كل ما فيه خير للمسلمين.
أنا عندي استشارة أتمنى أن تساعدوني فيها من خلال نصيحتكم التي أقدرها كثيرا، أنا شاب عمري 33 سنة، أعمل مهندسا بإحدى دول الخليج، الحمد لله ملتزم بديني، أعزب، ولكنني أحاول جاهدا الزواج، الحمد لله وضعي المادي جيد (فضل ونعمة من الله عز وجل) وقد خطبت مرتين، ولم ينجح الأمر لأسباب يطول شرحها، منذ فترة تعرفت على فتاة في مناسبة عن طريق أحد الأقارب، وقد أعجبت بها وبطريقة تفكيرها جدا، و بعد ذلك كنت أتواصل معها عن طريق النت بحكم أني كنت مضطرا أن أعود إلى بلد عملي، تعلقت بها كثيرا، وسألت عنها أقاربي، وهي إنسانة واضحة ولمست ذلك من كلامها.
أنا أعلم بأنها أجنبية عني، وأنا والله لا أريد إلا الخير، وأفكر بالزواج بها حتى أني فاتحتها بالأمر، وهي موافقة ولمست منها الإيجاب.
لكن عندي شيء واحد أفكر به، وهو بأن تلك الفتاة ليست محجبة، وهي مقصرة بصلاتها وملبسها وببعض أمور دينها، فاتحتها بهذا الأمر، ولمست منها استعدادها للتغير، وبالفعل بدأت، وهي تريد أن تلتزم، وتبني عائلة، هي جدا متعلقة بي، وتريد أن تعمل كل شيء يرضيني، وأنا أيضا متعلق بها، وأريد أن ابني معها عائلة.
أنا أعلم بأن كل شخص ليس بكامل والكمال لله عز وجل، لكنني أخاف بأن يكون قولها فقط من أجل أن ترضيني، لا أعلم لما هذه الأفكار السوداء تراودني.
أنا اتفقت أن أقوم بزيارة أهلها بعد شهر في إجازتي لأطلبها، وأنا جدا جاد في هذا الأمر، وأرغب بالارتباط بها، وأريد أن يكون كل شيء في إطاره الشرعي، لكنني أود أن تنصحوني، كيف لي أن أزيل هذه الأفكار السوداوية التي تعتري ذهني؟
أشكركم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
فمرحبًا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب. نشكر لك تواصلك معنا وثقك فينا، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك كل خير.
كما نشكر لك أيها الحبيب أيضًا حرصك على الوقوف عند حدود الله سبحانه وتعالى وامتثال أوامره، ونحن نأمل من الله تعالى أن يجعل هذا سببا لأن يقدر لك السعادة في حياتك كلها، ولا شك ولا ريب أيها الحبيب أن العمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار المرأة سيجر إليك خيرًا كثيرًا، فقد أرشد عليه الصلاة والسلام إلى الحرص على اختيار المرأة المتدينة بقوله صلى الله عليه وسلم: ((فاظفر بذات الدين تربت يداكَ))، فالحرص على أن تكون المرأة متدينة سببٌ أكيد في قيام حياة زوجية سعيدة، لأن دين المرأة يبعثها على رعاية حق الزوج وامتثال أمره وحفظه في حضوره وغيابه، وكذلك القيام بالأمانة والمسئولية الملقاة على عاتقها تجاه أبنائها وبناتها، وهذا ربما تجد فيه تقصيرًا من غير المتدينة.
بالإضافة إلى أن المرأة التي لا تزال بحاجة إلى إصلاح وتعليم تحتاج من الزوج إلى بذل جهد في سبيل ترقيتها وتعليمها.
ومن ثم فنصيحتنا لك أن تنظر في حال هذه الفتاة قبل أن تُقدم على اتخاذ الخطوة التالية كالخطبة ونحو ذلك، وأن تستشير من يعرفها عن قُرب ولو بأن تستعين بمحارمك ونحو ذلك، فإن رأيت منها الصلاح والاستقامة والقبول السريع للتوجيهات التي تُقال لها كالتزامها بالحجاب ومحافظتها على الصلوات، فإذا كان حالها كذلك فنصيحتنا لك أن تُقدم على خطبتها ما دمت قد تعلقت بها، وإلا فإن الخير ربما يكون في خلافه.
فحاول أن تبحث عن المرأة التي يرضيك دينها، ولا بأس بعد ذلك أن تبحث عن الصفات الأخرى مع هذه الصفة الرئيسية، كأن تبحث عن الجمال الذي تحصل به قناعة نفسك والهيئة التي تقر بها عينك، فهذا من المقاصد التي رعاها الشرع للخاطب، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من خطب امرأة بأن ينظر إليها، وعلل ذلك بأنه ((عسى أن يؤدم بينكما)) يعني تطول الألفة بينكما.
فنصيحتنا لك أن تبحث عن المرأة التي تناسبك من جميع الصفات، واجعل تدين المرأة والتزامها بدينها على رأس هذه الصفات التي تبحث عنها، فإن كانت هذه الفتاة على المستوى الذي وصفنا من القبول للتدين والعمل بالنصح سريعًا، وهذا سيظهر جليًا بلا شك، فإذا طُلب منها أن تتحجب فتحجبت، ورؤيَ منها المواظبة على الصلوات وترك التفريط فيها، فهذا علامة إن شاء الله على قبولها للصلاح والإصلاح، وإلا فنصيحتنا لك أن تُعرض عنها، وكما تعلق قلبك بها فإنه سيتعلق أيضًا بغيرها حين ترى العين ما تقر به، مع الاستقامة في الخلق والسلامة في الدين.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وخير ما نوصيك به تقوى الله تعالى والوقوف عند حدوده، والإكثار من الاستغفار، والدعاء لله تعالى بأن ييسر لك الزوجة الصالحة، مع الاستعانة بالنساء الصالحات الخيرات من قراباتك ومن لهن بهنَّ علاقة بالنساء للبحث عن المرأة المناسبة.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.